رأسي يغلي
و هواجس يومي ترقص رقصات الزار على ظهري
أطياف تطوف بأشلاء الذهن الشاردْ
الأرق الليلة جبار ماردْ
أبحث عن ضوء .. لا شيء سوى أنات ضياء باهتْ
بدني مرتجف يبحث عن دفء في ليل باردْ
الليلة لا ألقى حلمي المنفي
* * *
زمني يمضي
يأكل بعضي
يذهب كلي هدرا
ما أبشع أن لا يترك إنسان أثرا !
أولست أعيش بما أعمل ؟
أولست أعيش لكي أعمل ؟
أولست أعيش ؟
أفكاري تغرق في بحر الصمتِ
تزداد غموضاً بالهذيانْ
و القلب الخاسر جولة حب بالحزن تسربل و ارتدْ
هل أتوسد زيف الفكرة و القيدْ
لا يحني المرء الظهرَ لعاصفة إن كان يريد المجدْ
“فلقد حاولتُ
لقد قاومتُ
لقد أحببتُ
لقد صادقتُ
لقد أدمنتُ
لقد غامرتُ
لقد
لكن البحر الآسن عاف رياح المدْ”
* * *
الليلة لا ألقى حلمي المنفي
في قاع الوعي ترسب شيء من ذكراه و بعض من خوفي
و طلل بالي من هم الضعفاءْ
و الجوع الحاقد يحجب عين الشمسْ
و القوت ضياءْ
و الزمن المشحون بتزييف صراعْ
يلقينا قي دوامات ضجيج المدن المحشورة في ليل قاس خداعْ
و الليل مكانْ
الوقت مكانْ
في نفس اللحظة في كرة الأرض وقتانْ
ليل في الشرق و صبح في الغربِ
* * *
الليلة لا ألقى حلمي المنفي
عمري يتسرب كالماء بين أصابع الكفِّ
و الضوء … المجد … الأمةُ
سر مخفي
كلمات تبقى لغزاً في جوفي
حلم منفي
شمس المغضوب عليهْ
حلم منفي
بل حين يصير الحلم شوقاً للماضي لا توقاً للمجهولْ
يبقى منفياً يستجدي العطف و ينتظرُ
هزة رأس بقبولْ
* * *
من نفس الفكرة في ذهن المرءِ
تولد أحلام الحب الكامن في القلب .. تنشأ أطماعْ
و اليأس غباء من باليأس يموت
فالعيش صراعْ
و الحلم صراعْ
د. أشرف مبارك أحمد صالح
أمدرمان 1999
——————
ما بين القوسين من قصيدة دوامات القرن العشرين للشاعر علي عبد القيوم
