الأمين العام لديوان الزكاة الاتحادي الاستاذ أحمد ابراهيم عبدالله في حوار فوق العادة مع «أرتي ميديا »

أبوابنا مفتوحة لكل من يريد أن يعرف كيف يعمل ديوان الزكاة
ميزانية 2025 تحمل بشريات للفقراء ومشاريع إنتاجية لإخراجهم من الفقر إلى الاكتفاء
“معالجة الفقر برؤية علمية وأولويات مدروسة”
“المنصة الرقمية.. قفزة نحو شفافية الجباية وسرعة الإنجاز”
السودانيون لو قالوا بسم الله و«قعدوا الواطة» سنكون في مقدمة دول العالم بمواردنا
لدينا أكثر من 25 ألف لجنة زكاة لتحديد الأسر المستحقة
نسعى لتحصيل الزكاة حتى من الشركات الحكومية والبترول والذهب المهرب
هيكلة تاريخية.. وترقية 1900 موظف لأول مرة في تاريخ الديوان
الحرب لم توقف دعمنا.. 35 مليار لبرنامج رمضان لجميع ولايات السودان
حاوره : نادر حلفاوي
حينما نتحدث عن التحديات التي تواجه مؤسسات العمل الخيري والاجتماعي في السودان، يبرز ديوان الزكاة كمؤسسة لا يمكن إغفال دورها المحوري في دعم ومساعدة الفقراء والمحتاجين. في ظروف قاسية فرضتها الحرب والأوضاع الاقتصادية الصعبة، اضطر أغلب السودانيين إلى مواجهة الفقر والنزوح، بينما وقفت هذه المؤسسة كحائط صد ورافد من روافد العطاء.وفي صلب هذا المشهد، يبرز الأستاذ أحمد إبراهيم عبدالله، الأمين العام لديوان الزكاة الاتحادي، كقائد قدير استطاع أن يدير هذه المؤسسة في واحدة من أصعب الفترات التي مرت بها البلاد.
عندما تم تكليفه بقيادة ديوان الزكاة، أشفق عليه الكثيرون، فقد كان يتوجب عليه أن يحمل على عاتقه أعباء الركن الثالث في الإسلام وسط أزمات غير مسبوقة. ومع ذلك، وبفضل قربه الشديد من الفقراء والمحتاجين وخبرته العميقة، استطاع أن يثبت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب .وحقق نجاحات ملموسة جعلت الديوان منارة للأمل ومصدرًا لدعم الأسر المتضررة والضعيفة.
قيادة أحمد إبراهيم لم تقتصر فقط على توفير الدعم ومساعدة للمحتاجين، بل تضمنت تطويرًا شاملًا للديوان، إذ عمل على تحسين أدائه وتوسيع قاعدة المستفيدين من خدماته.
وفي تقدير عالمي لدوره البارز، تم منح ديوان الزكاة وقيادته “جائزة النيل الكبرى” من قبل اتحاد الإعلاميين الأفارقة، وهو ما يعكس حجم الإنجازات التي حققها الديوان رغم الظروف القاهرة.
في حوار ممتلئ بالصراحة والوضوح، نتعرف على التفاصيل العميقة لتجربة مولانا أحمد إبراهيم في قيادة ديوان الزكاة، والأمل الكبير الذي يحمله للفقراء والمحتاجين في السودان في ظل هذه الظروف الاستثنائية .
ابرز برنامج شهر رمضان لهذا العام؟
درجنا في ديوان الزكاة تدشين برنامج شهر رمضان في كل عام في احدي الولايات وهذا العام ضربة البداية بدأت بالقضارف، بميزانية تجاوزت 35 مليار جنيه تغطي جميع ولايات البلاد.
واشتمل البرنامج ، فرحة الصائم، فرحة العيد، إطلاق سراح نزلاء السجون، موائد الرحمن، وبرنامج دعم الأسر المتعففة، فضلاً عن دعم المجهود الحربي والعمل الدعوي للخلاوي، ودعم النازحين ومراكز الايواء وفي هذا العام تم اضافة برنامج مشروع العودة إلى الديار .
كيف تسعى الزكاة إلى معالجة قضايا الفقر في السودان؟
ديوان الزكاة يمثل الركن الثالث في الإسلام، وله دور أساسي في تقديم الدعم والمساعدة للفقراء والمساكين والمحتاجين.
ونسعى جاهدين في معالجة قضايا الفقر المختلفة وفق استراتيجية ترتكز على الأولويات. نعمل على دعم الفئات الأكثر حاجة، وتقديم العون لهم بطرق مدروسة ومستدامة.
كيف تتعاملون مع التحديات الاقتصادية والزيادة الكبيرة في عدد الأسر المحتاجة؟
نعمل على تعزيز التعاون مع المؤسسات الحكومية، وزيادة الوعي بأهمية الزكاة وتشجيع الميسورين على دفع الزكاة. كما نسعى لتنويع مصادر الزكاة وتقديم حلول مبتكرة لتلبية احتياجات الأسر المحتاجة.
