فساد الأراضى في حلفا الجديدة.. حدِّث ولا حرج !
متابعة : نادر حلفاوي
تشهد مدينة حلفا الجديدة فسادًا ممنهجًا في بيع وتصاديق الأراضي السكنية والزراعية والاستثمارية تحت غطاء “البيع المباشر”. حتى وصل الأمر إلى حكومة كسلا بالتصرف في الميادين والمدارس وبيعها لأشخاص معينين بمبالغ زهيدة، في سابقة لم تحدث من قبل في المدينة كما حدث في أراضي السكة حديد التي تم بيعها بطرق غير قانونية سنفرد لهذه القضية مساحة كبيرة في حلقاتنا القادمة بجانب البريد والبرق وحوش التلفزيون والحفريات، سوق المواشي والمدرسة الشمالية وغيرها ..
هناك قائمة طويلة من الأراضي التي تم إهدارها خلال السنوات الأخيرة عبر البيع المباشر والتصاديق، معظم المسؤولين المتورطين هم اغلب الأشخاص الذين اعتدوا على معظم الميادين، وبعضهم يملكون أكثر من عقار.
منظومة الفساد تنخر اراضي حلفا
وكشفت متابعاتنا عن منظومة الفساد تنخر في كل أراضي حلفا الجديدة ، خاصة الميادين التي تم تحويلها إلى أراضي سكنية قابلة للبيع بأبخس الاسعار وبطرق غير قانونية كما كشفت المستندات التي بحوزتنا والتي ننشرها لاحقاً عبر حلقات فساد الأراضي بحلفا .
تدهور الوضع البيئي
ويعتبر استيلاء الجهات النافذة على الأراضي السكنية والزراعية ظاهرة تنمو بسرعة في ولاية كسلا وتحديداً في محلية حلفا الجديدة كغيرها عن محليات الولاية ، مما أدى إلى تدهور الوضع البيئي وتشكيل أحياء عشوائية بلا تخطيط وسط الفوضى الحالية التي تشهدها سوق المدينة وظهرت الآثار السلبية المترتبة عن هذه الظاهرة، مثل الزحام المروري وضعف البنية التحتية ونقص الخدمات الأساسية.
أكبر جريمة ترتكبها حكومة كسلا
بيع الأراضي والميادين أكبر جريمة ترتكبها حكومة ولاية كسلا في حق الأجيال القادمة، والتضحية بمصالح الأجيال لصالح الاستثمارات الحالية هو قضية شائكة ومعقدة لانها تؤثر سلباً علي مستقبل الأجيال وتفتح مجالا للممارسات الفاسدة.
التلاعب بالأراضي في حلفا الجديدة واستيلاء بعض الجهات النافذين على مساحات واسعة تشكل ملفًا معقدًا جدًا وخطيرًا في الوقت نفسه وهو جزء من منظومة فساد كبير تغلغلت في السنوات الماضية.
تحركات إيجابية من الحادبين
في الفترة الأخيرة وجد فساد الأراضي اهتماماً كبيراً من شباب حادبين علي مصالح المنطقة فضلا عن تحرك بعض المحاميين الشرفاء في كشف الفساد والوقوف بقوة ضد حكومة الولاية بكل الطرق القانونية وهو إجراء وتحرك إيجابي يمكن أن يساهم في مكافحة هذه الظاهرة وتقديم المساءلة للمتورطين.
المدرسة الشمالية نموذجا
والعام الماضي أوقف شباب حادبين علي مصلحة حلفا عبر دعوات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بيع مدرسة “الشمالية” وهي أعرق مدرسة للمرحلة المتوسطة في السوق الرئيسي بالمدينة.
والي كسلا ونهج من سبقوه
مع انشغال المواطنين بالاستنفار ودعم الجيش في حربه ضد الميليشيات المتمردة، كافأتهم حكومة كسلا بتخطيط ميدان الاحتفالات، الذي يعتبر الموقع الوحيد للاحتفالات والمناسبات القومية في المدينة وأعياد الجيش وتدريب وتخريج المستنفرين، وتقسيمه إلى دكاكين تم بيعها لأشخاص محددين بطريقة غير قانونية وتشوبها العديد من شبهات الفساد وأسماء من خارج المنطقة ، وهو نفس نهج الحكومات المتعاقبة علي ولاية كسلا الإعتماد علي الأراضي كمورد أساسي لدعم خزينة الولاية لتغطية العجز المالي بالولاية . الأمر الذي دفع عدد من المواطنين والقانونيين الحادبين على إيقاف إجراءات البيع وإلغاء التخصيصات غير القانونية، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على حقوقهم وممتلكاتهم بكل الطرق القانونية حتى لو أدى الأمر إلى إغلاق الطرق وتتريس مداخل حلفا.
واعتبروا ذلك تعديًا من والي كسلا ووزير البنية التحتية والتنمية العمرانية على حقوقهم التاريخية وتجاوزًا للقرار الصادر عن الدولة بإيقاف بيع الميادين والساحات.
قضية ميدان الاحتفالات مربع 5
تخصيص ميدان الاحتفالات ميدان الحرية مربع 5 في حلفا وتحويله إلى دكاكين دون مراعاة لتاريخ هذا الموقع وأهميته الاجتماعية والثقافية خطوة مثيرة للجدل وهي واحدة من انواع الفساد الذي سنبدأ بها حلقات « فساد الأراضي» لنكشف حجم الفساد الذي يتم من المعنيين بأمر الأراضي بحلفا الجديدة …
قائمة طويلة من الأراضي التي تم إهدارها خلال السنوات الأخيرة سنكشفها بالمستندات…
تابعوا الحلقة الاولي وقصة ميدان الاحتفالات في قادم الأيام.