محمد عثمان الرضى: جمعية الهلال الأحمر السوداني.. العمل في ظروف بالغة التعقيد
مارس 1956 اي عقب إستقلال السودان بشهرين باالتمام والكمال تم الإعلان عن ميلاد جمعية الهلال الأحمر السوداني كاأول جمعية وطنيه بقرار مجلس الوزراء الذي يحمل رقم 869 وبعد ذلك تم الإعتراف بها رسميا والتعامل معها.
ومنذ ذلك التاريخ إنطلقت مسيرة الجمعية للعمل في الحقل الإنساني وخلقت أرضيه صلبه وقويه مع الجمعيات المثيلة والنظيره ونالت ثقة المجتمع الدولي بصفه عامه والمانحين بصورة أخص وإنعكس ذلك من خلال تدفقات الدعم في مختلف البرامج.
أحدثت الجمعيه إختراقات كبيره في مجال الحقل الإنساني وذلك من خلال القيام بشراكات ذكيه أسهمت من خلالها في تقديم العون الإنساني للمجتمعات المتضرره والمستحقة للدعم.
لاتتلقي الجمعيه دعم ثابت أكرر دعم ثابت من ميزانية الدولة وتعتمد على مواردها الذاتية إلى جانب الدعم المقدم من المانحين في مختلف الأنشطة الإنسانية.
ساهمت الجمعيه وعبر قطاع عريض من المتطوعين البالغ عددهم حوالي ال2مليون متطوع في تنفيذ برامج ضخمه في الكوارث الطبيعية.
هنالك مبادئ أساسية للجمعية تعمل من خلالها وتتمثل في الإنسانية وعدم التحيز والحياد والإستقلال والخدمة التطوعية والوحده والعالميه وتعتبر هذه المبادئ السبعه من المرتكزات الأساسية التي تعمل من خلالهاالجمعية.
لم يقتصر دور الجمعية فقط في حالة السلم فتعاظم دورها في حالة الحرب التي تشهدها البلاد فظلت أتيام متطوعي الجمعية تقدم كافة الخدمات الإنسانية من إجلاء المواطنين من المناطق التي تضررت باالحرب إلى جانب دفن الجثث وتقديم العون النفسي وغيره من أعمال الإنسانيه.
باالرغم ماتعرضت لها الجمعية من أضرار جسيمة أثناء الحرب حيث فقدت عدد مقدرمن المتطوعين إنتقلوا للرفيق الأعلى وهم يؤدون في واجبهم أثناء إندلاع المعارك إلى جانب فقدانهم لإسطول الشاحنات والناقلات التي كانت تساهم في توزيع الإغاثه وقطعا أحدث ذلك شلل كبير واعاق نشاط الجمعية بصوره كبيره.
عقب إندلاع الحرب تقدمت الجمعية بنداء عاجل لكل المنظمات العالمية والمانحين بمشروع تقدر تكلفته بحوالي 60مليون دولار لمجابهة متطلبات الحرب وباالذات في المجال الإنساني إلا أن الإستجابة كانت ضعيفة جدا مقارنة بحجم الكارثه ولم تصل نسبة المساهمه ال10٪في أحسن الفروض.
عزوف المجتمع الدولي والمانحين في تقديم العون المطلوب زاد الطين بلة وتسبب في تفاقم الأمر لاسيما وأن الجمعية تعتمد كليا على دعم المانحين.
وباالرغم من كل هذه المصاعب والتحديات التي تقف حجر عثره امام عمل الجمعية إلا أنها ماذالت صامده ولم تتزحزح عزيمة المتطوعين (القلب النابض والدينمو المحرك) بل أسهم ذلك في المزيد من التضحيات والمثابرة من أجل التوصل للأهداف المرجوه.
فقدان الموارد الذاتية والخارجية لأي مؤسسه الوضع الطبيعي أن تعلن إنهيارها وتسرح موظفيها وتغلق مكاتبها تماما وتعلن إفلاسها ماعدا جمعية الهلال الأحمر التي ضاعفت من جهدها في كل الولايات.
الأمطار والسيول والفيضانات التي إنتطمت البلاد خلفت خسائر بالغه في الأرواح والممتلكات ممايتطلب ذلك تدخلات إنسانية عاجلة فلم تقف جمعية الهلال الأحمر مكتوفة الأيدي وتعللت لفقدانها للموارد الذاتية والخارجية فكانت تدخلاتها واضحة ومشهوده أمام العيان وخير دليل على ذلك الإنتشار الواسع للمتطوعين في كل ولايات السودان.
متطوعي جمعية الهلال الأحمر يعملون من دون مقابل مالي نظير جهدهم بل يدفعون من جيوبهم في تقديم العون المطلوب للمتضررين من أثار الحرب.
باالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي إستطاعت الجمعية وباأتيامها المنتشره في توزيع الأموال للأسر الفقيره والمتعففه وإستطاعت الجمعية أن تحدث إختراق كبير في هذا المشروع وذلك بشهادة المواطنين ذات نفسهم.
الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر عايدة السيد عبدالله إمرأه حديدية إستطاعت أن تطوع العقبات المتاريس من أجل أن تحدث نجاحات كبيره وباالرغم من الظروف الإستثنائيه والقاسيه التي تمر بها البلاد.
في الوضع الطبيعي هنالك لوائح ونظم متعارف عليها ومتفق حولها في إختيار لجنة تسيير الجمعية بالإضافه إلي طريقة إختيار الأمين العام للجمعية ولكن نسبة لظروف الحرب تغيرت وتبدلت الموازين حيث يتم تعين رئيس وأعضاء لجنة التسير والأمين العام بقرار من المجلس السيادي وقطعا هذا الإجراء إستثنائي فرضتة الظروف الحاليه التي تمر بها البلاد.
جمعية الهلال الأحمر السوداني جمعية وطنية ومملوكة للشعب السوداني ومن حق الشعب أن يطلع على كل صغيره وكبيره ومايدور داخل أروقة الجمعية.
لجنة تسير الجمعية بقيادة رئيس الجمعية الأستاذ صالح عبدالمجيد الدومة يقع على عاتقها الجانب الرقابي وهي (بمثابة المجلس النيابي) الذي يتمثل دوره في الجانب التشريعي والرقابي لاأنشطة الجمعية.
تقييم وتقويم أداء الجمعية أمر في غاية الأهمية وذلك من أجل تجويد الأداء َوالعمل على دعم الإيجابيات وتلافي السلبيات ماأمكن ذلك وذلك من خلال إحياء قيم المحاسبه والشفافية في كل أنشطة الجمعية.
التفكير خارج الصندوق في خلق مواعين دعم بديله أمر في غاية الأهمية وباالذات في الوقت الحالي بعد أن رفع المانحين أيديهم من تقديم الدعم.
السؤال الذي يقفذ إلى الأذهان ماهو السبب الذي منع المانحين من تقديم العون المالي واللوجستي للجمعية؟؟؟؟ في الوقت الذي أحوج مايكون فية السودان لمعاونتة علما بأن ذات المانحين يقدمون الدعم للعديد من الدول التي تعاني من ويلات الحرب!!!!.
التباكي على اللبن المسكوب والجأر بالشكوى لايحل المشكله وهذا يتطلب تفكير جاد وعميق في كيفية الخروج من عنق الزجاجة ولايتم ذلك إلا من خلال تضافر الجهود الشعبية والرسمية طرح المشكلة في غاية السهوله ولكن إيجاد الحلول هو مربط الفرس وبيت القصيد.