د. سليم الخراط يكتب : ثمن العربدة قد ذهب بغير رجعة .
هل الضربات المتتالية في بيروت وعلى الحشد الشعبي في العراق والاغتيال للشهيد اسماعيل هنية في إيران هي من ضمن صفقة في الكواليس السياسية لجعل نتنياهو بطل قومي للكيان الصهيوني المحتل لإنهاء حرب غزة ..
هل في قادم الأيام سنشهد نتائج هذا العمل القذر ترجمة عملية للصفقة المطلوب تنفيذها في غزة لأن جنون نتنياهو سيدفع الكيان الصهيوني نحو الهاوية وتوريط أميركا والناتو في حرب واسعة في المنطقة قد تتدحرج لحرب كبرى .. .
اذا كان لابد من حرب محدودة ستكون في الأيام القادمة ما بين محور المقاومة والكيان الصهيوني المحتل والقادم هو من سيتكلم عن الحقيقة حتى لا يقولها البعض كما يريد ..إلا .. إن خرجت الأمور عن السيطرة الدولية في حرب التوازنات والمصالح لتكون بحجم رد لن يتوقف، وسيكون حتى إنهاء وجود كامل الكيان الصهيوني المحتل، وهو المتوقع في سياسة محور المقاومة وتضامن الشعوب العربية والإسلامية ..!! .
إن تاريخ حماس نضال ومقاومة وطنية فلسطينية مؤمنة بعقيدة التحرير بدأت مع استشهاد الشيخ أحمد ياسين وصولا إلى الشهيد الرنتيسي إلى الشهيد اسماعيل ابو شنب الذين كانو مع الوحدة الوطنية الفلسطينية الممكن تحقيقها بالمطلق . !!، وصولا إلى خالد مشعل المتطرف والذي يعتبر ضد تكامل الوحدة الوطنية بين الفصائل ممثلا لمشروع الدولة الإخوانية الإمارة والخلافة في غزة والعريش ..!!، وهو يمثل دحلان آخر ..!!، يعمل في خدمة الكيان الصهيوني المحتل والقادم لحكم غزة ..!!، وقد أثبت غدره وخيانته في سورية ..، وصولا اليوم إلى الشهيد اسماعيل هنية الشخصية الوطنية المعتدلة التي أعادت الحركة لسياسة التوازنات والتفاهمات مع الفصائل بالقدر الممكن تحقيقه والذي دفع الثمن غاليا من أبنائه وأحفاده واليوم يتوج نهاية رحلة حياته بشهادته .. .
المرحلة القادمة كيف ستكون ..!!؟، حماكم الله ايها المقاومون المرابطون في غزة الثبات من كل فصائل المقاومة التي تمثل شعب فلسطين، وندعوا اليوم أن يحمي الله السنوار والضيف وابو عبيده ووو ..، فأين سيكون بالقادم من الايام مركز ثقل حماس بالقرار بعد هذا الحدث الجلل، هل في داخل غزة فلسطين ام بالخارج، لتبقى بيد خالد مشعل وأبو مرزوق في ظل غياب الابطال الشهداء العاروري والسنوار وهنية .. .
جيل فلسطين الجديد الذي عايش واقع الاحتلال وحرب الابادات والاغتيالات هو الجيل المقاوم القادم الذي لا ولن يقبل إلا برحيل الاحتلال عن كامل تراب فلسطين .. .
إنه الجنون بعينه ..
وهو ما كتبه المحلل الاستراتيجي الإعلامي الاستاذ أحمد رفعت يوسف وهو يقول :
في يوم واحد، يفتح ا.لكيا.ن الص.هيو.ني، ومعه الأمريكي، هذه المرة أبواب الجحيم، في ثلاث ميادين مشتبكة معه، تضاف هذه الاعتد.اء.ات إلى الاعتد.اء الذي لايزال ثأره مفتوحا، على ميناء الحد.يد.ة اليمني .
أما سورية الرقم الصعب فحسابها مفتوح معه، قبل وبعد طوفان الاقصى، ومنذ وعد بلفور وسا.يكس بيكو ولن يغلق، حتى اقتلاع هذا الكيان من الجزء الجنوبي لسورية .
هذه الاعتد.اء.ات في شكلها وزمانها ومكانها، تفتح تساؤلات كثيرة، فقادة العدو، يدركون معادلة المقا.و.مة، تل أبيب مقابل بيروت، والميناء مقابل الميناء، والمطار مقابل المطار.. وكان يمكن لهم اغتيال هن.ية، في العاصمة القطرية الدوحة، المستباحة من المو.سا.د الإسرائيلي، بأقل قدر من الضجيج، هذا يؤكد، ان الشعور بالخطر الوجودي، وانسداد الآفاق امام اي امل بالخلاص، بات يفرض على قادة ا.لكيا.ن الص.هيو.ني، التفكير بشكل اخر .. .
يبدو واضحا ان نتنياهو وحكومته وقادة الكيان الصهيوني المحتل، باتوا يشعرون ان الأمل الوحيد المتبقي، هو في جر الولايات المتحدة الأمريكية للانخراط المباشر في حرب الإبادة معهم على كل الجبهات، رغم مافي هذا الخيار من خطر حقيقي على الوجود الأمريكي في كامل منطقة غرب اسيا، باعتباره غير مضمون النتائج، ويجر الولايات المتحدة إلى مصيدة، تتوق إليها روسيا والصين، إضافة إلى أنه يفتح المجال، أمام انزلاق العالم، نحو مواجهة غير مضمونة النتائج، وهو ما يبدو أن الكيان الصهيو.ني بات يسعى اليه، بوضع العالم امام معادلة تقول “امن العالم مقابل أمن إسرائيل” ..!!؟ .
انها عقيدة شمشوم، التي تقول “بهدم الهيكل على الجميع” على مبدأ “عليي وعلى أعدائي” ويبدو ان قادة الكيان، باتو مقتنعين انها خلاصهم الوحيد، لكن مشكلتهم مع هذا الخيار الجنوني أنه يعني موت كيانهم ..، وبداية حياة أمن وسلام ونهضه لكل دول وشعوب المنطقة .. .
اسمع ايها العربي الحر اسرائيل ليست أوكرانيا، واذا فكر الكيان الصهيوني في حرب واسعه تأكد تماما بأننا سوف نصلي بالأقصى وسوف تندحر أسرا ئيل وتنتهي ..!!، وخاصة أن أمريكا لن تسمح لها في مثل هذه الحروب والمغامرة في هذا الوقت، خاصة وأن
معظم الكيان الصهيوني المحتل الموجودين في اسرائيل عباره عن مرتزقة، اما اليهود فاغلبهم عادوا إلى أميريكا، ونتنياهو والذي كان قد طلب من الكونغرس الأمريكي الدعم المالي والسلاح وقال لهم يجب ان ندمر ازرع ايران، وكان يوجد تصفيق فقط بروبغندا، دون اي يحصل على أية موافقات على الحرب من الكونغرس الأميركي علنيا .. .
اليوم لماذا لا تكون معركة الفصل ..!!، ونحن أمام عربدة صهيو _أميركية علنية، حاملها سياسات النفاق الأميركي ومحاولاته إقناع محور المقاومة أنها لا تسعى لتوسعة الحرب وفق لحجم البروبغندا الإعلامية المتفق عليها مع الكيان الصهيوني المحتل والتي أطلقتها عبر التصريحات التي تعلنها .. .
تاريخ جديد حافل بالاعتداءات والاغتيالات المصحوبة بصمت وتغطية من أنظمة العهر العربي والإسلامي .. فإلى أين .. .
فقد جرى اغتيال «إسماعيل هنية» بعد تحديد مكان إقامته في طهران استناداً إلى إشارات هاتفه الخليوي القطري (الممنوح له من جهة رسمية قطرية)، وهو من نوع «ثريا» الذي يعمل عبر الأقمار الصناعية، أو هاتف مرافقه الذي استُشهد معه، وهو من النوع نفسه ..!! .
عملية الاغتيال جرت بالاعتماد على القمر الصناعي الإسرائيلي «أفق13» الذي أطلقته وزارة الأمن الإسرائيلية ربيع العام الماضي، وهو يعتمد على نظام الرادار الذي يميزه عن غيره من الأقمار الصناعية الضوئية الإسرائيلية السابقة، وخاصة من جيل «أفق» .
وقد سبق وكان من المقرر اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في تركيا خلال زيارته الأخيرة لها في أيار مايو الماضي، لكن عُدل عن الأمر في اللحظة الأخيرة .. .
لماذا الاغتيال تم في عقر العرين الإيراني ..، هذا ماجرى ولكنه جرى. .، ولكن كيف ..!!؟، فهل أصبحت سيادة ايران الدولة الإسلامية العظمى قلعة محور المقاومة مباحة كرامتها بحدودها الواسعة، وكأنها تعتبر اليوم جزء من غزة في نظر الإحتلال يضربها متى شاء ..، يستهدف قادتها متى أراد وبأي كيفية شاء ..، فبالأمس الشهيد قاسم سليماني ولحق بهما ما جرى عند ضريحة ..، وبالأمس القريب رئيسي الرئيس الإيراني ووزير خارجية إيران الصديق الغالي امير عبد اللهيان ووزراء آخرين معهم ..!!، هذا هو الكيان الصهيوني المحتل الخبيث لن يدعهم ..، نعم لن يدعهم حتى يلاقي منهم الرد المؤلم والمبكي له في عمق الكيان ردا محكما متكاملا لمحور المقاومة مجتمعا ..!! .
نحن لسنا بزمن الإحتفاظ بالرد والوعيد والتنديد ..، إنما علينا اليوم بالرد المضاعف والمتواصل في حرب النهاية والختام لكل الكيان الصهيوني المحتل ..، فهذا زمن يجب أن يؤدب فيه المجرم على إجرامه، لا أن يتم الصمت على أفعاله المجرمة ..!! .
ننتظر لنرى كيف سيكون رد دولة إيران الإسلامية العظمى على ما حدث في عقر عرينها وتعدد ..، فهي في نظر شعوب الأمة العربية والإسلامية التي تراها قلعة لمحور المقاومة وأبعاده الاستراتيجية كلها ..!!؟
كيف ستعيد البسمة لوجه أبناء الأمة العربية والإسلامية بعد كل هذا الذي حصل ومازال يحصل ..!!، فهل سيأمن المجاهدون المقاومون على ارواحهم في إيران الدولة الإسلامية العظمى التي اضحت مخترقة ومباحة في كامل جغرافيتها ..!! .
تحية لكل المناضلين ممن أمنوا بالبندقية خيارا واحدا في مواجهة ومقارعة الاحتلال الصهيوني ..، فهل سننتظر .. أم سيكون الرد الذي نحن ننتظره وتدعمه إيران ليكون مؤلما للصهاينة المحتلين ويكون في عمق كيانهم ..!! .
آن الأوان للرد الحقيقي وكفانا انتظار وقوافل من الشهداء والدماء مستمرة ..، وكفانا اتفاقات تتم بالضغط لتحديد الضربات والردود المبرمجة حسب المساحات المحددة بين أعداء أمتنا لكي لا نتجاوزها ..، فاليوم وكما قلناها مرارا، لا يقل الحديد إلا الحديد ..، فالعالم انكشف، وكشف الستار عن قوة الظل الحاكمة لهذا العالم وأهدافها هي أمتنا وعروبتنا وإسلامنا وكل ثرواتنا وما يتبقى من هذه الأمة ليقوده هذا الذي يدعي القوة والهيمنة اليوم .. .
الحرية والسيادة والكرامة لأمتنا ولكل احرار العالم ونحن اليوم في مواجهة كل انواع الاحتلال المدعومة أميركيا ومن الناتو وحلفاؤهم من العرب المطبعين الذين بعضهم صناعة صهيونية بامتياز كما تم الكشف عنهم .. .
لابد من الرد العاجل والقوي والمؤلم في عمق الكيان وهو المطلوب في ظل أوضاع المحتل، علينا أن نستفيد منها ونجيرها لاستراتيجية تفاعلنا وحال ما جرى ويجري ليكون ردا يوقظ الكرامة والنخوة والشرف ويعيد لنا مكانتنا وسبادتنا .. .
فلسطين وغزة أهل الرباط بارك الله بكم فقد كشفتم في صمودكم الاسطوري الستار عن مسرح العالم كله، وانتم ستبقون منارة النضال والمقاومة التي يفتخر بها كل عربي ومسلم كان .. .
عشتم وعاشت سورية عربية حرة مستقلة .. سورية لن تركع ..
عاشت المقاومة الفلسطينية ..
عاش محور المقاومة ..
د. سليم الخراط
دمشق اليوم الأربعاء ٣١ تموز ٢٠٢٤.