
فى سابق الأزمان كان السفر فى بلادنا السودان متعبا وشاقا للغاية ومن أراد أن يسافر فعليه بتجهيز زاده الذى يعينه على طول الرحلة ومشقتها ، فأغلب الطرق لم تسفلت بعد ، فكانت المسافات تقطع فى عدد من الأيام وقد تزيد أيامه إذا تعطل (اللورى) كما تعرف فى أجزاء واسعة من البلاد وهى العربة التى تنقل المسافرين والبضائع معا ، وذلك لصعوبة إصلاح العطل فى مكانه فلابد أن يذهب السائق الى المدينة لإصلاحه ثم العودة وهذا يستغرق وقتا كثيرا ، وعندما تقف عربة أخرى بجوار العربة المتعطلة يتهلل المسافرون بعودة السائق ، وطبعا ليست هناك هواتف للتواصل مثل حالنا اليوم فطبيعى أن تنقطع فى الطريق ولايعلم الذين تحركت منهم عنك شيئا ، وإحتياطا عليك فى السفر أن تأخذ معك (الزوادة) ولمن لايعرف الزوادة فهى طعام تحمله معك فى حقيبتك أو كرتونه مخصصة لذلك تسمى أيضا (كرتونة الزوادة) يوضع بها الجداد المحمر فى الغالب الأعم بكمية معقولة أو البلح والبسكويت والطحنية والمربه والخبز ، تحسبا لطول الطريق أو الأعطال المتوقعة ، حتى السفر بالقطار يحمل المسافرين زوادتهم معهم حتى لا يتأثروا بطول الطريق ومشقة الرحلة ، ويابخت من يركب بجواره من يحمل زوادة الطريق ، وفى زماننا هذا أيضا تغير السفر بفضل الطرق المسفلتة وتسهل كثيرا ، بدخول البصات السياحية والحافلات والتاكسى والعربات الخاصة ، وأصبحت الكافتيريات والمطاعم والبقالات على جانبئ الطرق تنبض بالحياة فكل تود شراؤه متوفرا ولا حاجة لك فى حمل الزوادة وسافروا فإن فى السفر خمس فوائد: (صحبة ماجد، وتفريغ هم ، وكسب معيشة ، وعلم ، وأدب .