
إن هذه الحرب التي فرضت على البلاد والتي صاحبها قتل وسفك دماءوتشريد للناس واتلاف للأموال وتدمير بنية تحتيةوالتي جعلت الكثير من الناس في حالة احباط واشفاق على حال الوطن وقد نسى البعض أو تناسى أن بعد كل شر خير ومع كل عسر يسر وبعد الضعف قوة وبعد الضعف تمكين ونصر وفتح قريب فرسولنا (صلى الله عليه وسلم )خرج من مكة مطرودا وكان حزينا من مفارقته لها وأتاها فاتحا وقد دانت له مكة ومن حولها
فإن المحن والهموم والأحزان لها آجالا فهي لن تدون إلى الأبد فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط فالصبر هوالمفتاح لكل ضائقة فلكل هم نهاية ولكل كرب فرج وبعد كل عسر يسر وبعدها يأتي مايفرح الإنسان ويدهش قلبه من كرم أكرم الأكرمين الذي ينسيك كل ألم ووجع نعم لقد تعرض الشعب السوداني لمحن وحرب جعلت الحليم حيران من مليشيا عاثت في أرضه فسادا قضت على الأخضر واليابس ليأتي نصر الله والفتح الذي أفرح كل وطني غيور نصر مخبر بأن دولة الباطل إلى زوال فمامن بيت سوداني إلا وتأثر بهذه الحرب ولكن بصبره وإيمانه جنى ثمار صبره نصرا عزيزا مؤزرا في معركة كرامته فهذه الحرب تركت في ذاكرة كل الشعب دروسا لاتنسى مذكرة أن في بعض المحن المنح
فقد ذكر الله عز وجل في محكم تنزيله أن المصائب والشدةسوف يأتي بعدها أو معها الخير قال تعالى :(كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وخير لكم وعسى أن تحبوا شيئاوهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون ) وقد يكون الأبتلاء في العرض أيضا فالمنح بعد المحن والله تعالى يقول:( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم …) في الظواهر محن وشدة وفي الباطن خير وفير كما كانت هناك سلبيات لهذه الحرب كانت هناك أيضا ايجابيات أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر فقد وحدت الشعب السوداني على قلب رجل واحد حيث صار الشعب كله جيش وحمل السلاح مع جيشه في خندق واحد وردد شعب واحد جيش واحد كما أعادة تشكيل الأمة السودانية على قواعد أصلب وأوعى كما قد عرفت هذه الحرب من لم يعرف تاريخ السودان وشعبه وتضحياته من أجل وطنه وأنه شعب لايقبل الضيم فقد قال الكثيرون من من مواطني بعض الدول شهادة حق يتداولونها في نصح بني جلدتهم عن كرامة السودانيين وعدم ظلمهم بقولهم لاتجرح سودانيا فهو يجوع دون كرامته ولاتقحم أنفك في أمرهم فأمرهم شورى بينهم فلاتظلم أهل السودان فأنهم قضاة العرب فإن لم يقاضوك اليوم فبعد حين فقد عرف على مر التاريخ السودانيون بطيب معشرهم والشجاعة والبسالة والحكمة والكرم والنخوة والمروءة وكل الصفات الحميدةالتي ورثوهاكابر عن كابر اجتمعت فيهم
فإن من ايجابيات هذه الحرب قد فرقت بين الحق والباطل كما أخبرت بأنه ليس بأمكان مليشيا أن تحكم دولة وأن لاغنى عن الجيش حامي عرين السودان ورمز قوته ودفاعه حيث لاوطن من بلا جيش ولاجيش بلا مواطن كما ميزت هذه الحرب وفصلت بين الوطني والعميل وبين الطيب والخبيث الذي باع وطنه بثمن بخس قال تعالى :(ليميز الله الخبيث من الطيب والله ويجعل الخبيث بعضه على بعض …) فقد ميز الله للشعب السوداني الصفوف وبين تلك الشرذمة التقزمية ومدى حقدها على الوطن وتآمرها عليه الذين حاولوا فرض عقوبات على السودان وفرض وصاية دولية كل ذلك للوصول إلى سدة الحكم حتى إن كان ذلك على جماجم الشعب السوداني ولكن ههيات ههيات فإرادة الشعب السوداني وقواته المسلحةحالت دون أن يجدوا لهم موطىء قدم فيه حيث جعلت السودان عصيا عليهم
ومن ايجابيات حرب الكرامة أن كشف الله للسودانيين عملاء السفارات التقزميين وكشف لهم مدى حقدهم وشكف لهم تلك الشرذمة الحاقدة من سواقط المجتمع وحثالته المتعاونيين العملاء الذين باعوا أهلهم ووطنهم وباعوا دينهم بعرض من الدنيا كما أن من ايجابياتها أن اراح الله العباد من بعض الأشرارمن الناس وفضح الخونة وكشف سوء أخلاقهم كماأن قتل وهلاك بعض قيادات ورؤوس الفتنة من قيادات آل دقلو الإرهابية راحة واستراحة البلاد والعباد من شرهم ومن ايجابياتها تلك الغنائم التي تركها أشباه الرجال الذين ولوا الأدبار مدبرين غير مقبلين تاركين خلفهم العديد من المخازن التي بها كميات كثيرة من الأسلحةالنوعيةوالصواريخ وغيرها من العتاد الحربي الذي ظل السودان محروم منه منذ أمد بعيد لتصير لنا بفضل الله ثم قواتنا المسلحة لتصبح لنا ترسانةحربية سنحرق بها مشروع آل دقلو الأجرامي الإماراتي ويكون سلاحهم وقودا لمحرقتهم لهزيمتهم في بقية المناطق التي سيفرون منها كما فرروا من سابقاتها ففي كل يوم نصر لقواتنا ممايزيد من ثباتها ثبات ومن صلابتها صلابة وقد كان لنا من عتادهاصواريخ Grad ودبابات والعديد من الصواريخ الحديثة وصراصر ومدافع بعيدة المدى وعربات قتالية مجهزة وأجهزة إتصال حديثة كماتمكن أهميةهذه الأسلحةفي الاستفادة منها في تقويةالمنظومةالدفاعيةالوطنية فكل ذلك نصر للشعب السوداني الصامد الصابر وقواته المسلحة ففي معركة كرامة الشعب السوداني التي انتصر فيها الشعب السوداني وقواته بأخلاقهم وقربهم من ربهم وبرفع أكف الضراعة لله فقد كان لهم ماتمنوا من نصر أفرح الأصدقاء وأغاظ الأعداء فقدشاء الله أن يمتحن عباده السودانيين ليميز الصادقين منهم من المنافقين وقد تبين وهذا هو نصر للبلاد والعباد وقد محق الله به أعدا الوطن باستحقاهم غضب الله وعقابه وقد جمع الله ذلك كله في قوله : (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين)
فمامرت به الأمة السودانية من محن وشدائد فما أحرانا أن نقف عندها ونستفيد من دروسها وعبرهاوما أحوج الأمةوهي تمر بهذه المرحلة في تاريخها أن تراجع نفسها وتستعيد ذاكرتها وتعي سيرة نبيها صلى الله عليه وسلم. ومجاهداته وصبره حتى التمكين والنصر وما النصر إلا صبر ساعة فمن دمار الحرب ستينع ثمار الكرامة بفضل الله ثم بفضل بواسل قواتنا المسلحة وإرادة شعبنا الأبي