منظمات صحفية وحقوقية: إسرائيل تتعمد اغتيال الصحفيين في غزة
الدوحة -المركز القطري للصحافة
قال الاتحاد الدولي للصحفيين أن معدل الوفيات بين العاملين في مجال الإعلام في غزة تجاوز 10 %، لافتًا إلى أن 75% من الصحفيين الذين قتلوا على مستوى العالم عام 2023 لقوا مصرعهم خلال الفترة من 7 أكتوبر ونهاية العام الماضي.
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود في تقرير نشره موقع الجزيرة الإنجليزية: بين أكثر من 130 من العاملين في مجال الإعلام والصحفيين الذين قُتلوا، هناك 31 حالة موثوقة تتوفر فيها معلومات كافية تؤكد استهداف الصحفيين بشكل مباشر بسبب مهنتهم.
وأوضح باحثون ومراقبون أنهم توصلوا إلى الاعتقاد بأن إسرائيل تغتال الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام عمدًا، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية الإعلامية في غزة.
ونوه التقرير بأن الجيش الإسرائيلي أقدم في مناسبات عديدة على قتل صحفيين ثم ادعى أنهم كانوا مقاتلين مسلحين أو “إرهابيين”، ولكن هذه الادعاءات تبين زيفها، وفقًا للخبراء والتحقيقات المستقلة.
وأشار إلى أن استهداف الصحفيين لا يقتصر على العدوان عليهم، بل أيضًا استهداف وتدمير مكاتب وسائل الإعلام.
تدمير المكاتب
ووثق مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز” قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي في بداية العدوان على غزة، بتدمير عدد من المباني الشاهقة في مدينة غزة، تضم معظم مكاتب وسائل الإعلام.
وقال مراسل المركز محمد عثمان: استهدفوا أبراجًا محددة، وقد دمروا أكثر من 80 أو 100 مؤسسة إعلامية.
وأضاف: إن “هناك نحو 15 أو 16 محطة إذاعية في قطاع غزة، توقفت جميعها”.
وأكد محمد بزي، مدير مركز كيفوركيان لدراسات الشرق الأدنى بجامعة نيويورك، للجزيرة: “هناك نمط من استهداف إسرائيل للصحفيين الفلسطينيين على مدى الأشهر العشرة الماضية، ومنع أي منظمات إعلامية أخرى أو صحفيين من دخول غزة، باستثناء تلك الحالات النادرة من دمج الصحفيين مع جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
جريمة في لبنان
في سياق متصل، سلطت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية،الضوء مجددًا على حادثة مقتل صحفي لبناني وإصابة 6 آخرينفي هجوم إسرائيلي بجنوب لبنان قبل نحو عام.
ونشرت المنظمة الحقوقية على موقعها الإلكتروني، تقريرًا نوّهت فيه عن بيان لإحدى عشرة منظمة غير حكومية منها “هيومن رايتس ووتش” يطالب بإجراء تحقيق في تلك الحادثة من قِبل لجنةمكلّفة من الأمم المتحدة.
تأتي هذه الخطوات مع اقتراب الذكرى السنوية لمقتل الصحفي اللبناني عصام عبدالله (37 عامًا)، الذي كان يعمل “مصور فيديو” بوكالة رويترز للأنباء، وقُتل في منطقة “علما الشعب” جنوبيلبنان في 13 أكتوبر 2023، وفقًا لعدد من التحقيقات المستقلة.
و استهدفت دبابة إسرائيلية عددًا من الصحفيين بينما كانوا يقومون بتغطية أخبار قصف حدوديّ جنوبي لبنان.
وفي أعقاب الحادثة، قالت إسرائيل إنها “في غاية الأسف لمقتل أيّ مدني، سواء كان صحفيًا أو غير ذلك من المدنيين”، لكن من دون أن تعلن المسؤولية عن الهجوم.
لكن تحقيقات قادتها مؤسسات صحفية ومنظمات حقوقية خلصتْ إلى نتيجة واضحة هي أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم، الذي صنّفته منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش “جريمةحرب”.
فرض عقوبات
وتتهم هيومن رايتس ووتش القوات الإسرائيلية بقتل أكثر من 100 إعلامي في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وبحسب بيان للجنة حماية الصحفيين، شهدت الأسابيع العشرة الأولى فقط من حرب غزة، والتي شهدت أيضًا هجمات في لبنان، مقتل صحفيين يفوق عددُهم عددَ قتلى الصحفيين في أي بلد على مدى عام كامل.
وفي أغسطس الماضي، حثت نحو 60 منظمة إعلامية وحقوقيةالاتحاد الأوروبي على تعليق اتفاقية التعاون مع إسرائيل وفرض عقوبات عليها، متهمة إياها بـ”قتل الصحفيين” في غزة. وفي بيان لها، وصف هذه المنظمات، الفترة منذ السابع من أكتوبر2023 بأنها “الأكثر دموية للصحفيين منذ عقود”.