تفوق رزان شرف الدين ابراهيم ولمي عوض حسن بركية يشعل فرحة حلفا الجديدة
النابغة رزان شرف الدين ابراهيم في حوار خاص

النابغة رزان شرف الدين ابراهيم في حوار خاص:
أكبر التحديات كانت الانقطاع الطويل عن المدرسة والانتظار الذي زرع الإحباط
أتابع الامتحانات السابقة وأعدل جدول مذاكرتي حسب الحاجة لكل مادة
أطمح لدراسة الطب بجامعة الخرطوم لهذه الاسباب
كنت أسمع عن تدني التعليم في حلفا، لكن بعد تجربتي وجدت نخبة رائعة من المعلمين والطلاب
حلفا الجديدة: نادر عبدالله عبدة
تصوير : نادر حسن محمد
رغم عتمة الحرب التي ألقت بظلالها على السودان، فإن نور التعليم أضاء حلفا الجديدة بولاية كسلا ، حيث انطلقت زغاريد الفرح في القرية 16 اسكان احتفالًا بتفوق رزان شرف الدين ابراهيم و لمي عوض حسن بركية في امتحانات الشهادة السودانية باحرازهما 95.3% .
وتمكنت النابغة رزان شرف الدين ابراهيم من تحقيق مركز الأولي مشترك على مستوى ولاية كسلا ، كما تم إدراج اسمها ضمن قائمة الثلاثين الأوائل في السودان ، في إنجاز يعكس ريادة التعليم في حلفا الجديدة.
وهذا التفوق جاء بفضل إصرارهما وجهود المعلمين والمعلمات الأكفاء الذين ساهموا في دفع مسيرة التعليم رغم الظروف الصعبة .
في حديثها لموقع أرتي ميديا، عبرت رزان شرف الدين ابراهيم عن سعادتها الكبيرة بهذا الإنجاز واحرازها 95.3%، واكدت أن تحقيق هذا النجاح هو انتصار لكل أبناء القرية 16 وحلفا الجديدة وولاية كسلا .
تابعوا إفادات النابغة رزان شرف الدين ابراهيم في هذه المساحة لمعرفة المزيد عن تجربتها الفريدة ورحلتها نحو التفوق :
*كيف كان شعورك عند إعلان النتيجة وتحقيقك نسبة *95.3%؟
شعور لا يمكن وصفه تمامًا، كان مزيجًا من الفرحة والراحة ودموع الانتظار الطويل. قبل إعلان النتيجة، كنت على أعصاب وتوتر شديد، رغم ثقتي بأنني سأكون من ضمن الأوائل. وعندما تم إذاعة اسمي ضمنهم، علت زغاريد الأهل، وسجدت شكرًا لله أولًا وأخيرًا.
*باعتبارك عدت إلى حلفا الجديدة بسبب ظروف الحرب، كيف أثر تغيير البيئة على دراستك واستعدادك للامتحانات؟
أنا حلفاوية “أبًا عن جد”، من قرية 16 بحلفا الجديدة، ولا أعتبر نفسي نازحة رغم أنني درست في الخرطوم. في البداية، فقدت المدرسة والمعلمين في أكاديمية الفيحاء بالخرطوم، وأود أن أشكرهم، خاصة الأستاذ منتصر دنقلا ، وعصام وداعة، ومحمد سليمان، والأستاذة لبنى، وكل المعلمين الذين كان لهم دور كبير في تعليمي. لكن بفضل وقفة وتشجيع أسرتي الكريمة، ثم التحاقي بمدرسة الأوائل بحلفا الجديدة، استطعت تجاوز آثار الحرب والابتعاد عن الفصول الدراسية في الخرطوم.
*ما هي أكبر التحديات التي واجهتك أثناء فترة الدراسة بسبب الظروف الصعبة؟
أكبر التحديات كانت الانقطاع الطويل عن الذهاب للمدرسة بسبب الحرب التي فرضت على الشعب السوداني، والانتظار الطويل الذي زرع الإحباط واليأس في النفوس. لكن بحمد الله، جاءت انتصارات الجيش السوداني، مما خفف عنا الكثير وجعلنا نجلس لامتحانات الشهادة السودانية بعد سنوات من الانتظار.
*كيف كان تأثير والديك في رحلتك الأكاديمية؟
كان تأثير والديّ كبيرًا في نجاحي، فوالدي كان دائمًا يحثني على المذاكرة وينبهني عند أي تقصير، بينما والدتي كانت تقدم لي الدعم النفسي، وتشجعني بكلماتها وتبث فيّ الثقة. أقول لهما الآن: لقد حصدتم ثمار تعبكم وجهودكم. جزاكم الله خيرًا وحفظكما لي.
*هل تلقيت دعمًا خاصًا من أسرتك أو معلميك خلال فترة التحضير للامتحانات؟
بالتأكيد، فقد كان الأستاذ منتصر دنقلا استاذ الكيمياء المعروف والأستاذ عصام وداعة، ومعلمو أكاديمية الفيحاء وحلفا الجديدة بمدرسة الأوائل، بجانب وقفة وتشجيع والديّ، من أكبر الداعمين لي خلال هذه الفترة.
*ما هي الاستراتيجية التي اعتمدتها في المذاكرة لتحقيق هذه النتيجة المتميزة؟
لم أعتمد على استراتيجية محددة، كنت أذاكر عندما أشعر بالقدرة على ذلك، ولا أجبر نفسي على الدراسة عندما أشعر بالإرهاق. لكن عندما كنت أشعر بالتقصير في مادة معينة، كنت أركز عليها أكثر لتعويض أي ضعف فيها.
*هل كانت هناك مواد دراسية واجهت صعوبة فيها؟ وكيف تمكنت من تجاوزها؟
المواد اللغوية كانت أكثر المواد التي واجهت فيها تحديات، لأنها تعتمد على المعرفة السابقة ولا يمكن حصرها في منهج محدد، خاصة اللغة العربية والإنجليزية. لكن رغم ذلك، تمكنت من التعامل معها بشكل جيد، وخاصة اللغة الإنجليزية التي بذلت فيها مجهودًا أكبر.
*هل كنت تتبع نظامًا معينًا في تنظيم وقتك بين الدراسة والراحة؟
أحيانًا كنت ألتزم بجدول للمذاكرة، لكنه لم يكن ثابتًا، بل كنت أغيره حسب حاجتي لمادة معينة. كما كنت أراجع الامتحانات السابقة وأركز على المواد التي تحتاج إلى حفظ، بينما المواد التي تعتمد على الفهم كنت أتعامل معها بطريقة تناسبني شخصيًا، بحيث تساعدني على تذكرها وحل المسائل المرتبطة بها بسهولة.
*ما التخصص الجامعي الذي تطمحين لدراسته؟ ولماذا اخترتِ هذا المجال؟
بكل تأكيد، أطمح إلى دراسة الطب بجامعة الخرطوم، لأنه مجال يساعد الناس، وهو من العلوم المحببة إلى نفسي. كما أنني سمعت من إخوتي وأصدقائي عن أهمية دراسة الطب للتأمل في معجزات الخالق في جسم الإنسان، وأتمنى أن أتعرف عليها بشكل أعمق.
*كيف ترين دور التعليم في حلفا الجديدة؟
قبل قدومي إلى حلفا الجديدة، كنت أسمع عن تدني مستوى التعليم، لكن بعد تجربتي وجدت العكس تمامًا. حلفا بها نخبة من المعلمين المميزين، والطلاب فيها يتمتعون بنباهة كبيرة، وهذا جعلني أغير وجهة نظري تمامًا حول التعليم في المدينة.
*هل لديك رسالة أو نصيحة تقدمينها لزملائك الذين يستعدون للامتحانات في ظل ظروف مشابهة؟
أنصحهم بمذاكرة دروسهم أولًا بأول، فهذه نصيحة قد تبدو تقليدية لكنها الأكثر فاعلية. المراجعة المستمرة تساعد على تثبيت المعلومات، حتى لو كنت شخصًا سريع الفهم. الجد والاجتهاد هما الطريق إلى النجاح، وصدق من قال: “لكل مجتهد نصيب”.
**رسالة أخيرة؟
أود أن أشكر الجميع، أهلي في حلفا والخرطوم، وكل من دعموني خلال رحلتي التعليمية. كما أشكر الإعلامي نادر عبدالله حلفاوي، الذي يعكس الوجه المشرق لحلفا الجديدة وسوداننا الحبيب. مبروك لكل المتفوقين، وأتمنى حظًا أوفر لمن لم يحالفهم النجاح هذه المرة، فالمستقبل أمامهم.