كيف أثرت الحرب على الجباية وكيف استطاع الديوان الوصول إلى بر الأمان في ظل هذه التحديات؟
خلال هذه الحرب فقدنا الجباية في أكثر من 10 ولايات، مما شكل تحديًا كبيرًا للعمل الزكوي . بفضل الله ودافعي الزكاة وعزيمة العاملين في الديوان، نجحنا في سد النقص.
واعتبرنا ميزانية العام 2024 ميزانية طوارئ، وركزنا على المتأثرين بالحرب في مجالات الغذاء والدواء والعلاج والإيواء والعودة الي الديار.الحرب فرضت علينا تحديات كبيرة، ولكننا نعمل على مواجهة هذه التحديات بكل جدية والتزام.
ورغم الظروف الصعبة التي نمر بها، فإننا متفائلون بمستقبل الزكاة ونثق بأنها ستظل قادرة على تقديم الدعم والعون للمتضررين من الحرب.
*كيف يتم تحديد الأسر المستحقة للزكاة وما هي المعايير المستخدمة في ذلك؟
تحديد الأسر يتم عبر لجان الزكاة ، حيث لدينا أكثر من 25 ألف لجنة زكاة تضم حوالي سبعة أعضاء او يزيد في كل لجنة.هذه اللجان تعمل على تحديد الأسر الفقيرة والمتعففة والمستحقة في الأحياء والقرى. كما يتم توزيع الزكاة مباشرة من خلال الديوان لضمان وصولها إلى مستحقيها، ولن نسمح لاي جهة أو منظمة بتوزيع الزكاة نيابة عن ديوان الزكاة او لجانها.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتموها في ظل الحرب؟
التحدي الأكبر كان الانفلات الأمني، الذي أثر بشكل مباشر على جباية الزكاة وصرفها. كما أن المناطق التي لا تتوفر بها شبكة اتصالات شكلت عبئًا إضافيًا. كما واجهنا صعوبات في عملية الصرف والوصول إلى المستحقين اثناء عملية تغير العملة وعدم توفر «الكاش».
كيف واجهتم التحديات التي فرضتها الحرب على عمل ديوان الزكاة؟
الحرب فرضت علينا تحديات هائلة، من بينها فقدان الجباية في أكثر من عشر ولايات كما ذكرت، ومع ذلك، استطعنا بسواعد العاملين ودعم المكلّفين سد النقص وتوفير المساعدات اللازمة.
مع بداية الحرب اعلنا في ديوان الزكاة تحويل الموازنة موازنة طواري وتم تحويل مصرف المساكين « المشاريع » الي الفقراء ، وركزنا على دعم الفقراء، و على الغذاء، الدواء، والإيواء.
هل تجدون صعوبة في تحصيل الزكاة من الشركات والمؤسسات ؟
لدينا خطط لتحصيل الزكاة من جميع الجهات المستحقة، بما في ذلك الشركات الحكومية والخاصة.
كما نسعى لتحصيل الزكاة من البترول والذهب المهرب،« الذهب الذي يتم القبض عليه » بالإضافة إلى التعدين الأهلي والاستثمارات الأجنبية وفقًا لشروط الزكاة.
كيف تعملون على حصر الخسائر الناتجة عن الحرب وهل هناك نتائج اولية للحصر ؟
حتى الآن لم نتمكن من حصر كل الخسائر، لكننا نعمل جاهدين لحصرها وتقييمها . بعد الإنتصارات التي تحققت وتقدم الجيش وتحرير العديد من المدن تم حصر جزئي لبعض الخسائر في بعض الولايات وسنعلن تفاصيلها حين تكتمل جميع عمليات الحصر في الولايات التي تضررت ، وبكل تاكيد الخسائر كانت كبيرة خاصة في ولاية الخرطوم.
كيف يتعامل ديوان الزكاة مع الظروف الاقتصادية الصعبة والارتفاع المستمر في عدد الأسر المحتاجة؟
نعمل جاهدين لدعم الفقراء والمساكين، خصوصًا في ظل الحرب التي جعلت معظم السودانيين لاجئين وفقراء. وساهمنا في برنامج العودة إلى الديار وسيرنا مئات الرحلات لترحيل النازحين بكرامة وأمان. نحن على ثقة بأن ديوان الزكاة سيظل رافدًا أساسيًا لدعم الفئات الضعيفة وتعزيز الاستقرار المجتمعي.
ما هي أبرز ملامح وبشريات هذا العام
لأول مرة في تاريخ الديوان، تمت هيكلة الوظائف وتمت ترقية 1900 موظف. كما أن ميزانية 2025 تحمل بشريات للفقراء والمساكين من خلال مشاريع إنتاجية تهدف إلى إخراجهم من دائرة الفقر إلى الكفاية.
ودخلنا في المنصة الرقمية، التي تسهل الجباية وتجعل المعلومات أكثر وضوحًا. خطتنا أيضًا تركز على المشاريع الإنتاجية التي تهدف إلى إخراج الأسر من دائرة الفقر إلى الاستدامة والاكتفاء. ونتعامل مع وزارة المالية ووزارة المعادن لتحصيل الزكاة خارج السودان و من البترول والذهب المهرب.
