رؤى متجددة .. أبشر رفاي : لماذا تحول كوارث السيول والفيضانات نعمة مطر المبشرين لنقمة مطر المنذرين
👈لفترات طويلة ظلت الرؤى المتجددة تكتب تحت عنوان تفكيك المفاهيم أقصر الطرق لبلوغ المضامين ، فبدون تفكيك المفهوم لن تستطيع بلوغ المضمون ، السبب المفهوم بطبيعة الحال ماعونا للمحتوى وأداة تشفيره في نفس الوقت . هكذا تفسح وتفصح معاني الوعي الفكري وعمليات الفكر الإبداعي .ومن هنا يدرك بالفطرة بأن مطر المبشرين من واقع ووقائع تباشيره وتفاصيل خيره العميم واضحة ، وفي الإتجاه المقابل تتشكل نذر وتداعيات مطر المنذرين ، ومابين مطر المبشرين والمنذرين ثمة مطرة ثالثة موضوع قراءة اليوم ، وهي كيف ولماذا تبدو نعمة مطر المبشرين في أغلب الأحايين كأنها مطرة منذرين بسبب حجم الاضرار الجسيمة والدمار الهائل الذي يحصد أرواح وممتلكات السكان في مواسم الأمطار وبكل بلدان العالم ..
صحيح من منظور إيماني هناك القضاء والقدر والمقدر لازم يكون هذا من زاوية المسلمات ، ولكن بالمقابل هناك مساحة واسعة لإعمال قيمة وحكمة اعقلها وتوكل ومساحة أخرى في نفس إمتداد الحكمة والتدكر ، بأن لا تلقوا بأنفسكم في التهلكة وانتم تعلمون وتنظرون ، وهذا ما نود تناوله في سياق هذه القراءة ، التي نبدأها من الماء ورسالته ومدارات مدراره ومواعين إستقباله ، في الآفاق وعلى الأرض وفي الاراضين وصور إستخداماته من خلال مفهوم مطر المبشرين بالخير الوفير ..الذي من بشاراته إنعاش الحياة بكافة صورها وألوانها . ومن آياته ( وجعلنا من الماء كل شيئ حي ) فمن منطلق هذه الحقيقة النشأوية والوجودية العلمية الروحية المطلقة ، تنهض جدية وجدوى التعاطي مع الماء ومع مصادره ( كالأمطار ) وأساليب وطرق إستخداماته وصور ترشيده وتأمينه والمحافظة عليه .فالحق تعالى يرسل علينا بقدر معلوم السماء مدرارا صنوف مصنفة من المياه ووظائفها ماء الإحياء والحياة والحيوية والتروية ماء الوقاية والإصحاح الوقائي والتقوية العلاجية .
فمطر المبشرين الذي يتنزل وابل وطل ينبغي ان تعد له مواعين إستقبال وإرسال اللمسة البشرية السحرية الإعمارية اللازمة وفق رؤية وتصورات التوظيف والإستخدام والإستغلال الأمثل لرفع قدر وتعظيم الإستفادة والإفادة .. وكذلك درأ مخاطر الهدر المائي الناجمة عن الإخلال بالتدابير المذكورة وكوارث إرتفاع معدلات المدرار والسيول والفيضانات المصاحبة لنزول المطر وعمليات الإستمطار ..وهنا لا نتحدث عن مواعين الإستقبال الطبيعية التي تفوق قدرات البشر كمواعين المزن والرياح اللواقح وماعون الافق المبين وماحوى ومواعين إتاحات الارض ومسالك فجاجاتها وتحتيات الثرى .
نقصد رؤية وتصور الإستعدادات الكافية لاستقبال نعمة مطر المبشرين ، إستعدادات من حيث المواعين وحصادها وحفريات المصارف والمسالك وإتجاهاتها العلمية ، ثم الإبتعاد الكامل عن الإسكان والتسكين على الطريقة التقليدية الإهلية وطريقة وضع اليد الشعبية ، مع الإلتزام التام والصارم بسياسات تخطيط المدن والكتل العمرانية الحديثة وتنظيم ( القرى مدنية ) التي تجمع بين سمات الفرقان والقرى عبر بساطة وفاعلية وإستدامة مهاراتها التقليدية المعيشة وسمة المدن في الترقية والتنمية البشرية ومعيناتها الخدمية والتنموية والتأمينية ، ودينامكية التنسيخ الإجتماعي النوعي الترقوي المتطور والمطور ، ونعني كذلك من منظور شعبي تجنب السكن والتواجد السكني والخدمي وغيره بمناطق الهشاشة والتفاعلات الارضية الخطرة وبالغة الخطورة وبالمنخفضات وسكك المياه ومصارفه الطبيعة ، ونعنى أيضا وضع التدابير والإحتياطيات والتحوطات الرسمية والشعبية اللازمة لدرأ وخفض مخاطر السيول والفيضانات بوضع الخطط والدراسات الوقائية والعلاجية والوقوف على التجارب والدروس السابقة والنظرة المستقبلية الآمنة المستدامة ..