منوعات
أخر الأخبار

حكاية من حلتنا يكتبها: آدم تبن   تحرير الخرطوم ولا الدنيا بأكملها تساوى مقرن النيلين

 

 

وحرب الخامس عشر من أبريل من العام قبل الماضى إنطلقت شرارتها الأولى من داخل الخرطوم (محل الرئيس بنوم والطيارة بتقوم) كما يقول عنها بعض الناس ، وعندها لم يصدق أغلب سكانها أن ما يتخوفون منه قد وقع رضينا أو أبينا ، وهاهى الحرب تزداد رقعتها يوما بعد يوم ولا بد من مواجهة هذا الواقع الأليم ، فكان قرار مغادرة المنازل قرارا شعبيا للابتعاد عن منطقة الحرب ، إما بالسفر الى الولايات أو الى خارج البلاد، فالخيارات متاحة أمام الجميع لأن حركة السفر والتنقل بالطرق الداخلية والخارجية لم تكن صعبة خاصة فى الأيام الأولى للحرب ، لذا فقد غادر سكانها منازلهم وفى الحلق قصة ولكنها إرادة الله تعالى فى عباده يبلوهم بالخير والشر فتنة ، وتواصلت الحرب وإزادادت شراستها ولم يكن أمام الناس إلا ذلك الخيار الصعب وهو الخروج الى مناطق آمنة تنسيهم مرارة الحرب وآثارها السالبة التى خيمت على كل البلاد ، حتى تلك المناطق الآمنة فقد إمتدت إليها الحرب وشردت سكانها والذين نزحوا إليها ، وياله من إمتحان صعب إلا أن أهل السودان قابلوه بصبر وعزيمة كبيرة ، صحيح أن البعض منا إستغل الحرب أسوأ إستغلال فطفق يزيد ويزداد جشعا فيما يملك إن كانت تجارة أو نقلا أو سكنا أو غيرها من إحتياجات المتأثرين بالحرب. 

 

ويوم أمس السادس والعشرون من مايو خمسة وعشرون وألفين لم يكن مثل تلك الأيام التى ألقت فيها الحرب بظلالها على جميع البلاد وخاصة سكان الخرطوم الولاية ، فقد سبقه تحرير القصر الجمهورى وهو رمز سيادة البلاد فكان الفرح بعودته لايقارن حتى كبريات الصحف العالمية أبرزته فى صدرها مما يعنى ضمنيا الإحتراف بأن المليشا هى قوة متمردة ومحتلة ، ورأينا الفيديوهات التى توثق للفرح الذى عم سكان الخرطوم المتواجدين بها أو حتى أولئك الذين غادروها بعيدا ، فقد كان فرحا يشبه أهل السودان لم يشذ إلا نفر قليل منهم المحسوب على المليشا وبعض التيارات سياسية معروفة تساندها فى حربها على أهل السودان التى أهلكت البلاد والعباد لعامين متتاليين ، وعملت على إرجاعها عشرات السنوات للوراء ، فقد شاهدنا حجم الدمار والخراب الذى طال كل شى ، ولم يسلم منه كل شى ، وهنا يدور سؤال فى الذهن لماذا كل ذلك الخراب والدمار لبلادنا؟ ماذا جنت بلاد تهراقا وبعانخى ليسمونها سوء العذاب ، ولكن إرادة الشعوب لاتقهر فهاهى إرادة أهل السودان مع أبناء جيشه الأخضر تتغلب على كل الصعاب وتواجه المليشا المدعومة بأحدث الأسلحة والمعدات والزخائر وتهزمها بعون من الله تعالى أولا ثم تكاتف وتلاحم الشعب مع الجيش ، فقد أرتفع هتاف الشعب لجيشه معلنا وحدته مع جيشه (جيش واحد شعب واحد). 

 

وخرطوم مقرن النيلين فرحتها هى فرحة أهل السودان فقد تشكل سكانها من جميع الولايات شرقا وغربا شمالا وجنوبا ووسطا ، فقد أصبحت الخرطوم أم الكل وشجرة الظل التى يلجأ إليها كل متعب لتقابله بإلفة ووداد لم تغيرها حتى سنوات الجفاف التى ضربت البلاد فى ثمانينيات القرن الماضى فقد كان القدح المعلى فى إستقبال النازحين من إقليمئ دارفور وكردفان ، وتمددت الخرطوم شمالا وجنوبا وغربا وشرقا مستوعبة كل قادم إليها طالبا للعمل أو السكن والمعيشة أو العلاج أو الدراسة أو السفر إلى خارج البلاد ، فحقا لها تفرح وتتزين شوارعها ومساكنها بإعلام السودان وشعارات الجيش وجلالاته التى تهز الأرض تحت أقدام المستعمرين الجدد الذين لم يدرسوا تأريخ بلادنا مع المستعمرين القدامى ، لم يسمعوا بمقتل غردون باشا فى القصر الجمهورى أو هكس باشا فى شيكان وغيرهم من الطغاة المستبدين ، وسيكون الفرح القادم بتحرير كل أجزاء بلادنا السودان ولتفرح خرطوم مقرن النيلين بتحريرها وعودتها الى حضن الوطن العزيز ويردد أهلها (ولا الدنيا بأكملها تساوى مقرن النيلين).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى