كتاب واراء

د.غازي الهادي السيد يكتب : شكراً دولة قطر حكومة وشعبا شكراً صاحب السمو الشيخ المفدى تميم المجد

من همس الواقع: د.غازي الهادي السيد

ستظل المواقف الإنسانيةالتي قدمتها دولة قطر الشقيقةللسودان عالقة في وجدان كل الشعب السوداني مماجعل العلاقة بين البلدين تشهد تطورا ملحوظا من وقت لآخر فعلاقة السودان بدولة قطر علاقة أخوية أزلية راسخة ولها جذور ضاربة في التاريخ ففي زمن تغيرت فيه المباديء وتحولت فيه المواقف ظلت دولة قطر محافظة على موروثها الديني والأخلاقي مما جعلها مضرب مثل بفيض كرمهم وأياديهم البيضاء والطولى التي كانت ممدوة كرما وجودا لكل دولة منكوبة سواء كانت بحروب أو كوارث طبيعية فقد اسهمت في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويات الإقليمية والدولية من خلال تقديم الدعم والمساعدة في مواجهةالأزمات الإنسانية والإقتصادية لضمان حياة كريمة للإنسانية في كل المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة أو غيرها من الأزمات.

أما عن مواقفها المشرفة مع السودان فهي لاتحصى ولاتعد مما يدل على عمق العلاقة بين الدولتين فلها أعمال جليلة قدمتها دعما للسودان ووقوفا معه في كل محنة فأعمالهم الجميلة كثيرة وماسأورده في مقالي هذا فيض من غيض أو قليل من كثير كرمهم ومن مواقفهم الثابتة فالحديث عنها ينكرها فقد ظلت الوجه المشرق للعروبة والنجم للساطع في سماء الدول العربية تضيء كل ظلام وتغطي كل عجز يصيب الدول منعا للأزمات.

فقد كانت دعما للسودان لرفع اسمه من قائمةالدول الراعية للإرهاب في وقت جبنت فيه الكثير من الدول العظمى وأسكتت فيه ألسن بعض الدول من أن تنطق بكلمة حق حيث كانت دولة قطر تنافح وتدافع عن السودان وشعبه هكذا هم وموروثهم الشعبي ومبادئهم التي لاتتجزأ.

ففي ندوة أساتذة الجامعات السودانية بالدوحة التي تحدثت عن التحديات التي تجابه الآثار والتراث والتوثيق في سودان ما بعد الحرب قالت لولوة الخاطر وزير التعليم العالي القطرية:كيف يمكن لهؤلاء الطارئين على التاريخ أن يجرؤوا على تغيير وجه الحضارة؟!

ليعلم هؤلاء أنّ هناك ما هو أغلى من أنْ يُشترى بالمال وأنّ المال وحده لا يصطنع للمرء إرثًا ولا تاريخًا ولا كرامةً بين الأمم!

وإنّ كرمة وكوش ومروي ونبتة وجبل البركل كلهم يقفون شامخين أمام هذا القُبح.. لأن البقاء للأجمل

أيا من أنجبتك قطرُ عزًّا وشموخًا،

سلامٌ على حرفكِ ما أروع النُّطقا،

سليلُ الأشرافِ، والبيانُ لكِ عِرقٌ،

فما قلتِ إلا درًّا وما كتبتِ إلا صدقا

فالكلمات تتقزم في وصف هذه الدولة وشعبها الأبي فالحديث عن دولة قطر قطر الخير من باب من لايشكر الناس لايشكر الله فشكرا دولة قطر حكومة وشعبا لدعمها المتواصل لبلادنا في كل المحافل الدولية والإقليمية فقد كان موقفها ثابت في دعم وحدة السودان واستقلال سيادته رافضة لأي تدخل في شؤونه الداخلية وقد كانت كانت حريصة منذ بداية الحرب على الاستمرار في تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوداني مؤكدة عمق العلاقات الأخويةبين الشعبين ممايدل على حرصها وعلى متانة علاقتها فقد قام عدد من أعضاء حكومتها بزيارات ميدانية للعديد من مراكز الإيواء للوقوف على حجم المعاناة التي خلفتها مليشيا دويلة الإمارات الإرهابية وتقديم الدعم اللازم وقد وعدت بإعمار مادمرته دويلة الإمارات الإرهابية بمرتزقتها وبآلتها الحربية.

كما أسهمت عدد من الجمعيات القطرية الخيرية متمثلة في الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية وصندوق قطر للتنمية وغيرها من الجمعيات والمنظمات القطرية التي قدمت العديد من المساعدات في مختلف المجالات مؤكدة تضامنها مع هذا الشعب وقد أعلنت حكومتهم من قبل عن دعم مالي كبير لدعم الإحتياجات العاجلة في السودان ودعم قطاع الصحة من سيارات الإسعاف وتوفير ماكينات وأجهزة غسيل الكلى والأدوية المنقذة للحياة فلسان كل سوداني يعجز عن الشكر لما ظلت تقدمه دوحة العرب لشعبنا من مساعدات على مر الزمان فما تقوم به دولة قطر على المستوى الإقليمي والدولي حلا للنزاعات ودعما للإعمار إن دل ذلك يدل على تميز وكفاءة قيادتها التي غيرت القناعة التي مفادها أن الدول الكبيرة وحدها التي تكون قادرة على القيام بكل شيء وأن الدول الصغيرة تعيش على الهامش فقد سطرت قيادتها الرشيدة اسم قطر المجد في صفحات التاريخ العالمي المفعم بالقيم والإنسانية لتكون محل فخر واعزاز للعرب قاطبة فالعلاقة الأزلية بين الدولتين مهدت لولوج قطر في الاستثمار في السودان في شتى المجالات مثل مجال الزراعة والثروة الحيوانية والطاقة والتعدين كما أن هناك تعاون في قطاع المواني وفي مجال الغاز والنفط وقد ظلت تلعب دورا بارزا في دعم الإقتصاد والتنميةفي السودان.

كما ساهمت دولة قطر في مسيرة السلام لحرصها على أمن وسلامة السودان فقد استضافة محادثات سلام دارفور والتي أفضت لتوقيع اتفاقية سلام دارفور التي عملت على تحقيق والوحدةوالسلام في البلاد وكانت حضورا أنيقا في التوقيع النهائي لاتفاقيةالسلام مع حركات الكفاح المسلح بجنوب السودان فلم يكن يقف دورها على سلام دارفور فقد كانت ثمة وقفات لأميرها لاتنسى فقد كان دعما للسودان في أزمةالكرونا ومحنةالفيضانات.

فالتحية مثنى وثلاث ورباع لقيادتها الحكيمة أصحاب القيم الإنسانية النبيلة والموروثةالتحية لهم وهم يسيرون على خطى الشيخ جاسر بن محمد طيب الله ثراه المؤسس الذي جعل من قطر ودوحتها دوحةعلم وفن وجعلها تتدفق وتفيض إنسانيةحيث ظلت تبذل قصارى جهدها من أجل أن ينعم الشعب السوداني بالاستقرار في كل كل ربوعه ولم تتوقف جهودها دعما لوقف الحرب واستدامة الأمن والتنمية في السودان وقد ظلت دوما بجانب السودان في حالة الحرب والسلم وإن دل ذلك إنما يدل التواصل الحميمي والودي بين الطرفين.

فمواقفها تدل على طيب معدنهم فدامت دولةقطر الشقيقةأميرا وحكومة وشعبا التي سيظل الشعب السوداني يحمل لها كل الوفاء والتقدير والمحبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى