
وما أسعد لحظات المسلم عندما يناديه المنادى لتلبية نداء سيدنا إبراهيم عليه السلام لحج بيت الله الحرام مصداقا لقول الله تعالى :(وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق). ويالها من رحلة إيمانية يتمناها كل مسلم بأن يكتب الله له مرة فى عمره بأن يرتحل الى البيت الحرام مؤديا لفريضة الحج ، وهنا نتذكر تلك القصيدة التى تهيج الشعور وتبكى القلوب حبا وشوقا الى البيت العتيق ، ياراحلين الى منى بغيابى هيجتم يوم الرحيل فؤادى ، وكم من مسلم يغيب عن مناسك الحج بجسده وقلبه مع الحجاج وهم فى المشاعر المقدسة ، ملبين الله سبحانه وتعالى رافعين أصواتهم بالتلبية (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك) يقفون بعرفات وصعيدها الطاهر يقضون يوم التاسع من ذى الحجة بها ينفرون بعد مغرب الشمس إلى المزدلفة (المشعر الحرام) كما سماها الله تعالى ، ويرمون جمرة العقبة الكبرى يوم النحر (يوم العاشر) يعودوا الى منى وينحرون الهدى ويحلقون الشعر ويتحللون من الإحرام ، ويتوجهوا الى المسجد الحرام حيث الكعبة الشريفة لأداء (طواف الإفاضة) ثم يعودون الى منى يمضون فيها أيام التشريق لرمى الجمرات(الكبرى ، الوسطى والصغرى) ويطوفون (طواف الوداع) ، ويتفرقون منهم من يعود إلى دياره ومنهم من يذهب زائرا ل(طيبة الطيبة) (المدينة المنورة )مدينة الحبيب محمد صل الله عليه وسلم ، ومن حكايات الحجاج التى يحكيها أهلنا ونحن صغار أن من أراد الحج عليه أن يستعد لقطع عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام ليصل الى الطرق التى تسلكها (اللوارى) حيث كانت اللوارى قليلة فى ذلك الزمان وعلي الحاج أن ينتظر لفترات طويلة حتى تأتى وسيلة نقل تنقله الى أقرب مدينة لينتقل منها الى ميناء بورتسودان وبعدها الى ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية ، وقد تستغرق رحلة الحج (ذهابا وإيابا) عدة أشهر ، وفى زماننا أصبحت رحلة الحج لاتسغرق وقتا طويلا بفضل وسائل النقل الحديثة مثل الطائرات والبصات السياحية التى جعلت الرحلة سهلة وميسورة خاصة لكبار السن من الحجاج (رجال ونساء) فهاهى أيام الحج قد أطلت علينا وكل منا يتمنى أن يرزقه الله حجا الى بيته الحرام.