كمال حامد يكتب..من السبت إلى السبت: رسالة ذكريات من امريكا
من السبت إلى السبت : كمال حامد
** كما تلاحظون اليوم عاودني مرض الكتابة بناء على رسالة كريمة خاصة وصلتني من امريكا التي ليس لي بها كثير ذكريات و زرتها مرتين الأولى عام ١٩٨٤م مرافقا البعثة الرياضية السعودية لدورة الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس عاصمة كاليفورنيا ،و الثانية مع المنتخب السعودي المشارك لأول مرة في نهائي كأس العالم ١٩٩٤م.
** الرسالة عن ذكريات عشناها في اصدار صحيفة داخل السودان بعد سنوات ممتدة من العمل في الخارج،من اخ كريم و شاب عصامي كان أحد الأيادي التي ساعدتني، و سبحان الله كان السبب في علاقتي الوطيدة به و اخترته من الصحف التي كان يعمل بها لانه هاجمني بشدة و أدب مختلفا معي في موضوع رياضي،
** احيانا نختلف، و يكون الحق مع من يخالفك، لانه لا علم له ببعض الخلفيات،
** فقد حضرت من السعودية عام ١٩٨٧م حاملا رسالة من نادي الاتحاد لنادي الموردة بدعوة فريق الشباب تحت ٢٠ سنة للتباري مع فريقه الشبابي، و كنا كسودانيين وقتها نعيش أزمة خسارة قاسية ثمانية أهداف تلقاها اهلي مدني، بعد أن سبقنا المباراة بحملة عن سيد الايام صانع و صاحب النجوم،
** بهذه الظروف حملني الأخوة بأن يحسن الموردة اختيار فريقه،.و بالفعل قررت أدارة النادي السفر بالفريق الأول، ** علم ذلك الصحفي النابه بأن ثمة تبديل حصل فانبرى مهاجما و متهما بضياع حقوق الشباب و الناشئة و نالني من هجومه الكثير.
** دعوته مشاركتي اصدار صحيفة (الجريدة) و كان متفردا في ادائه و لم ينغمس في مستنقع الصحافة الرياضية و اختار جانب الثقافة و الفن و برع فيه و رفع من اسهمنا و اضاف الينا شريحة المبدعين،
** هذا الصحفي الشاب هو الاستاذ صلاح عثمان شعيب، الذي لمع اسمه فيما بعد و صار ممن يشار اليه بالبنان، يجيد الرسم بالحروف، و بحثت عن عنوانه و راسلته و راسلني برسائله الأدبية الرشيقة التي يبثها عبر إذاعة واشنطن، التي يعمل بها.
** طلبته يعيد تنشيط ذاكرتي السبعينية و أهداني هذه الحروف مشترطا ان أعود بها للكتابة،
** معا إلى رسالة الاستاذ صلاح شعيب التي سرح بها و بنا إلى ثلاثة و ثلاثين عاما خلت.
** كتب : صلاح شعيب
** استهليت علاقتي بالأستاذ كمال حامد بمناكفة رياضية أيام عنفوان انتمائي للصحافة الرياضية. وكان وقتها مديراً لمكتب الشرق الاوسط في جدة، ومسؤول صحيفة الرياضية التي صدرت عن ذات الشركة السعودية للأبحاث والتوثيق، ولقد كانت الصحيفة آنذاك ثورة في عالم الصحافة الرياضية، ولاحقاً راسلتها متعاوناً مع الأستاذ كمال حين عاد إلى الخرطوم ليمسك بمكتب الشرق الأوسط الذي يضم أيضاً الأستاذة بخيتة أمين مراسلة لمجلة سيدتي.
**. تلك كانت من اخصب فترات عملي الصحفي المهمة للغاية. فقد عينني كمال وفتح لي المجال للتعاون مع المكتب فأجريت حوارات طفرة مع الشاعر صلاح أحمد إبراهيم ومحيي الدين فارس وفراج الطيب وآخرين، وكلها نشرت في الصفحة الثقافية بالشرق الأوسط. كما أجريت عدة حوارات مع شخصيات رياضية لصحيفة الرياضية واذكر منها حواراً مع الأستاذ طه علي البشير، وكان وقتذاك سكرتيراً لنادي الهلال في بدء تنسمه للمناصب في هذا النادي الكبير.
