كتاب واراء

صوت القلم.. د. معاوية عبيد يكتب : ديوان الزكاة يحتفل على قمة جبال التاكا مع أهل الجزيرة « الليلة عرسك يا الجزيرة» )

صوت القلم / د. معاوية عبيد

د. معاوية عبيد يكتب:


ظهرت خلال السنوات الأخيرة أنماط غريبة وجديدة للاحتفال بالزواج بكل أنحاء العالم، إلى درجة قد توصمها بالمبالغة أو التهور والتباهي، والتي كثيراً ما تستهدف الشهرة وتحقيق الـ«ترند» على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة جعلت حفلات الزفاف الغريبة وغير المألوفة موضة يسعى الكثير من العرسان حول العالم إلى التميز بها، ولطبع زفافهما بذكرى خاصة بعيداً عن الحفلات التقليدية التي يتم تنظيمها في صالات الأعراس أوالمنازل.
من الأمثلة التي تؤكد فكرة الرغبة في التميز على حساب السلامة في تنظيم العرس، حفل الزفاف الذي أقيم فوق قمة جبل إيفرست، أعلى قمة في العالم، وبطلاه عروسان قدِما من أستراليا للاحتفال بزفافهما الأسطوري هناك على الرغم من صعوبة وخطورة ذلك، حيث استغرقت رحلتهما للوصول إلى الجبل (٩) أيام، وهناك احتفل العروسان على حدود الصين بعرسهما، قادمين من ولاية كوينزلاند الأسترالية، والطريف أن العروسين توم وهايدي لم يكترثا بدرجات الحرارة المتجمدة والمرتفعات الوعرة وقررا تحمل كل هذه المطبات في رحلتهما إلى إيفرست، وفي النهاية نجحا والتقطا صوراً تاريخية، وقد ارتدت العروس الفستان الأبيض، وتألق العريس ببدلة الزفاف ، و الأمثلة كثيرة في هذا المنحي، واليوم و بعد أن حرر الجيش الجزيرة الخضراء من المليشيات المتمردة و المتعاونين ، كان لديوان الزكاة قصب السبق في الوقوف علي حاضرة الولاية مدينة ود مدني متفقداً احوال المواطنين وحاملاً معه قافلة غذائية و مواد طبية للاسر التي لم تفارق ديارها ، و بعد أن عمت الفرحة الديار و نظفت حكومة الولاية الجزيرة من دنس المرتزقة وهيأت ارض الجزيرة و اصبحت خضراء واكتست حلت زاهية فرحة بعرس الانتصارات ، و لمشاركة اهل الجزيرة هذا الحفل و العرس تكفل ديوان الزكاة الامانة العامة و ديوان الزكاة ولاية كسلا و ولاية الجزيرة بتنظيم عرس الجزيرة علي قمة جبال التاكا و توتيل ، ونظم الديوان بعد ذلك ترحيل أهل العروسة الي حيث ديارهم و ديار عروستهم، كان عرساً غريبا تجمعت فيه أطياف من الشعب السوداني و علي نغمات الفرح و المنشدين و الاغاني كان الطرب و كانت الفرحة التي اختلطت بدموع الفرح ، وكان الشوق يسبق هؤلاء الجموع قبل العينين لإحتضان أرضهم الخضراء، كانت الدموع تبل المآقي و اللحي، و زغاريد النساء تعلو اصوات عربات السيرة و الأصوات تلهج بالشكر و الثناء لديوان الزكاة و لكل من نظم هذا الحفل الكبير، كانت أصوات المغنين عالية ( الليلة عرسك يا الجزيرة ) ، طالبات المدارس جوار ميدان العرس خرجن من الفصول لمشاركة أهل الجزيرة عرسهم ، الشرطة المجتمعية وزعت الافطار لكل الحضور ، فعلا كان عْرساً مختلفاً و غريباً حيث انتظمت عربات السيرة اكثر من أربعين بصاً ، و كان مهر هذه الوثبة الاولي مائة وخمسون مليوناً من الجنيهات، تحدث المتحدثون علي فرحة الانتصارات وبسالة القوات المسلحة و تصديها للمرتزقة وإفشالها للمخطط ، ووجه الامين العام امناء الولايات بانطلاقة هكذا أعراس في كل الولايات وتسهيل عودة المواطنين الي ديارهم ، نائب و الي كسلا وعد بعودة كل المواطنين الي قراهم التي حررها الجيش ، وفي ختام الحفل ودع نائب الوالي و الامين العام و كل الحاضرين عربات السيرة التي تقدمتها سارينة المرور و عربات الدوشكا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى