رؤى متجددة ..ابشر رفاي يكتب: صرعة المطرق البرهان رمى تولها والبعض قبل برماده والكباشي كسر مطرقها كج !
تعج ثقافة الوسط الشعبي في مجتمعات الدنيا عموما وتنوع مجتمعنا السوداني على وجه الخصوص ، تعج بكثير من الأنشطة والثقافات المترعة بجميل وطريف العادات والتقاليد والحكم والمواقف والأعمال القابلة للمقاربات والمقارنات ، التي تصل في بعض الأحيان حد التطابق مع المقارب والمقارن به في السمات والإختصاص والتخصص .
منطقة جبال النوبة جنوب كردفان الأقليم كما يحلو للبعض تسميتها بوصفها صرة السودان وعمقه الوجودي وبوتقة إنصهاره النموذجي .
هذا الوضع جعلها من أكثر مناطق السودان تتميز بثراء ثقافي متفرد يغطي صور الثقافة الخمس ومجالاتها المتعددة .
الأمر الذي أسهم بوضوح تام في عمليات الإنصهار والبوتقة الإجتماعية والنفسية التي شكلت مع مرور الوقت عصمة وعصامية مشهودة لإنسان المنطقة .
المصارعة السودانية في كردفان عموما وجبال النوبة جنوب كردفان على وجه الخصوص تعتبر من أهم ممسكات الروابط الإجتماعية وسبل تعميقها وإستدامتها .
لها تقاليد وأعراف ومفاهيم ولوائح تنظيمية دقيقة صارمة موروثة أبا عن جد .
وهي كمنشط وثقافة يمكن للمرء أن يفسر عبرها وعبر ثقافتها ومفاهيمها كثير من الظواهر الإجتماعاعية والمواقف والحالات السياسة بأدق صور التطابق والتفاصيل الطريفة .
ينقسم الصراع والمصارعة من حيث المفهوم والمحتوى إلى عدة أنواع ، صراع الفريح من التفريح والمفارحة ، يقابل في منشط كرة القدم التمارين الإعدادية . ثم المصارعة الداخلية داخل الأحياء والفرقان والحلال . وهذه تقابل المباريات الودية والتنشيطية ، وصرعة المطرق وهذه تمثل قمة المصارعة ، ختام الموسم الذي يبدأ في العادة مع موسم ( الدرت ) موسم الحصاد كالأيام التي نعيش . وينتهي في معظم الأحوال في شهر أبريل .
صرعة المطرق في العمليات الحربية تقابل معركة الكرامة التي عددنا مجالاتها وصورها من غير المجال العسكري القتالي المباشر ، عددناها في عشر نقاط في القراءة السابقة .
وفي الجانب السياسي المدني صرعة المطرق في الظروف الطبيعية تقابل مشهد الإنتخابات العامة الحرة النزيهة .
وفي حالة الإنتقال والحرب اللعينة التي نعيش تقابل المواجهة السياسية المدنية والأهلية الديمقراطية الحاسمة .
بين الجبهة الوطنية السودانية المدنية العريضة في طور التخلق شعارها ( معا من أجل وطن يسع الجميع بالحق والحقيقة ) ومشروعها بناء ونهضة السودان الكبير على قاعدة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات .
وجبهة قوى مدنية الإطاري والداعمون لخط إحتكار وخصخصة شرعية ثورة ١٩ ديسمبر بوضع اليد وإقصاء الآخر .
فضلا عن ترك الباب مفتوحا على مصراعيه للتدخل والتداخل الأجنبي في شئون البلاد لدرجة وضع جدول الأعمال ووضع الرصة وإحتلال وإستحلال المنصة وتقريب القريب وطرد البعيد والتحرش السياسي بالجميع سرا وعلى الملأ وعلى عينك يا تاجر وذلك من باب إذا لم تستحي وطنيا فأفعل ما تشاء .
هؤلاء بتشكيلاتهم ومسمياتهم السياسية التي ظلت وما إنفكت تتحربأ على المشهد سياسيا وتنظيميا وتحت ظل أي شجرة حياة في الحقيقة الوطنية المجردة هؤلاء هم جبهة صغرت ام كبرت .
فالناس على حقيقتهم ونشأتهم أهبطوا بعضا لبعض عدو بإستثناءات أخلاقية محددة عداوة فطرية وفكرية وعدواة تضارب وتعارض مصالح . وبتالي في حيقيقة الأمر لن يجمع الناس على أمر لطالما سبقت كلمة إختلافهم على خالقهم وعلى الذي أنزل وخلق .
ينبغي من منظور سياسي إستراتيجي وطني أن يتم التعاطى معهم على أسس ثلاث أساس التدابير السياسية الإنتقالية الحازمة الحاسمة التي تتماشى والأوضاع مابعد الحرب اللعينة ، وليس بأي حال من الأحوال مع الأوضاع السياسية المأساوية ماقبل الحرب والتي تسببت بها .
وعلى أساس حكم الإرادة الشعبية الجماهيرية من داخل صندوق الإقتراع وقوائمه ، ومن خلال حكم القانون ، فالمتهم برئ حتى تثبت إدانته .
وهذه برأينا هي الطريقة الحكيمة المثلى التي بموجبها يمكن للوطن والمواطن والدولة سحب كروت التشهير وشرعيات المزايدات والمكايدات السياسية التي تجرى بالداخل والخارج بأسم شرعية الثورة والوطن والمواطن والتغيير ومن خلفها الاطماع الخارجية والداخلية التي أضرت في مجملها بسمعة الوطن والمواطن والدولة .
هذه التدابير السياسية في ثقافة المصارعة السودانية تقابل مقولة ( سجيلك بمعنى ندك إذا لم تصارعه صرعته أو صرعك في الدارة ، لن يسمح لك ( بالتجلب) والتجلب يقصد به العرضة والإستعراض الإحمائى وله كذلك مآرب أخرى . الطريف مفردة ( التجلب ) قريبة من مفردة التجقلب والجقلبة مع مراعاة فروق بيئة الكلمتين
فكلما حاولت تعرض وتجلب أمام البنات لتظهر عضلاتك ومهاراتك ، هناك من يحرض أندادك للتشويش عليك بطلب المنازلة في الميدان .
فيا السيد البرهان ، يا السيد الكباشي ، يا السيد مالك عقار ، يا السيد ياسر العطا ، يا السيد إبراهيم جابر .
وسعوا لينا الدارة النقعة العاقر ( ناشفة كر ) خلونا ( نندقش ) مع مصاري جبهة القوى المدنية قوى الإلتفاف الإطاري ( ناس ماعندها حاجة ، ناس عرضة وعروق وتقعد فقرا وشراب مديدة ساي ) والأشياء المذكورة هي أدوات الحرب النفسية الطريفة في عالم المصارعة .
أما رمي التول (بضم التاء) يقصد به البشارة والفأل الحسن . يقابل إجتماعيا قيدومة العرس بمسمياتها السودانية المختلفة مثل( أسكت ) وقولة خير ، وغيرها من مترادفات الكلمة .
خروج القائد العام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس مجلس السيادة خروجه وقتها . في ثقافة المصارعة السودانية .
يقابل طقس ( رمي التول تول صرعة المطرق ) الذي رماه البرهان في أكثر من موقع بالداخل وحيث الخارج الذي من أبرزه ( تول) الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بصرعة المطرق السودانية الفاصلة حربا او سلما .
ظهور نائب القائد العام عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم . وخطابه القوي وكلماته الدقيقة الموشحة ببشريات النصر الذي كما قال بإذن الله قد أصبح قاب قوسين أو أدنى ، وما النصر إلا من عند الله ولكل أجل كتاب .
مترحما على كافة أرواح الشهداء على إمتداد تاريخ شهداء الوطن ومعركة الكرامة من المدنيين والعسكريين مرسلا عميق التحايا للشعب الأبي وعظيم التحية للضباط وضباط صف وجنود كافة القوات النظامية .
هذا الظهور في ثقافة المصارعة السودانية يقابل نهاية ( صرعة المطرق أو الكنجر ) التي تقابل بدورها نهاية معركة الكرامة بتحقيق النصر الكبير حربا أو سلما
تنتهي في العادة صرعة المطرق بكسب الجولة الأخيرة . والتي يعبر عن مسك ختامها بكسر المطرق وهذا إعلانا بنهاية الموسم .
المطرق ( بضم الميم )
هي السوط جمعها سياط تستخدم في تنظيم فعاليات المصارعة وردع الفوضى والتفلتات .
حمد لله على السلامة سعادة الفريق أول ركن الكباشي الذي جمعتنا به العشر الأواخر من شهر رمضان الماضى في دعوة إفطاره السنوي المحضور الجمعة ٢٣ رمضان ١٤ أبريل حضور كبير ما شاء الله ضم كافة ألوان الطيف الإجتماعي والسياسي بالبلاد يتقدمهم بأريحية كبيرة الرئيس البرهان .
ومن الملاحظات التي رصدناها في ذلك الإفطار الجامع الذي سبق الحرب اللعينة بساعات ، الغياب التام لبعض الجهات عكس حضورهم الكبير في إفطار الفريق أول ركن ياسر العطا السابق بأيام قصيرة لإفطار السيد الكباشي والذي قدم فية السيد البرهان حديث النقش بإلإبرة بإسناد حسن .
غياب تام في ذلك اللقاء إلا من ثلاث تقريبا ، أحدهم كان ممثلا للبعد الخارجي وهو السيد غير المرغوب فيه المستقيل فولكر بيرتس ، والذي مازحني أحد الزملاء في تلك الأمسية التاريخية بأن أذهب كرئيس للمستقلين بإلتقاط صورة معه ، نظرا لتحلق عدد من الهاويين حوله وهو يمشي بينهم مشية الحاكم العام غير المتوج بإثر رجعي .
قلت لصديقي بالعكس فولكر هو من يتصور معي من باب الحقيقة والعزة الوطنية ثم زدته من الشعر بيت بالقول .
أربعة الكلام بيننا وبينهم (الكلب شايله ) والكلب مابشيل إلا الجيفة . وهؤلاء هم الإطاريون وناس الإتفاق الإطاري بإستثناء من راجع نفسه بعد الحرب الهجين اللعينة . والذين سرقوا الثورة وأحتالوها وإحتكروا وإحتقروا إرادة الشعب السوداني الأبي ، دون أي وجه حق شرعي دستوري ، ودعاة حل الجيش والقوات النظامية ومعالجة قضاياه وتحدياته خارج الإطار الدستوري والمهني والقانوني ، وتدابير الترتيبات الأمنية والعسكرية المتعلقة بإتفاقيات السلام ، وتمكين الأجنبي من التدخل في شئون البلاد ، هذه حقائق ومواقف معلومة من حيث المبدأ ومعلن عنها في الفضائيات والمنابر الإعلامية وبالرؤى المتجددة وبكل المواقع الألكترونية على كثرتها الناقلة عنها قبل الحرب وليس بعد وقوعها والمتاجرة في أجوائها والإصطياد في مياهها القذرة والعكرة .
أما عن عبارة (قبل بالرماد ) بمعنى رجع بخفي حنين . فالرماد كمادة له عدة إستخدامات وطقوس في عالم المصارعة السودانية .
يوضع على أجساد المصارعين لخدمة ثلاث أغراض ، إمتصاص العرق ، كف العين ، ولتمام زينة المصارع الذي يرتدي كمية من أدوات الزينة الشعبية .
تصاحب صرعة المطرق زفة من المشجعين والمشجعات وهن يحملن كمية من العطور . بالمسميات القديمة عطر السيد على ، وفليل دمور ، وفتيل بت السودان ، واوراق الخريف ، وبالحديث نسبيا ، مترا كارينا ، ون مان شو ، بجانب كمية من السوائل اللذيدة من كل الأصناف .
من طرائف المصارعة هناك من المصارعين من يترمد بوضع الرماد على جسده ويتم تزيينه بإجمل أدوات زينة المصارعين .
ويستمتع بأجمل أغاني التشجيع ويشرب كمية من السوائل الشعبية المعدة زادا للمصارع ، ولكنه في نهاية المطاف لايصارع ولايبرز في وسط الدارة مصارعا لإنداده وأعلى منهم .
وسيظل على هكذا وضع حتى نهاية صرعة المطرق ، ولكنه بالمقابل لن يسلم بالطبع من لسان مشجعات المصارعة وهن يرددن ( قبل بالرماد أبا سجيله ) .
وفي مقطع آخر الماعندو قدرة بتلف الرماد ) فكم يا تري يوجد مثل هؤلاء إذا طقت ووسعت الدارة في صرعة مطرق مفاوضات الوضع الإنتقالي المرتقبة والإنتخابي الحر النزيهه اللاحق بإذن الله …