اقرب قصة حب تتوج بالزواج في ظروف الحرب اللعينة التي دخلت عامها الثاني لممرض سوداني يعمل بإحدى الدول العربية حيث بدأت قصته قبل نزوح السودانيين لدول الجوار والخليج حيث تعرف على فتاة من منطقة سنجة بمحلية ابو حجار والتي يتواجد بها فئة ليست بقليلة من الدعم السريع ويشاء القدر ان تكون حبيبته ورفيقته وكل أهالي المنطقة تحت تهديدات العدو.
وظل الممرض يحاول جاهدا التواصل مع بعض افراد المنطقة بمواقع التواصل الاجتماعي الي ان استطاع التوصل اليهم حيث كانت كل محاولاته تبوء بالفشل من قبل لانه كان يحلم باتمام عقد قرانه من تلك الفتاة ولكنه لم يفلح ولم يحالفه الحظ جراء ما كانوا البعض من اهل الفتاة يعطلون اتمام الزواج بحجة بُعد الأهل ومرة اخرى باعذار الوفيات التي كانت تتوالى وهذا كله قبل إندلاع الحرب …
وما أن اندلعت الحرب التي دخلت عامها الثاني كل حججهم الواهية أصبحت حقيقة معاشة وفي هذه الفترة اخذ الممرض يعمل بجد ومثابرة لتحقيق حلمه شاءت الظروف بان تكون فتاة احلامه ضمن المحاصرين من قبل الجنجويد بمنطقتهم الى ان ظل بالمحاولات اخراجهم من عتمة الحصار الي خارج قراهم.
وهناك ملحوظة مهمة يجب ان تجد الاهتمام والمراعاة من قبل القوات السودانية المسلحة وخصوصا الطيران الحربي الذي ظل مؤخرا يقصف أماكن تواجد المليشيات وبالتالي سقوط الكثيرين من الشهداء من المواطنين بسبب تواجد تلك المليشيات المحاصرة لهم بمنازلهم وخاصة اهالي تلك المناطق لا حول لهم ولا قوة وظلت هذه القرية تعاني الأمرين من تواجد هؤلاء الجنجويد والحياة الصعيبة التي يعيشونها (وصاحبنا الممرض طبعا الفيه كملت غلبو اليسوي) انتابته بعض الافكار العظيمة منها ان يرتدى عباءة وقناع سوبرمان ويذهب للسودان ويحررها او يسعى لبعض الوساطات بالتفاوض لحل ازمة الحصار بالاستعانة ببعض شباب ابو حجار وهو في ظلمة المخاوف يخشى ان تصاب الحبيبة بمكروه او اهله وبالفعل هذه المرة حالفه الحظ وتم اخراج الحبيبة الي منطقة اخرى واجتمعوا بعض الاهالي من المنطقة لاتمام الزواج وهو خارج البلاد واهله في قرية اخرى من قرية الفتاة. وكتفي الممرض بارسل التحايا لوالديه واخوته طالبا العفو منهم لطالما كان حلمه ان يكون زواجه في اجواء حافلة بالسعادة مع الاسرة ولكن كان للقدر دورا ولا نقول الا ما يرضى الله والحمدلله على ما اراد الله وهو في حالة حزن وفرح يرسل برقية ود وتراحم وشوق لاهله يقول فيها «اعفو لي شاء القدر واتشتتنا وثقتنا في الله كبيرة ترجع بلدنا ونتلم من تاني وليك يا امي وابوي كل الحب ولاخواني».