** تلك المناكفة مع كمال كانت حول دعوة من السعودية بعثت لأشبال الموردة لزيارة المملكة بعد فوزهم ببطولة دوري الأشبال. ولكن بطريقة مجحفة قرر النادي سفر الفريق الأول وكنت قد تعاطفت مع الأشبال وهاجمت إدارة النادي ويبدو أن كمالا كان من مؤيدي زيارة الفريق الكبير. ومع ذلك سبب هذا الجدل بيني وبينه على صفحات السوداني الذي كان يرأس قسمها الرياضي الراحل محمد أحمد دسوقي كان بداية للتعارف حتى حين عاد إلى السودان في بداية عام ١٩٩٠م طلب مني التعاون مع مكتب الشرق الأوسط، وكان ذلك الجهد المميز في تحقيق الحوارات الخبطة.
:* *ومع ذلك واصلت عملي مع كمال في مراسلة الحياة اللندنية ومجلة الوسط متخصصاً في تغطية الحوارات والمناشط الثقافية، ولكن مع طول المضايقات من السلطة تم إغلاق مكتب الحياة وتفرقنا أيدي سبأ، حيث هاجر الراحل إبراهيم عبد القيوم إلى القاهرة والراحل صلاح عبد الرحيم إلى الولايات المتحدة وتفرغ الراحل عمر محمد الحسن مع أخبار اليوم.
** ازدواجية مكتب الحياة والجريدة في عمارة جاد غريب جعل هناك نشاطا موازيا حيويا لعملنا الصحفي. فقد كان المكتب قبلة الزوار من كبار الرياضيين أمثال فيصل محمد عبدالله وعبد المنعم النذير ومحمد الشيخ مدني، وكذلك كان المكتب يضج بحركة السياسيين امثال كامل محجوب وامال عباس ومحجوب كرار ، وايضا يزورنا الادباء والفنانون والشعراء وبقية نجوم المجتمع منهم محمد المكي إبراهيم وحمد الريح ومجذوب اونسة والأمين عبد الغفار وخالد الصحافة وبشرى الفاضل وإسماعيل الأعيسر،
** كنا أحياناً نستمتع بجلسات طرب يتنافس فيها الأمين عبد الغفار ومجذوب اونسة فيما كان ضيوف الأستاذ إبراهيم عبد القيوم من كبار المايويين يمارسون النوستالجيا لأيام نميري والاتحاد الاشتراكي وكيف تسربت من بين أيديهم.
*لاحقا ترك الأستاذ كمال الشرق الاوسط وتسلم مكتب صحيفة الحياة اللندنية، والتي كانت تعد من أكثر الصحف العربية رصانة، وإخراجاً، ونافست الشرق الأوسط وتجاوزتها بمهنيتها العالية، وعمق مادتها السياسية، والثقافية، والاجتماعية، والعلمية،
** وهكذا دواليك. دعاني كمال أيضا ً للعمل معه في الحياة بجانب أنه عرض علي أن أكون سكرتيراً لتحرير الجريدة الرياضية بينما كان هو رئيس التحرير والراحل عبد المجيد عبد الرازق مديرا. ولو يتذكر الزميل كمال أن هذه الخطوة سبقها اجتماع للاتفاق على عملنا جميعا لاصدار صحيفة الدار والجريدة من خلال شراكة صحفية، وشارك في الاجتماع الذي قاده كمال الأستاذ أحمد البلال الطيب ومصطفى أبو العزائم وعبد المجيد عبد الرازق ولكن لملابسات لا أدري أسبابها رسى البلال على إصدار الدار لوحده على أن يصدر كمال الجريدة التي كانت تغيب عن الصدور يوم الخميس. وقد نجحنا أيما نجاح في تقديم مادة دسمة وحوارات مميزة مع نجوم الرياضة والفن والثقافة، وبسرعة اخذت صحيفة الجريدة موقعا رياديا في الصحافة الرياضية، وكانت تضم كتابا مميزين.
*اثناء العمل مع الحياة والجريدة طرحت مرة على كمال منحي الفرصة لإصدار ملف “الجريدة الثقافي” كل خميس ما دام أن العدد الرياضي لا يصدر في هذا اليوم وتوفقت في تمويل العدد الثقافي بالاستدانة من الإخوين حسين إمام وحسيب علي حسيب، وكان العدد الأول قد نفذ من المكتبات حيث لم يسبق على الإطلاق أن أصدرت صحيفة عددا ثقافيا فنيا متخصصا في البلاد. وهكذا تواصل الصدور حتى توقفت التجربة بعد حدوث ازمة في ورق المطابع، وشملت تغطيتنا مجالات الثقافة والشعر والادب والفن والغناء واستكتبنا الأساتذة مصطفى سند وأبو آمنة حامد وعبدالله النجيب وآخرين.
** هذه الحياة التي نعيشها بين الميلاد والممات تبدو أسرع مما نتصور. فقد كان تاريخ العلاقة الذي جمعني مع الأستاذ كمال قد شهد حضورا لافتا لرموز ومعارف مشتركة عايشناها وتضاحكنا معها وتجاذبنا أطراف الجدل والسجال بكثير من الحلم، ومع ذلك لم تبقى سوى الذكرى. فقد ذهب غالب الذين تعرفنا عليهم وزاملناهم وتقاسمنا معهم حرارة دفق المهنة وأياما من التعب والرهق والوعد و الوعيد والإحباط. فلم يكن هناك ثمة شيء أثمن من العلاقات الإنسانية التي ربطتنا، وكان الصدق بوصلتنا.
** وعندما أعود لاتذكر أيام الارتباط بمكتبي الشرق الأوسط والحياة اللندنية لا تبرح ذهني حيوية كمال وحتى سرعة أدائه لمهامه الكثيرة. فقد كان يزرع مدن العاصمة الثلاث بنشاطه الدائب في مجال السياسة والفن والتلفزيون ومراسلة البي بي سي والانغماس في مجريات الرياضة،
** وأظن أن كمالا أدى الرسالة بكثير من الشغف بالعمل. و ليته لا يزال يمتلك تلك الحيوية في الاهتمام بالإعلام والرياضة والفن، وقد اقترحت عليه أن يسجل حلقات حرة اسبوعيا ليكون متحدثا عن أسرار ورموز وتجارب من خلال ارتباطه العميق بهذه المجالات التي استهواها صحفيا وإذاعيا وتلفزيونيا، وأتمنى أن ينفذ هذا المقترح لتستفيد منه الأجيال، وتقتفي أثر نجاحاته المتميزة.
* انتهى َمقال الاستاذ صلاح شعيب
.
***تقاسيم***تقاسيم ***تقاسيم
** الظروف حرمتني هذه المرة من الحضور و المشاركة السنوية في عيد إذاعة عطبرة، للعاملين فيها و مستمعيها كل التحايا، بيننا و اذاعة عطبرة ود كبير، فقد انطلقت في الثمانينات وسط عواصف و استمرت و تطورت و تفخر بخريجيها الذي هم و هن من أركان الاذاعات و القنوات الان، و لكن لابد من الترحم على من انتقل من رموزها، عبد الرحمن جلود، عمر المبارك عبد المنعم الكتيابي، هاشم على مالك، و آخرهم مديرها و رمزها الكبير الاستاذ ابن الاستاذ كما اناديه المرحوم طارق الفكي عبد الرحمن،
** نتواصل بالدعوات و العمل ليسبغ الله بالشفاء على استاذنا الكبير مامون الطاهر، و بالتقدير لعطبرة التي اهتمت به، و لمستشفى الشرطة، و للاخوة في اللجنتين المكلفتين بالمتابعة كما اسميها لجنة فخري و لجنة طارق، و ربنا يكمل شفاء الرجل الطيب الكبير استاذ الاجيال َمامون الطاهر ،.
** بقدرما ما نسعد استضافة الشقيقة الكبرى مصر لأهلنا ناسف لصعوبات التي تضعها لمن يطلب تأشيرة الدخول، و تضرر كثيرون خاصة من المرضى مثلي الذين يحملون مواعيد مراجعة لاطبائهم،
** ليتني أجد من يحمل مني رسالة لمسؤول الجهاز القضائي بالولاية، لان عبارة (إياكم و جرجرة المحاكم ) تعيش و صارت نغمة كريهة في عطبرة، قد تكون الظروف و كثرة القضايا و لكن يمكن الحل و ما اسهله، اكتفي بهذا على أمل أن يساعدني احد بعنوان المسؤول لاوضح أكثر.
** العقوبات الأمريكية الأخيرة كشفت لنا ان شركة الفاخر سيئة الذكر تتبع للدعم السريع و لم نكن نظنها كذلك، لان حكومة حمدوك و وزير ماليته ود البدوي سلموها كل اقتصادنا بعقد تتولى به تصدير ذهبنا السايب و شراء احتياجاتنا كلها، دون طرح الامر الكبير لعطاء او شفافية، و كانت النتيجة ما نحن فيه الآن.
** الاسبوع القادم يمكن اواصل و يمكن لا، حسب اللياقة و درجة القرف الحاصل.