
كلمة جميلة تخرج من إنسان عادى تسمعها كثيرا فى الأسواق والمواصلات والونسات ياسلام (دا زول مبدع عديل) وأهل الإبداع كثر فى بلادى نعرف بعضا منهم ونجهل آخرين وكلهم من نعرف ومن نجهل يمتلكون ناصية الإبداع كل فى مجاله إن تحدث فلا تتمني أن يسكت من حديثه ، وإن كتب فلا تتمني أن يتوقف من كتابته ، وإن تقمص شخصية آخر ممثلا فلا تتمني أن يخرج من عبائتها، وإن قرأ فلا تتمنى أن يتوقف من قرآته ، فهؤلاء وهبهم الله ملكات إبداعية تميزهم عن الآخرين صقلوها وطوروها بالعلم والتجارب والإحتكاك بمن سبقوهم فى المجالات المختلفة ، فكانوا نجوما سطرت أسمائها فى سجل الإبداع السودانى إختزنتهم ذاكرة المجتمع لاتكاد أسمائهم تغيب عن الذكر فى بيوت الأفراح والأحزان ، لم يكونوا مترفعين ولا مثل أولئك الذين يبحثون عن الشهرة بل كانوا أناس عاديون يأكون ويشربون مع العامة ، يغشون الأسواق يبيعون ويشترون ، يركبون المواصلات يدفعون تذكرتهم من حر مالهم ، يشاركون الناس أفراحهم وأحزانهم ، يضحكون مع هذا وينادون على ذاك ، فهم ولدوا وترعروا وسط مجتمع يوقر الكبير ويحترم الصغير ، وهكذا أصبحت ذكراهم طيبة على كل لسان فالناس فى بلدى يصنعون السلام .
وأهل الإبداع حكاياتهم مترفة بالمعانى الجميلة وهم ملح مجتمعهم فمنهم من فارق الدنيا ومنهم من يعيش بيننا لكن أعمالهم التى عرفها بهم المجتمع تظل شاهدة على تميزهم وإبداعهم وعطائهم الذى شغل الناس كثيرا ، وبالتأكيد يمر بنا شريط طويل من ذكريات أهل الإبداع فى مختلف المجالات ، فهناك إجيال قدمت إبداعاتها فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والسينما والمسرح والأدب والموسيقى والغناء ، ففى الأدب لاتتخطى بروفسور عبد الله الطيب وعلى المك وفى الإذاعة والتلفزيون لاتكاد تتخطى نجما مثل بروفسور على شمو أو محمد خوجلي صالحين الفاتح الصباغ ومحاسن سيف الدين ومزمل سليمان ومحمد عبد الكريم عبد الله وعبد الكريم قباني وعلى الحسن مالك والرشيد بدوى عبيد وريم عبد الجليل ونجوى آدم عوض ونجوى يوسف ونجاة كبيده وليلى المغربى ووفى الصحافة لا تتخطى أبو الصحافة عبد الله رجب أو محمد طه الريفى أو عبد الرحمن مختار أو إسماعيل العتبانى أو أحمد بلال أو حسين خوجلي وجمال عنقره وبخيته أمين وعبود عبد الرحيم وود الشريف وفارس ونزيه وغيرهم الكثير ، وفى المسرح يرن فى إذنيك صوت المبدع المسرحى الفاضل سعيد وعوض صديق وجمال حسن سعيد ومحمد شريف على ، الرحمة على من توفاه الله تعالى وألبس ثوب الصحة والعافية لمن هم على قيد الحياة .