دكتور سليم الخراط يكتب: سورية وقراءة العاجل والمطلوب في الأيام القادمة ..!!؟؟
لابد مما لا بد منه والذي أصبح واقعا وحقيقة، هي التوجه نحو تحقيق الحوار الوطني السوري السوري الجاد والشامل والعاجل المرهون بالقادم في مستقبل سورية وليس الحوار المحامى حتى هذا اليوم بعيدا عن مشاركات القوى الوطنية خارج منظومة الجبهة الوطنية التقدمية واحزابها ..!!؟؟
لأن سورية وطن لنا جميعا ونحن الشعب والجيش وكل مفاصل قوة هذا الوطن ..، لذلك كان وسيبقى المطلوب وما تؤكده اليوم وكل يوم ..، تعاون وطني متكامل لا بد منه على كل الأصعدة مع القيادة الوطنية السورية المعنية بالحوار والعمل به وتحقيق الإنجازات من خلاصة تفاهماته الجامعة ..!!، وبالتعاون مع كل الاصدقاء والحلفاء والأصدقاء وخاصة مكتب المبعوث الأممي في سورية ومباشرة بدمشق .. .
لكن ..؛ لابد من تفهم الواقع للاطلاع عليه والذي يجمع على تأكيده الجميع..، في أن كل الاجتماعات السابق انعقادها من أجل سورية اليوم بدءا من جنيف إلى الآستانا إلى اللجنة الدستورية قد اصبحت مختصرة في التوجه نحو تفعيل وتنفيذ القرار الأممي ٢٢٥٤ ..، الذي أصبح لا يتناسب والواقع ولا يتناسب مع المرحلة وتطور الأحداث ما لم يكن في خدمة مصالح وسيادة سورية المطالبة بتنفيذه أمنيا بعيد عن حقيقة الواقع اليوم ..!! .
لذلك حل الأزمة في سورية كان وسيبقى فب حقيقته وواقعه هو الحل السوري السوري اولا واخيرا، فلا بد من الحل السياسي القائم على الحوار الوطني الذي هو مفتاح الخروج من الأزمة الوطنية وتداعياتها المستمرة بتراكماتها وأخطائها ..، وعلينا أن نتشارك معا ونؤكد وطنيا أهمية الحوار الوطني السوري السوري المطلوب في ظل ظروف الوطن والمنطقة والأحداث المتسارعة فيها وانعكاساتها على الملف السوري ..!! .
من هنا البداية والنهاية ..!!؟؟
ما يجب تأكيده اولا وعاجلا وطنيا، أننا في سورية نحتاج قرار عفو سيادي عام لطوي صفحة الماضي أسوة بدول أخرى خرجت من أزماتها ..، وهو قرار وطني سوري سيادي يجسد سلام الشجعان في انهاء الأزمة السورية بتحقيق قرار سيادي للوطن يخدم مصالحه وشعبه اولا يمثل التحدي الكبير الذي تجسده سورية أمام عالم القوة يمثل مكانتها وتاريخها .. .
كل ذلك وبرغم حقيقة الالم التي تتجسد في واقع الدول العربية والإسلامية الذين لايملكون القرار، ولا سلطة القرار واستقلاليته ليكونوا إلى جانب سورية ..!!، إلا ..، بقرار وتوجيه أميركي وتحت مظلة الكيان الصهيوني وخدمة مصالحه ..، لكن علينا أن ننظر في الواقع السوري وحاله المذري ودواعش الداخل الذين ما زالوا في سورية بطانة سوداء لفساد مستشري وهم جدار حديدي يمنع تحقيق اي حل لا يخدم مصالحهم ..!! .
لذلك لابد من خطوات ملموسة ..، لابد أن يكون من أوائل الخطوات المطلوب تحقيقها هي الرؤية السياسية التي لا يمكن ان تفعل قبل التفاهم المشترك وطنيا على مضمونها والذي يحفظ سيادة الوطن ودستوره وكرامة كل أفراد شعبه تحت شعار ” سورية للجميع .. سورية اولا ..” .
لذلك الطريق لابد أن يبدأ بخطوات أكثر فاعلية لتحقيق ما نحتاج إليه، ألا وهو الحوار الوطني الجامع لكل أطياف المجتمع السوري لتحقيق الحل الجامع والوحيد وهو الحل السياسي السوري السوري في دمشق ..!!، كما علينا ملاحظة حاجة الوطن لعودة المهجرين من الشباب والكفاءات وأصحاب الخبرات في العالم وفي أوروبا الاكثر من استوعبت هذا الأمر وحضنت شبابنا وكفاءات الوطن وخبراته وصولا لتفاهم دولي على عودتها وان كان من المحال تحقيق ذلك كما نتمناه ..!! .
لكن الهام جدا هو ما علينا ملاحظته في أن الجالية السورية في الخارج ذات اتجاهين وحدين متوازيين وهي ترتب امورها بشكل مدروس ممنهج ممن يسيطرون على تحركاتها ووجودها خاصة في ألمانيا وفرنسا واميركا وهي قادرة على التأثير في انتخابات رئاسة البلدان والعمل على تحفيزها لمطالب هذه الجالية مهما كانت وان كانت لا تخدم وطنها ..!! .
