د. سليم الخراط: هل سنذهب لمرحلة الانزلاق لحرب مفتوحة ..!!؟
قراءات في مستقبل الايام لابد منها خاصة حين يربط الاسرائيليون وفق إعلامهم ما بين جلسة الخميس القادم التفاوضية حول وقف النار في غزة ورد كل من إيران وحزب الله ..!!، بعض الأوساط الإعلامية الإسرائيلية تتحدث عن إمكانية وقفها او ربما تأجيلها حال حصول رد من إيران ..!! ..
هذا يؤكد أن أصل الدعوة للتفاوض هو محاولة لتفادي الرد أو تأجيله أو التقليل من حجمه ..، وهذا يؤكد على أن التفاوض قد يكون جزءا من مناورة ..!!، لكن عموما ..، إيران وحزب الله وصنعاء يعون تماما ما يجري ..!! .
حتما وبكل تأكيد لن تتراجع ايران عن هجومها المنتظر رغم البيان الخماسي الأمريكي الأوروبي المتزامن مع تحريك حاملات الطائرات والغواصات النووية ..، لأنها تعلم أنها ستفقد هيبتها على صعيد الشارع العربي والإسلامي معا إن لم ترد ..!!؟ والدليل على ما نقرأ في ردها القوي الرادع على هذا البيان ..!!؟، أما لماذا يسعى بشتى المحاولات نتنياهو لحرب عالمية فورية وهو يعلم أنها المستحيل ما لم يكون هناك صرخة جنون حينها فقط سينجح ..، ولكن مع زوال الكيان الصهيوني كاملا من الوجود تكون التداعيات ..!!؟
هل ستـنزلـق الأمور إلـى الحرب الشاملة ..!!؟
هي الساعات التي لن تطول أكثر من أيام قليلة، حيث رجّح خبراء الكيان الصهيوني المحتل في الشؤون العسكرية والإستراتيجية أن يستهدف رد حزب الله ومحور المقاومة مجموعة واسعة من القواعد العسكرية الجوية والاستخبارية الإسرائيلية ..!!، ومصانع أسلحة في شمال فلسطين المحتلة وتل أبيب إضافة الى مراكز عسكرية رسمية ربما وزارة الحرب الإسرائيلية ..!!، بالتوازي مع سعي حزب الله لتحييد المدنيين الإسرائيليين لسببين :
الأول كي لا تستخدمها “إسرائيل” في استعطاف الرأي العام العالمي والأميركي خصوصاً .. .
الثاني كي لا تشكل ذريعة لتوسيع عدوانها على لبنان، ولفتوا الى أن الرد قد يكون قبل انطلاق جولة المفاوضات في 17 آب وقد يكون بعده، فالأمر خاضع لعدة حسابات ومعطيات .. .
واستبعد الخبراء انزلاق الأمور الى الحرب الشاملة لأسباب عدة أهمها انشغال الأميركيين في الانتخابات الرئاسية، وعدم جهوزية الجيش الإسرائيلي لخوض جبهات عدة ولفترة طويلة في ظل غرقه في مستنقع غزة .
لكن الخبراء توقعوا جولة تصعيد وضربات أمنية متقابلة بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة ومحور المقاومة من جهة أخرى .
فإلى أين ستنزلق الأمور في قادم الأيام ..!!؟ .
حول البيان الثلاثي بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار ..، رحلة خاضتها المقاومة الفلسطينية في غزة بقيادة السنوار لجولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبنا وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه، وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة شعبنا وعودة النازحين وإعادة إعمار ما دمره العدوان، وفي هذا السياق وافقت الحركة على مقترح الوسطاء في 6 مايو/أيار 2024م ورحبت بإعلان الرئيس بايدن 31/5/2024م وبقرار مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص 2735، وهو ما قابله العدو بالرفض واستمرار المجازر بحق شعبنا، واستمر بالتأكيد على موقفه بأنه غير جاد بوقف دائم لإطلاق النار، وكانت ممارساته العدوانية بحق شعبنا دليلاً عملياً على ذلك .
ورغم أن الجميع يدرك حقيقة نوايا ومواقف الاحتلال ورئيس حكومته، إلا أن الحركة تجاوبت مع الاتفاق الأخير بتاريخ 2/7/2024م، وواجهه العدو بشروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض، حيث ذهب للتصعيد في عدوانه على شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر، وصولاً لاغتيال رئيس الحركة القائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله ..، في تأكيد لنواياه باستمرار العدوان وعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مستمرا بحراره الإبادة وآخرها مجزرة مدرسة التابعين في ١٠ اب ٢٠٢٤..، ما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة من المدنيين وجرح ما يزيد على 250 منهم .
من منطلق الحرص والمسؤولية تجاه شعبنا الفلسطيني ومصالحه، فإن المقاومة الفلسطينية تطالب الوسطاء إن كانوا أصحاب قرار حقيقي وليسوا ادوات والعاب ..!!، بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على المقاومة الفلسطينية ممثلة بالقائد السنوار والذي وافق عليه بتاريخ 2/7/2024م، استنادا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيداً من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا .
يا أمة العروبة والإسلام أين أنتم ..!!؟؟
لقد دخلنا اليوم تاريخ الشهر الحادي عشر لاقتراف الكيان الصهيوني الغاصب المحتل حرب الإبادة من خلال ممارساته لتطهير عرقي وإبادة جماعية لشعبنا الفلسطيني في غزة ..،
مجازر متتالية لا تتوقف في كل يوم ..، في محاولة الكيان الصهيوني اليائسة لطرد 2.3 مليون فلسطيني من غزة ومعبر رفح والعمل على تدميره وتسويته بالأرض في محاولة الاحتلال إلى طمس وقتل القضية الفلسطينية، وهي السياسة التي لن ترى النور .
قلناها منذ الأيام الأولى لتشرين الأول الماضي بعد بدء معركة طوفان الأقصى ..!! ماذا أنتم فاعلون ..!!؟
عاشق الوطن ..
د. سليم الخراط
دمشق اليوم الاربعاء١٤ آب ٢٠٢٤.