همس الخواطر..د.فاطمة عبدالله :أسئلة مشروعة للمواطن
مع كل تسارع الأحداث في العالم ، وبطء المتغيرات الحاسمة للحرب في السودان تجد نفسك أحيانا زاهدا عن الكتابة ، فتقلب الأحوال وعدم وضوح الرؤية يجعل من العسير قراءة ما يتوقع حدوثه للحرب في السودان ..
رغم أن تحرير سنجة قد رفع الآمال مرة أخرى وفتح الطريق لتحرير مدني ولكن في النفوس شيء من وجل ، فبعد تسليم كيكل وأحداث الجزيرة التي أعقبت ذلك ، أصبح الفرح في نفس المواطن تعلوه هالة من التوجس ، والترقب والشك .
المواطن وهو أكثر المتضررين من هذه الحرب ما زال يترقب نهاية سعيدة لهذه الحرب ، والنهاية السعيدة بالنسبة له هو العودة لبيته وحياته وعمله ..
رغم ضبابية الرؤية وشح المعلومات ، الا أن المواطن بين دعمه للجيش وغضبه منه ما زال يراهن على انتصار الجيش في هذه الحرب الوجودية ..
رغم كثير من الأسئلة التي هي بلا اجابات ألا أن المواطن يعلم أن انتصار الجيش حربا أو تفاوضا هو سبيله الوحيد لاستعادة حياته ..
هذا المواطن يتمنى على وزير الاعلام الجديد الاعيسر أن يحترمه كمواطن عانى الامرّين من هذه الحرب وأن ينهي سياسة التعتيم والصمت المريب التي ينتهجها أعضاء مجلس السيادة في هذه الحرب ..
المواطن لا يريد ان يشرح له خطط الجيش العسكرية ولا تحركاته ، المواطن يريد أن يفهم ، ويريد اجابات عن اسئلته البسيطة التي لن تضر بسير المعارك ..
المواطن يريد أن يفهم لما لم يتدخل الجيش لحماية مواطني شرق الجزيرة ؟ لما لا يتدخل الجيش لوقف كل هذه الانتهاكات .. ؟
المواطن يريد أن يعرف ما حدث في تحقيقات تسليم الجزيرة للدعم دون طلقة واحدة ، المواطن يريد أن يعرف لما انسحب الجيش من سنجة وتركها للدعم السريع .. ؟
كثير من الأسئلة البسيطة تظل دون اجابات ، وتملأ نفس المواطن بالتشكيك في جيشه ، بسبب ضعف اعلام الدولة وعدم تمليكها الحقائق للمواطنين .. واحجام البرهان عن مخاطبتهم وتطمينهم عند ذروة الحدث . فكما يحتفي البرهان بالزيارات عند النصر ، ينبغي أن يكون أول المخاطبين للمواطن عند سقوط أي مدينة ..
المواطن من بداية هذه الحرب كان يحتاج للتواصل اليومي مع حكومته ، تواصل يطمئنه أن الامور ستكون على خير .
غابت الدولة عن التواصل مع المواطن وغابت معها خدماتها ومرافقها ، فأصبح المواطن بين جحيم الحرب وغياب الخدمات ..
منذ بداية هذه الحرب والمواطن علم أنه هو الوحيد المسؤول عن نفسه ، في نزوحه ومعاناته ومرضه وقوته..
ما عاناه المواطن من هذه الحرب لا يمكن تصوره ، وحكايا الفقد ، والموت ومرارة النزوح والقهر لا تحتمله مشاعر البشر ، والدولة غائبة والمعاناة مستمرة ..
المواطن لا يعرف لما لا يكوّن البرهان حكومة وطنية بوزراء تكون مسؤولة عن المواطن وادارة شؤون الدولة ويتفرغ هو للمعارك العسكرية ؟
كثير من الأسئلة المشروعة للمواطن بلا اجابات ولا آذان تستمع لها ، وما زالت المعاناة مستمرة ، ونهاية الحرب في علم الغيب ، وكلما طالت ازدادت المعاناة ومعها الأسئلة .