كتاب واراء

صرير القلم ..د. معاوية عبيد يكتب :رغم الخراب و الدمار ينبثق الأمل بالزكاة خلال النصف الاول من العام الحالي

صرير القلم : د. معاوية عبيد

إن الخراب مهما اتسع، والدمار مهما طال، لا يمكن أن يقهر روح التكافل المزروعة في صميم الشريعة الإسلامية و في روح المجتمع السوداني صاحب الموروث الاجتماعي و القيم و الأخلاق و النفير و إيواء الضيعف و إغاثة الملهوف ، فالإعمار يبدأ من الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخر، والزكاة تمثل التطبيق العملي لهذه المسؤولية ، و عادات و موروثات المجتمع السوداني و تمسكه بامور دينه جعله يعمل علي انزال هذه المكارم علي الارض واقعا يمشي بين الناس ، وبينما تسعى المنظمات الدولية لجلب المساعدات، نجد أن في الزكاة مصدرًا ذاتيًا مستدامًا يضمن للمجتمع القدرة على النهوض من جديد وما قدمه ديوان الزكاة من تقرير ضافي خلال اجتماع المجلس الأعلي لامناء الزكاة في دورة انعقاده الثالثة للعام الحالي بقاعة أمانة حكومة ولاية البحر الأحمر الذي ترأسه و خاطبه وزير الموارد البشرية و الرعاية الإجتماعية معتصم أحمد صالح وذلك لمناقشة تقرير اداء ديوان الزكاة خلال النصف الأول من العام ٢٠٢٥م كما عبر سيادته عن الجهد المبذول في التحصيل مشيداً بالاداء الجيد لأداء ديوان الزكاة خلال معركة الكرامة و خلال النصف الأول من العام الحالي مما أدي إلي تحقيق الخطة كما رسم لها و عمل علي تحقيق الغاية الأساسية للزكاة في دعم الفقراء والمساكين و اشاد الوزير بالفيلم الذي تم عرضه خلال الاجتماع و الذي جسد الخراب في الاقتصاد و زاد العبء علي الوزارة والزكاة مما حدي بالوزير أن يرفض حال الشعب السوداني بانه اصبح ( مسكيناً ) بنسبة ( ٤٠%) بينما الباقي فقيراً كما اطلع السيد الوزير علي تقرير.

الاداء خلال النصف الأول من العام ٢٠٢٥م و الذي بلغت فيه الجباية اكثر من ( ٢٢٥) مليار جنيها بنسبة اداء بلغت ( ١٦٣.٣% ) كما بلغ الصرف علي المصارف الشرعية أكثر من ( ١٥٨) مليار جنيها بنسبة صرف (١١٤.٧% ) من المخطط خلال تلك الفترة و اجاز المجلس الأعلي لامناء الزكاة تقرير اداء الديوان و أمن المجلس علي تكوين لجنة من أهل الاختصاص و عمل دراسة و رفع توصياتها للمجلس في مدة أقصاها اسبوعين من أجل إعادة إعمار مباني الزكاة بالخرطوم التي دمرتها الحرب كما نافش الاجتماع اعادة البيانات و حفظها من خلال زيادة مواعين قاعدة البيانات من أجل اعادة حصر الأسر الفقيرة وقد أثبتت التجارب الواقعية أن توظيف الزكاة بآليات حديثة، من خلال مؤسسات متخصصة، يضمن تحقيق الأثر الأكبر في إعادة بناء ما دُمّر، ليس فقط على مستوى المباني، بل على مستوى الإنسان ذاته؛ بتأهيله وتوفير سبل العيش الكريم له. فالزكاة حين توجّه لدعم التعليم، والرعاية الصحية، وتمويل المشروعات الصغيرة، تتحول إلى قوة محرّكة لعجلة التنمية، وتضع اللبنة الأولى لنهضة حقيقية أشاد المجلس باداء العاملين في الجباية و الصرف و الدور المجتمعي والاسناد الذي قدمه الديوان خلال معركة الكرامة للمواطنين و للقوات المسلحة وجرحي العمليات و القوات المساندة لها.

الأمين العام لديوان الزكاة أحمد إبراهيم عبدالله تحدث عن دور الزكاة تجاه المجتمع خلال النصف الاول موضحا أن الاجتماع ناقش كثير من المواضيع التي تصب في مصلحة اصحاب الحاجات و مراجعة بطاقات التأمين باللجنة السداسية المكونة من ديوان الزكاة و التأمين الصحي علي أن ينتهي الحصر بنهاية العام الحالي بالاضافة لمراجعة حصر الفقراء والمساكين بالقري و الفرقان وأشار الأمين العام إلي ما قدمه الديوان للعاملين من تهيئة لبيئة العمل من خلال التدريب والتأهيل و الترقيات و الاستيفاء بالمستحقات المالية و أكد الامين العام لديوان الزكاة علي الدور الكبير الذي بذله العاملين عليها من أجل جباية و صرف الزكاة و تعظيم الشعيرة و تقديم العون و المساعدة للمحتاجين في زمن تقاصر فيه دور منظمات المجتمع المدني و تعالي فيه صوت الزكاة من أجل الحفاظ علي كرامة الشعب السوداني أرضه و عرضه كما كان دعم الزكاة و اسنادها للمجتمع سهماً في اعادة الاعمار و العودة إلي الديار حين نرى بين الركام بيوتًا تُبنى، ومدارس تُعاد، وابتسامات تعود لوجوه فقدت الأمان، ندرك أن الأمل لم يمت. ذلك الأمل الذي أنبتته الزكاة، لتؤكد أن من بين الأنقاض يمكن أن تولد الحياة من جديد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى