تحقيقات وتقارير

بسبب حرب السودان …حكومة جنوب السودان لا تستطيع دفع الرواتب منذ 9 أشهر

أزمة جديدة في اقتصاد جنوب السودان

أدى التضرر الأخير في خط أنابيب نفطي حيوي  إلى إحداث ألم جديد في اقتصاد جنوب السودان، حيث لم تتمكن الحكومة حتى من دفع رواتب قوات الأمن منذ 9 أشهر. واضطر بعض الجنود والموظفين المدنيين إلى القيام بأعمال جانبية أو التخلي عن وظائفهم.

يعتمد اقتصاد جنوب السودان إلى حد كبير على النفط الذي يصدره عبر السودان المجاور. لكن الحرب في السودان خلقت فوضى واسعة النطاق، وانقطع خط الأنابيب في منطقة القتال في فبراير/شباط. وأدى انخفاض عائدات النفط إلى تفاقم مشكلة سوء الإدارة الرسمية في جنوب السودان.

الآن تشهد الدولة الهشة بالفعل احتجاجات في العاصمة بسبب نقص الأجور، ومن المتوقع حدوث المزيد. ويتعرض شعبها لضغوط من أجل تعويض الفجوة في مدفوعات الرواتب بطرق غير متوقعة.

في العاصمة جوبا، قال نائب مدير المدرسة، مابوروك كويو سرور، إنه يدرس منذ 36 عاما ولم يشهد أبدا تأخيرا في الراتب مثل هذا.

قال سرور إنه ومعلمون آخرون يجمعون مبالغ صغيرة من أسر الطلاب للمساعدة في إعالة أنفسهم، على الرغم من أن التعليم مجاني.أضاف الرجل البالغ من العمر 60 عاما: “نحن نعاني”.

تعاني حكومة الرئيس سلفا كير، الذي قاد جنوب السودان منذ الاستقلال وهو يتعرض لضغوط دولية لإعداد البلاد للانتخابات المتأخرة، من أزمة اقتصادية. وشغل وزارة المالية ستة وزراء منذ عام 2020، وأقيل آخرهم في يوليو.

في الأسابيع الأخيرة، زارت الأسوشيتدبرس الوزارات الحكومية والمكاتب الأخرى في جوبا ووجدت معظمها خاليا أثناء ساعات العمل. وقال الموظفون المتبقون إن زملاءهم غادروا بعد أن سئموا من العمل بدون أجر منذ أكتوبر/تشرين أول.

قالت إحدى العاملات الحكوميات إن راتبها يعادل 8 دولارات في الشهر. وأشارت إلى أنها وجدت عملا في مطعم وتكسب حوالي 20 دولارا.

أضافت: “الأسعار تستمر في الارتفاع كل يوم”. الآن، وصل سعر كيس دقيق الذرة زنة 50 كيلوغراما خمسة أضعاف سعره قبل عام.

وفقا للبنك الدولي، بلغ معدل التضخم في جنوب السودان 35% مقارنة بالعام الماضي. وفي الوقت نفسه، انخفضت قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي في السوق السوداء وبالسعر الرسمي.

بينما لا يزال ثلث نفط جنوب السودان يتدفق للتصدير عبر خط أنابيب آخر، أعرب رئيس البلاد عن إحباطه من سوء الإدارة حيث يتعين على الحكومة الاعتماد بشكل أكبر على الإيرادات غير النفطية مثل الضرائب على السلع المستوردة.

قال كير في يوليو/ تموز إن هذه الإيرادات يجب أن تكون كافية لتغطية الرواتب لكن الأموال لا تصل إلى حسابات الحكومة.

وأكد بعد أداء وزير المالية الأخير لليمين الدستورية: “مرت تسعة أشهر كاملة لم يتلق فيها الناس رواتبهم، ولدينا أموال”.

في مايو/ آيار، قالت وزارة الخارجية إن الدبلوماسيين والموظفين في البعثات الخارجية لجنوب السودان لم يتلقوا رواتبهم منذ عام 2019. وقد تمكن العديد منهم من العيش بمساعدة الأصدقاء والأحباء.

لكن في يونيو/حزيران، شوهد دبلوماسي جنوب سوداني بارز بالسفارة في روما وهو يبكي في مقطع مصور نشر على الإنترنت بعد طرده من شقته لعدم دفع الإيجار.

في الداخل، احتج مئات من أساتذة الجامعات وغيرهم في جوبا لعدم حصولهم على رواتب. ولم تتدخل قوات الأمن.

بعض العاملين في الأجهزة الأمنية يبحث بهدوء عن طرق أخرى لكسب العيش.

فقد صرح أكول دينغ، أحد أفراد القوات المسلحة، للأسوشيتدبرس: “قررت ترك وظيفتي الحكومية والعمل في تجارة الفحم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى