حرب السودان… مرتزقة أجانب يؤججون نيران الصراع « 1 »
العربي الجديد: أرتي ميديا
منذ اندلاع حرب السودان بين الجيش و الدعم السريع في 15 إبريل 2023، انتشرت المعارك بسرعة في معظم ولايات السودان الثماني عشرة، ولما كان للسودان حدوداً مع دولتين عربيتين هما مصر وليبيا وخمس دول أفريقية أخرى، فقد تكررت التحذيرات من تدخّل مقاتلين أجانب في الصراع على الأراضي السودانية، خصوصاً في الولايات الحدودية وعلى رأسها ولايات دارفور غربي السودان، حيث التداخل القبلي وانتشار الجماعات المسلحة المتجولة بين الدول الأفريقية، والتي لم يسلم منها السودان طوال حروبه الأهلية نسبة لأراضيه الشاسعة وضعف رقابة الدولة على الحدود.
وتسبّبت حرب السودان، في سقوط آلاف الضحايا، إذ أفاد تقرير أصدره باحثون في بريطانيا والسودان في 13 إبريل الماضي بأن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 61 ألفاً قُتلوا في ولاية الخرطوم خلال أول 14 شهراً من الحرب، مع وجود أدلة تشير إلى أن العدد الكلي أعلى بكثير مما سُجل من قبل.
وشملت تقديرات الدراسة، التي صدرت عن مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن للحفاظ على الصحة وطب المناطق الحارة، أن نحو 26 ألفاً قُتلوا جراء جروح خطرة أصيبوا بها بسبب العنف.
جدل مشاركة المرتزقة في حرب السودان
ومنذ الأيام الأولى للحرب أثير جدل حول مشاركة مجموعات من المرتزقة ومقاتلين من دول الجوار في حرب السودان . وبعد اجتياح “الدعم” لولاية الجزيرة وسط السودان في ديسمبر الماضي، أفاد نازحون بأن بعض من اقتحموا قراهم ونكلوا بهم ليسوا سودانيين ولا يتحدثون اللغة العربية.
وأفاد خبراء بالأمم المتحدة في تقرير نُشر في 14 يونيو/حزيران الماضي بأن قوات الدعم السريع تستخدم منطقة أم دافوق على الحدود بين السودان وأفريقيا الوسطى “مركزاً لوجستياً رئيسياً”، وبأن هذه القوات تتحرك “بسهولة” عبر الحدود “بفضل شبكة أنشئت منذ زمن طويل”. وشدد التقرير على أن الدعم السريع “جندت عناصر في صفوف جماعات مسلحة في أفريقيا الوسطى”.
جماعات مسلحة تابعة للمعارضة في أفريقيا الوسطى
واشتبه الخبراء في أن “جماعات مسلحة تابعة للمعارضة في أفريقيا الوسطى جنّدت عناصر لإرسالهم إلى القتال في السودان تحت راية الدعم السريع، وفي أنها أرسلت أيضاً بعضاً من أفرادها للقتال”، وأشاروا خصوصاً إلى أن “الجبهة الشعبية لنهضة جمهورية أفريقيا الوسطى” شاركت اعتباراً من أغسطس/آب 2023 في القتال الدائر في السودان، مؤكدين أن هذه الجماعة المسلحة وغيرها “لا تزال قادرة على المرور بكل حرية من السودان واستخدام الأراضي السودانية لشن هجمات في ولاية فاكاغا” في أفريقيا الوسطى.
ياسر العطا: قوات الدعم السريع تستجلب أسبوعياً مرتزقة من بعض دول الجوار للقتال في صفوفها
وكان مساعد القائد العام للجيش الفريق ياسر العطا، قد قال في تصريح في سابق إنه “تم تدمير 80% من قوات الدعم السريع، لكنها تستجلب أسبوعياً مرتزقة من بعض دول الجوار الغربي للقتال في صفوفها، وهم عديمو الخبرة”.
وأعلن الجيش في 6 إبريل الماضي أنه قبض على مرتزقة أجانب يقاتلون في صفوف “الدعم السريع” من دولتي جنوب السودان وتشاد خلال استعادة مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان والذي كان تحت سيطرة “الدعم” منذ بداية الحرب.
وأضاف الجيش أنه تم تجنيد المرتزقة وخداعهم بالوعود المالية الكاذبة، “حيث لم تُدفع لهم أي أموال، بل ذاقوا الأمرين بالدفع بهم في الصفوف الأمامية للقتال أو تصفيتهم في أحايين أخرى”.
وعرض الجيش مقطع فيديو يحوي اعترافات للمقبوض عليهم، وذكر أن أغلبهم من الأطفال القصّر الذين غرر بهم، وأكد أنه سيتم معاملتهم وفقا للقوانين واللوائح المنظمة وقواعد الاشتباك الدولية، مع ضمان تقديمهم إلى محاكمات عادلة حسب القوانين الدولية.
وفي الأيام الأولى للحرب ظهرت سيارات لـ”الدعم السريع” منصوب عليها العلم التشادي وفي 9 يونيو 2023 نشر مقاتلون من “الدعم” مقاطع فيديو للمعارك على مواقع التواصل الاجتماعي من بينها مقطع ظهر فيه حسين الأمين شاشر، رئيس ما يعرف بـ”ثورة النضال المظلوم التشادي”، وهو يشارك في معركة ضد الجيش السوداني في الخرطوم.
مقاتلين من أفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا والنيجر
كما أن أحد قادة “الدعم السريع” الميدانيين المثيرين للجدل ويدعى جلحة رحمة مهدي، والذي اشتهر بنشر مقاطع فيديو يتحدث فيها بطريقة كوميدية، قال في مقطع في يونيو الماضي، إن وصف الجنوبيين (مواطنو جنوب السودان) في صفوف “الدعم السريع” بالأجانب غير صحيح لأنهم سودانيون أصلاً، متفاخراً بأن قواته التي يقودها تضم أيضاً مقاتلين من أفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا والنيجر.
دلائل على التدخل الأجنبي
وفي غرب البلاد تخوض “القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح” (حركات مسلحة موقّعة على سلام مع الحكومة السودانية) العديد من المعارك ضد “الدعم السريع” لحماية مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وقال عضو اللجنة الإعلامية للقوة التي تساند الجيش، جوليوس عيساوي، إن “الدعم” استعانت بأجانب .
وأضاف عيساوي أنهم اكتشفوا مشاركة مقاتلين من قوات خليفة حفتر الليبية وعناصر قيادية من حركة “فاكت” التشادية، وآخرين من الجماعات الإرهابية والعصابات الصحراوية، حسب وصفه.لرائد أحمد حسين: الكثير من قياديي المرتزقة قُتلوا في مدينة الفاشر.. «العربي الجديد» …