بعد اليوم لا يجب علينا الأخذ بالحلول الترقيعية في واقع أزمة الوطن وتداعياتها والتي لا تجدي بقدر ما تزيد الأمور تعقيدا وتراكمات للأخطاء ..!!، فأي عمل وطني مهما كان شكله ومضمونه يجب يكون اساسا لتحقيق المصالح السورية اولا ..، وهي الاساس الصلب لاي حل بإطلاقها عملا وطنيا متكاملا مع قيادة الوطن من خلال مؤتمر للحوار السوري السوري الذي يجمع كافة الأطياف في الوطن شمالا وجنوبا غربا وشرقا في سورية اولا، يتجسد فيه الاحترام المتبادل بين الجميع واحترام الرأي الآخر بعيدا عن النرجسية العمياء ومقولة : أنا أولا ومن بعدي الطوفان ..!! .
لكن في الوقت ذاته علينا أن نقدر ونتفهم ولا نتجاهل أو ننسى أن كل الدول لها مصالحها واجنداتها في المنطقة وهي تعمل ليس لاجل أعيننا نحن السوريون، بل لتحقيق خدمة مصالحها اولا ودون استثناء في المنطقة ..!! .
الاهم هو علينا أن نعلم حقيقة وواقعا في الملف السوري أن اللاعبين المؤثرين في هذا الملف هم روسيا وإيران وتركيا واميركا، وسورية الأهم ..، والتي هي صاحبة القرار اولا واخيرا رغم كل ما يجري من صراعات لتحقيق مصالح يعمل عليها الجميع ..، وعلى سورية اليوم أن تكون في الموقع المناسب لتصديرها وبقوة قرار يخدم مصالحها الوطنية ويحفظ كرامتها وسيادتها ..، فسورية أثبتت انها ليست صيدة لأحد كان ..!؟!؟، سورية كانت وستبقى هيمن تصنع القادم من القرارات وعلى مقاسها الوطني .. .
لذلك اقتصاديا لابد من انهاء حصار القيصر وفتح تعاون مع كل الدول من خلال تحقيق سياسات معتدلة تكون محطة لإنجاح المصالح السورية ..!! .
الهام والاهم ..، مما يجب أن يتم العمل على تحقيقه سياسيا وبدبلوماسية دبناميكية لا بد منها، هو إعادة تموضع للدول الأوروبية في تعديل مواقفها تجاه سورية وهي الأكثر من تحتاجها اولا ..، ونحتاجها سوريا في ظل الأحداث العالمية الجارية، وهي رغم عودة البعض الاوربي الخجولة لا تزال غير مثمرة النتائج لصالح سورية وشعبها ..، فكل ما يجري من تقاربات ما بين أوروبا وسورية ليست سوى للاستهلاك ليس اكثر ..، فكل ذلك يجب يكون تحت مظلة تخدم حل الملف السوري التركي وهو الأهم اليوم في كل ما يمكن أن يحققه من نتائج ملموسة لتفاهمات وانفراجات تخدم سورية لابد من العمل الجاد عليها، ولكن مازال يتم تعطيل الوصول إلى حل في الملف خارجيا بتأثير أميركي وداخليا بتأثيرات أصحاب المصالح في الدولتين ..!!؟ .
كل ذلك ورغم واقع تم لخطوات عمل وطني هام لم يتم استثمارها وهي خطوات صنعتها وحققتها سورية ..، فمنذ سنوات قليلة حتى اليوم وهي تحقق تقدما ملموسا تجاوز سياسات الخطوة بخطوة التي تقدمت بها الجامعة العربية كمطالب تطالب بها سورية ..!!، ومن دفع بها من ورائها ..، ومنها ما تم وطنيا دون الرجوع الى أي موعظة كانت من أي كان ..!!، فما نفذته سورية بدءا من العفو الذي اسقط اسماء أكثر من سبعين ألف مواطن كانوا على لوائح المطلوبين في كمبيوترات ادارة الهجرة والجوازات برا وجوا وبحرا ..، إضافة للقرار الوطني المعمم حدوديا على كل السورين للعمل به إن أرادوا العودة بما يتضمنه من دخول دون أية أسئلة أو توقيف أو إعلامه لطلب المرجعية أو حريته بالعودة من أتى أن لم يرغب المراجعة ..، حيث لابد من السماح بعودة المهجربن بقرار عفو عام لا بد منه ما دام الكثيرين منهم على حق في هجرتهم القسرية نتيجة الأحداث التي اشتعلت في سورية ..!! .
لكن ما يجب ملاحظته بشكل جاد وعام؛؛ أن اي قرار يتخذ في الشأن السوري لابد من العودة به للأمم المتحدة ولمكتب المبعوث الأممي في سورية بشكل خاص وهو الذي يمثل الأمم المتحدة ويدعم القرار ..!!، بالرغم من أن العلاقات الرسمية مع مكتب المبعوث الأممي بدمشق لا تزال خجولة من قبل الجهات الحكومية، علما كل شىء في الملف السوري يعود الى المبعوث اولا واخيرا فهو صاحب القرار، وليس كما يقوله البعض وبتقوله بعدم جدوى هذه المنظمة في سورية ورغم كل التحديات لا بد من السير في الطريق الممكن لتحقيق العدالة الانسانية التي لا تراها إلا كما تريد القوى الاقوى عالميا ..!!؟؟
عاشق الوطن ..
د. سليم الخراط
الامين العام لحزب التضامن الوطني الديمقراطي
المنسق العام لائتلاف قوى التكتل الوطني الديمقراطي
عضو مجلس جمعية الرابطة السورية للأمم المتحدة
دمشق اليوم الأحد ١ أيلول ٢٠٢٤.