همس الخواطر : د.فاطمة عبدالله :ذكريات العيد بين الكسرة والكمونية
همس الخواطر: د.فاطمة عبدالله
هناك أشياء لم أهتم يوما بفعلها أو شعرت أنها تقلل من قدري كزوجة وأم وست بيت .. من هذه الأشياء نضافة الكمونية وعواسة الكسرة ..
من النادر أن نحضر عيد الأضحى خارج السودان .. عيد الأضحى لا يحلو الا في السودان .. المقالدة في صلاة العيد ، والناس البتلاقيهم في العيد ولسنوات تكون ما شفتهم .. لمة الأهل لأيام ، ريحة الشية في الحيشان وتحت الشجر .. كل تفاصيل العيد في السودان والتي يعرفها كل سوداني وأي زول عاش في السودان حتى لو ما كان سوداني ..
نجي للكمونية .. اصلو ما بنضفا ، رغم اني بحبها وباكلها .. تعودت أني اعطيها لمن يريدها من ساعة تخرج من جسم الخروف ، كنت أشعر انها تاخد كثير من الوقت وهي ليست بهذه الأهمية لأضيع كل هذا الوقت معها ، واتعودت أمش اكلها مع أمي محمرة ومقرمشة وطاعمة ، مع شطة حارة ومزبطة أو مع حبوبتي سعيدة أو عند الأهل والجارات .. وقت اشتهيتها ..
في السودان بعض الحاجات ما محتاج تتعلمها لأنك عارف أنك بتلقاها وقت أردتها .. الحنية هناك كافية لتعطيك بعض ما تريد .. الحنية هناك لا مثيل لها .. ودا حالي مع عواسة الكسرة .. جربتها من سنوات طويلة وشعرت اني لا أجيدها ، وتركتها .. ما أمر جلل وقت احتاجها سأجدها في كل مكان .. في السوق ، عند امي ، بالحنية سأجدها ..
وجات الحرب .. والعيد بقى برة السودان ، ولم تعد الضحية التي نعرفها .. يوم العيد زوجي سألني قبل يذهب لذبح الخروف : دايرة الكمونية ؟ قلت دون تفكير : ايوه جيبا ..
في ذلك اليوم جلست لساعات طويلة انضف فيها ، ما خيلت فيديو ما شفتو .. لأني ما كنت بركز كتير في موضوع نضافتها ، ما كنت قايلة بجي يوم وأعملا .. والحمدلله نجحت بامتياز ..
الموضوع بالنسبة لي ما كان كمونية ، الموضوع كان كأني بستحضر تفاصيل العيد في السودان ومع أهلي .. شعرت كأن الحنية التي كنت أجدها في صحن كمونية خارج بيتي ، هي نفس الحنية التي ساعدتني في نضافتها وطبخها .. ولما وضعت لضيوفي صحن الكمونية ، وصحن الكسرة مع أم رقيقة بيضاء كأني أضع لهم هذه الحنية في صينية غداء .. كأني أقدم لهم السودان في تفاصيل صغيرة ولكنها كبيرة ..
هذه التفاصيل هي التي تميزنا كسودانيين.. هي التي تجعل عيدنا مختلف وحنين ..
وان شاء الله العيد الجاي معيدين في بيوتنا ومع أحبابنا في وطن آمن معافى ..