
محمد هاشم نسية
فتى في بواكير الصبا وعنفوان الشباب
برآءة الأطفال تكحل عينيه
والدته تلح عليه ان يستصحبها، لأرض المهجر حيث الوالد والإخوة
وتمكث الزمن الطويل لإقناعه
ولكن عينيه شاخصتان إلى شئ لم تعلمه وآلدته
شئ :لايشغله عنه عرض قريب ولاملذات فانية ولازينة من الحياة الدنيا-
مشاهد الاغتصاب وتمزيق الاطفال والسلب والتعذيب وإهانة كبار السن التي تقوم بها المليشيا وتتبجح وتتوعد بهذه الجرائم التي يتعجب منها الشيطان قبل الإنسان كانت،تؤرق مضجعه
فيجافي النوم عينيه وتنتزعه من الفراش الدافئ والعيش الهادئ والحضن الآمن والمتاع المريح
بالأمس غادرنا طائر الشمال (ابن نوري البار) الشهيد أحمد محمد أحمد جودات الذي نحسبه ونحتسبه عند الله شهيداً
رحل هذا الشاب بلا ضجيج او صياح او مراسم وداع
وحينما يزوره بعض من اهله في معسكر التدريب يختفي حتى لا يحرم من رفقة البرائيين
روحه تبحث عن السعادة الابدية فاختار طريق الجهاد المحفوف بعيشة الشظف والخشونة وشدائد الجوع و الظمأ
حتى يتم قهر وإبادة الغزاة الظلمة ومن ثم الفوز بجنة لذيذة المطعوم والمشروب
صار هذا الشاب يلقى الموت صباحا ومساء
فكأنما ألف وجه الموت
فرحل كما يرحل النخيل
والنخيل في بلادي لايموت إلا واقفاً
بعض الأحياء اموات
وبعض الموتى يمشون بين اضلع الناس ويستوطنون قلوبهم ومشاعرهم وقد رحلوا عنهم
الشهيد أحمد جودات
كم فتئ في نوري يشبه أحمد !!!
الشهيد أحمد إن رحلت بجسدك فأنت بآق فينا بروحك
نحسبك تحت ظلال رحمة الله الوآرفة
اللهم تقبله شهيدا عندك
وألبس والديه تاج الوقار(الياقوتة خير من الدنيا ومافيها)
وشفعه في سبعين بل أكثر من اهله
اللهم نصرك الذي وعدت
محمد هاشم نسية