هل هناك خطط للتوسع في مشاريع تنموية طويلة الأجل تساهم في تمكين الأسر المحتاجة بدلاً من تقديم المساعدات المالية فقط؟
خطونا خطوات كبيرة مع معظم الوزارات والمؤسسات لتعزيز التحصيل والجباية. دخلنا في المنصة الرقمية التي بدأت تظهر فوائدها في تسهيل العمليات وتوفير المعلومات وشفافية الجباية والصرف. أما على صعيد المشاريع، تم تخصيص 50% من الميزانية الجديدة للمصارف الإنتاجية بالتعاون مع وزارتي المالية والصحة بجانب التامين الاجتماعي.
هذه المشاريع تهدف إلى تمكين الأسر المستحقة وتحويلها من دائرة الفقر إلى دائرة الإنتاج والاكتفاء.
هل هناك دعم خاص لأسر الشهداء؟
نعم، بشرنا بدعم أسر الشهداء عبر لجنة تم تكوينها على المستوى الاتحادي، وديوان الزكاة عضو فيها.
هذه اللجنة تعمل على وضع خارطة لدعم أسر الشهداء الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الوطن.
ما هي الخطوات المتخذة لتحسين التعاون مع الجهات الحكومية وخاصة زكاة المعادن؟
زكاة المعادن دخلت حديثاً كواحدة من الجبايات. استحدثنا طرق لتحصيلها عبر الشركة السودانية للموارد المعدنية.
كان هناك صعوبة في تحصيلها لأن الزكاة كانت تورد إلى وزارة المالية، لكن بعد جلوسنا مع الوزير، تم توجيه بتحصيل مباشر لزكاة المعادن لتصل إلى مستحقيها.
ايضا تم إلزام ابراز شهادة ابراء الزمة من الزكاة في كل الاجراءات والمعاملات.
كيف يسعى ديوان الزكاة لتعزيز الشفافية والمصداقية في جمع وتوزيع الزكاة؟
أبوابنا مفتوحة لكل من يريد أن يعرف كيف يعمل ديوان الزكاة واين تصرف اموال الزكاة . والديوان من المؤسسات الوطنية التي وضعت بصمتها في مرحلة ماقبل وبعد الحرب، لاسيما من خلال دعم المجهود الحربي في معركة الكرامة وإسناد المواطنين والوافدين .. أيضا يعتبر من أوائل المؤسسات التي تبادر في تقديم يد العون الإنساني.
ما هي رسالتكم للمكلفين بدفع الزكاة؟
المكلفون هم العمود الفقري لجباية الزكاة. ندعوهم لمواصلة دفع الزكاة ونوصي بإخراجها لأنها أمر رباني تحفظ الأموال وتبارك فيها.
ما هي رسالتكم للشعب السوداني في ظل الظروف الحالية؟
أتمنى أن ينصر الله قواتنا المسلحة، وأن يتفق الشعب السوداني على مصلحة الوطن.. وان يسيروا غير مختلفين ومتشاكسين وان يكون الهدف خدمه المواطن وليس لكرسي او وظيفة .
السودانيين لو قالوا بسم الله وقعدوا الواطة، سنكون في مقدمة الدول بمواردنا وإمكانياتنا لأننا نمتلك موارد هائلة.
هذه الحرب افرزت مجموعتين ، مجموعة تريد للسودان التقدم وان يصبح السودان للسودانيين ومجموعة اخري تدين لفئات وجهات خارجية لها مطامعها في السودان ولمواردها. ولكن وعلى الرغم من الحرب ،نحن متفائلين بان تعود السودان اكثر قوة وعافية ومدركًا لكل الاخطاء السابقة التي وقع فيها وتجنبها مستقبلًا بالطريقة الصحيحة.
كلمة حق للعاملين في ديوان الزكاة؟
أشكر جميع العاملين في ديوان الزكاة الذين رفعوا رؤوسنا خلال هذه الظروف الصعبة. وأقول لهم كنتم على قدر المسؤولية والتحدي، واستطعتم العبور بسفينة الزكاة إلى بر الأمان رغم الصعوبات والتحديات ورغم ظروف الحرب التي فرضت علي الشعب السوداني وكانوا البلسم لكل الفقراء والمساكين والمحتاجين وكانوا في مقدمة معركة الكرامة . وايضا حافظوا على حقوق العاملين عليها الموجودين في الميدان والذين نزحوا خارج السودان والذين اصبحو عالقين.
ما هي الرسالة التي تود توجيهها للفقراء والمحتاجين؟
أود أن أطمئن الفقراء والمحتاجين بأن ديوان الزكاة سيظل دائمًا بجانبهم، يعمل على تقديم الدعم والمساعدة بكل تفانٍ وإخلاص. نحن هنا لخدمتكم وتلبية احتياجاتكم، ونسأل الله أن يرفع عن بلادنا هذا البلاء وأن يرزقنا الأمن والاستقرار.