منوعات
أخر الأخبار

أوتاد وأبعاد    صلاح صالح خليل     ثالث الأبوين وأناته

 

 

لا شك أن المعلم هو ثالث الأبوين لكل طفل مولود بعد أبيه وأمه ، وعلى هذه الفطرة نشأ السودانيون فصارت فطرة لا تنفصل عن المجتمع ، وضرب المعلمون خير مثال في هذا المنحى وبصفة الخصوص معلم ولاية كسلا ، لا سيما فترة الحرب هذه مع توقف راتبه وعدم صرفه ، فبعدما ضاقت بهم الدنيا وساءت أحوالهم تجمع معلمو كسلا على كلمة الإضراب التي لم يتفقوا عليها وذلك لعطفهم على طلابهم والتلاميذ ، فلله درك من أي كوكب أنت يا ممتهن مهنة الأنبياء ؟ وفي أي عصر تربيت وترعرعت يا ضاربا للزهد خير مثال ، وأنت كما قلت عن نفسك لا ترجو جزاء ولا شكورا إلا من خالق السماوات رب العباد ، وأنك ما فعلت إلا ما أملتك نفسك الطاهرة التي لا مثيل لها من نفوس الأشهاد في هذا الزمان .

فأسفا أيها السامق إن لم تقيمك الحكومات على تعاقبها ، عفوا إن أتى بعضهم بكذبٍ بواح ليجمل صورته أمام جمهور إضطر للحديث إليهم ، وعفوا إن حاول بعضهم أن يأتي بكليمات ليدغدغ بها مشاعرك حتى لا تتوقف بسبب راتبك المنقطع منذ العام ٢٣م ، فهذا ليس إستخفافا بك وبمقامك السامي وإنما هذا دليل على خفة عقلهم وسذاجة منطقهم .

فاجأنا اليوم بل أفجعنا حديث والي كسلا الأزرق وهو يتحدث عن إهتمام حكومته بالتعليم ويشكر المعلم على صبره رغم أنه لم يصرف راتبه لفترة (يبدو أنه إستحى أن يسميها) ، فيا ترى هل نسى الرجل في غمرة حديثه أنه والي هذه الولاية ؟ أم أنه التناسي الذي يمارس دائما ضد المعلم ؟

فمن يا ترى المسؤول في هذه الولاية عن حقوق المعلمين ؟ ومن يا ترى المسؤول عن مقام المعلم ومكانته ؟ ومن يا ترى الذين سعوا لإذلاله والنيل منه ؟ وهل يعقل أن تكون أسباب الإذلال الجشاعة والتغول على حقوق ثالث الأبوين ؟

من الذي سيوجه حكومته لإحقاق حق المعلم ؟ 

أما قارن هذا الوالي ولو في غريرة نفسه بينه وبين وصفائه ؟ أين هو من والي نهر النيل ؟ أين هو من والي القضارف ؟ أين هو من والى شمال دارفور ؟ أين هو من والي الخرطوم حتى ؟ (مكان الحرب) وأين ولايتنا من هذه الولايات وغيرها ؟ ألم يقعد هذا الوالي بولايتنا في مؤخرة الركب ؟ ألم يجعلها عرجاء عجفاء لا مخ في سوقها ؟ إما بضعفه أو بإستهوانه في عدم توجيه حكومته بإيفاء حقوق المعلمين .

لكن ليطمئن الجميع بأننا لن نسقط حق المعلم بمجرد حديث نراه إستهلاك سياسي ، وما ضاع حق وراءه مطالب ، ولتكونوا منعة بوحدتكم وتعاضدكم وقوتكم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى