أخبار
أخر الأخبار

حكاية من حلتنا يكتبها: آدم تبن   حكاية من أيام الحرب 2

 

 

وتمضى حكاية من أيام الحرب التى خلفت وراها الكثير من الأسئلة والأراء والمبادرات والمقترحات التى تحتاج الى جهود علماء بلادى المخلصين لكشف حقيقة هذه الحرب التى لم تكن موجة ضد الجيش السودانى بل فى واقعها أنها إستهدفت المجتمع السودانى بأثره ، وعند إندلاع الحرب إنقسم أغلب الناس الى قسمين كما بدأت الحرب بين الجيش والدعم ، إلا أنها لحظات فارقة غيرت كثيرا من آراء الناس الذين كانوا يقفون مع الدعم حيث بدأ الدعم فى إحتلال منازل المواطنين فى بعض أحياء العاصمة والإستيلاء على سياراتهم التى يركبونها فقد رأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا إنزال جنود الدعم السريع لأصحاب السيارات من سياراتهم والإستيلاء عليها وكأن شيئا لم يكن وعادة ما يستهدفون السيارات الفخيمة ذات (الدفع الرباعى) مثل الكروزرات الأوباما والبرادو ومعها التوسان والبكاسى الهايلوكس دبل الكاب إضافة إلى العربات الصغيرة الصالونات الكورية واليابانية ، فهم يبحثون عن ما ينقصهم فى الحياة من ممتلكات المواطنين الذين كدوا وإجتهدوا لإمتلاك هذه السيارات والمنازل والأثاثات والأموال ، وكل جار يعرف كد وشقاء جاره وجيرانه ليصلوا لهذه المرحلة من حياتهم ولله درهم فقد بذلوا مافى وسعهم لتوفير هذه المغتنيات لأسرهم الكبيرة والصغيرة ليقدموا أجمل الخدمات لأهلهم ومجتمعاتهم التى كان لها السبق فى خدمتهم وهم فى المدارس والجامعات وبداية مرحلة الزواج ، ومعروف لدينا أن مجتمعنا السودانى يعيش على التكافل والتعاون فى السراء والضراء .

 

وكما قلت فقد مالت الموازين لصالح الجيش حتى وهو فى أصعب الأيام الأولى يخوض حربا غير متكافئة لكنها فرضت عليه و(دق صدره) لها كما يقول أهلنا فقد تماسكت وحداته داخل عاصمة البلاد الخرطوم والأبيض فكانت القيادة العامة رأس الرمح الذى تكسرت عند بوابتها كل الهجمات التى شنتها المليشا وكان أفراد الحرس الرئاسى الذى الذى أستشهد عددا كبيرا من مقاتليه وقبروا داخل القيادة هم من ساهموا فى ثبات بقية الوحدات فكانت المدرعات الحصن الحصين الذى أهلك آلاف من أفراد المليشا وكان سلاح الإشارة بحرى يصد أعنف الهجمات على تخومه ، وأما الفرقة الخامسة الأبيض أو الهجانة أم ريش ساس الجيش فكانت على قدر التحدى صمدت عامين كاملين تقاتل وتصد المليشا التى تأتى من كل حدب وصوب فى أحلامها أن غزوة الأبيض ماهى إلا ساعات وتسقط كما سقطت بعض قيادات الجيش فى مدن دارفور والجزيرة والنيل الأزرق ،لكن المليشا لم تدر أنها تحارب مقاتلين يحملون وطنهم فى حدقات عيونهم ، فقد حدثنى أحدهم العام الماضى إلتقيت بمدينة الأبيض قائلا لى: أننا لن نتخلى على الأبيض وسنصمد بإذن الله الى أن تنهزم المليشيا وهاهى الأيام تثبت صدق حديثه فقد إلتحم متحرك الصياد القادم من ودعشانا بشرق كردفان مع الهجانة فى جبل كردفان ورفرفت رايات النصر عالية وهتف المواطنون بالأبيض (جيش واحد شعب واحد).

 

وكانت تحركات المواطنين فى الأيام الأولى للحرب داخل العاصمة وخارجها يشوبها الحذر والخوف من جنود المليشيا الذين أقدموا على سلوكيات لم تكن معروفة من قبل أو قل وفدوا بسلوكيات غريبة على مجتمع العاصمة وإن كان بعضها موجودا إلا أنه ربما يكون على نطاق ضيق وفى أحياء معروفة أغلبها فى أطراف العاصمة ، فكل من أراد الخروج من منزله مسافرا الى خارج العاصمة أو داخلها فعليه توخى الحذر والحرص الشديد على أن يكون صيدا لجنود المليشيا فهم يستهدفون من يركبون السيارات الخاصة ويحملون الأموال والهواتف الذكية التى بها تطبيقات بنكية ، فكانت تلك هوايتهم التى يجيدون فن الوصول الى أصحابها ، وكذلك يستهدفون من يشغلون مناصب دستورية وقيادية فى الحكومة والجيش والأمن والشرطة ، فعليك إن أردت الخروج طالبا النجاة بأهلك أن تبتعد عن الأوراق الثبوتية التى تدل على وظيفتك حاليا أو سابقا ، وكذلك عليك أن تكون حذرا بالتحدث أمامهم بهاتفك الجوال فأنت هنا تثبت على نفسك تهمة أنك أحد أفراد الإستخبارات العسكرية التى تتبع للجيش السودانى فسيكون مصيرك غير معروف إما تصفى أو تسجن أو يستفاد منك فى تحويل الأموال لصالحهم بحجة إطلاق سراحك اليوم أو غدا وهكذا تضيع أنت وأموالك بتماطلهم ووعودهم المتكررة التى تتلاشى مع طول بقاؤك فى سجنونهم وكما يقولون (ياما فى السجن مظاليم) ومع المليشيا سيكون ظلمك أفدح وأغرب ظلم مر على المساجين فى سجون البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى