كتاب واراء

رؤى متجددة : ✍️أبشر رفَّاي يكتب : العود برمي جمرايتو لن يؤتي السودان من كردفان وأهلها من زمان فرسان الميدان

رؤى متجددة : ✍️أبشر رفَّاي

في الاثر الشعبي الماعندو قديم ماعندو أبدا جديد.
وفيه العود برمي جمرايتو.. بمعنى العود الغليظ بنتج جمر وقاد بأحجام كبيرة والعكس صحيح..

وفيه النار تلد الجمر الوقاد وتلد كذلك توأم السجم والرماد…( السجم ) بلغة السودان القديم تعني ( السكن ) والسكن رماد خفيف ناعم شديد السواد عالق خلف اواني الطهي البلدي ( كالدوكة والساج والَكلول والبرمة ).

تقابلها عند أواني القهوة قلاي البن وإناء ( الشرغرغ ) وهو ماعون لإعداد القهوة يقابله من اواني الشاي البراد والكفتيرة ام قد وام قعر..

وبإسقاطنا لآراء تلك الأمثال على عنوان القراءة ( العود برمي جمرايتو ولن يؤتى السودان من كردفان واهلها من زمان فرسان في الميدان..

تترسخ عندك حقائق تاريخية جوسياسية وجوعسكرية وديمغرافية ثابتة مقروءة بمحددات وتحديات ومهددات الراهن..

والمطلوبات الوطنية لمقابلة الهجمة التاريخية الشرسة للعدوان الثلاثي الغاشم على البلاد ممثلا في المشروع الاجنبي وأدواته الأقليمية والمحلية المعروفة..

نعم نستطيع القول وبملء الفيه بان العود برمي جمرايتو بكردفان ولذلك لن يؤتى السودان منها واهلها فرسان في الميدان…

فمن كردفان وبشهادة تاريخنا القديم والحديث إنطلقت شرارة الحركة الوطنية الاولي الثورة المهدية ضد استعمار التركية السابقة التي حكمت البلاد في الفترة ١٨٢١ حتى ١٨٨٥ تاريخ انتصار الثورة المهدية على التركية بقيادة جدنا رحمه الله الامام محمد احمد المهدي….

فمن تلودي الكبرى تقلي بكردفان انطلقت الجولات العسكرية الحاسمة للثورة المهدية بإسناد جدنا البطل رحمه الله المك آدم أم دبالو مك عموم جبال تقلى يرافقه النداء التاريخي الشهير لجدتنا المناضلة رابحة الكنانية ( سيروا سيروا للمهدي في قديرو ) وقدير في كردفان ( كلوقي ) وهي اليوم واحدة من محليات تلودي الكبرى ( تلودي.. قدير.. الليري المثلث الذهبي )

ومنها منطقة أم دحيليب التي حررت ومناطق واسعة حولها قبل ايام قليلة من براثن تمرد تحالف الجنجويد الحلو قبل أن يغدر بها للمرة الثانية واستشهاد عدد عزيز من اهالي المنطقة الذين ثبتوا ثبات رواسيهم الشامخات ردوا ودحروا العدوا حيث أتى هو ومرتزقته وشفشافته وطابوره الخامس في جولة ثالثة حاسمة….

في قدير قبل زحف قوات المهدية نحو الابيض في ١٨٨٥ والإلتحام بجيوش الغزو الأجنبي بقيادة هكس باشا بشيكان جنوب الابيض وسحقه كسبت قوات المهدية معركتين بتلودي الكبرى الاولى معروفة بمعركة الجرادة هزم فيها القائد التركى أحمد الشلالي والثانية بقيادة راشد بك أيمن القادم من منطقة فشودة بأعالي النيل بجنوب السودان لإسناده….

في تلودي بكردفان الكبرى إندلعت أول ثورة شعبية وطنية لأهالها ١٩٠٦ ضد الإستعمار الثاني الحكم الثنائي الإنجليزي المصري ١٨٩٩– 1956 التي حررت تلودي العاصمة التاريخية لكردفان الكبرى وجبال النوبة لمدة عام كامل من براثن الإستعمار في الفترة من مايو ١٩٠٦ حتى مايو ١٩٠٧ تاريخ إحتلال تلودي مجددا بواسطة الإنجليز بعدما جمعوا المرتزقة وشفشافة ذلك الزمان من كل البلدان والامصار..

ثورة تلودي خاضها أجدادنا بخمسة خطط شعبية قتالية وثمانمئة حصان والإنجليز أربعمئة متمومة بالبغال… حسمت المعركة في يومين لصالح اهالي تلودي..

وبإحتلال الإستعمار لتلودي للمرة الثانية في مايو ١٩٠٧ تم شنق سبعة رجال في يوم واحد هم اجدادنا من الدرجة حتى تغنت حكامات تلودي بأغنية الجنزير التقيل موثقة لدور الأحصنة الحصان أبوحجول وابوغرية والبراق والفرسة دهب مستورة َ….

من تلودي الكبرى بكردفان إندلعت ثورة جدنا البطل كوكو كَوبانقو ١٩١٧ بمحلية الليري والذي تم نفيه بعد إستدراجه وأسره وحبسه بحلة كوكو بالخرطوم شرق النيل..

بكردفان الكبرى – جبال النوبة إندلعت ثورة جدنا البطل السلطان عجبنا وإبنته البطلة مندى بالدلنج والمعروفة في تلودي بمندي ام كرار التي وثقت لنضالها المارشات العسكرية ( مارش نوباوي ) مارشات قوية قطعت قول كل خطيب حولها وأبيها رحمهم الله….

في كادقلي بكردفان الكبرى ثورة جدنا البطل رحمه الله الفكي علي الميراوي الذي لقن الإستعمار دروسا اضافية في الشجاعة والجسارة وفي جنوب كادقلى ثورات الشاتات وجنوب تلودي ثورات تيرة اللخدر وهنا الكلام يطول.

ومن ثوار كردفان الكبرى ثوار اللواء الأبيض ١٩٢٤ اجدادنا البطل على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وهم ابناء تلودي الحي الثالث وكذلك ام درمان..

والقائمة طويلة للغاية خصوصا عندما يجمع الكردافة بين جيل تضحيات ثورات الكفاح الوطني التراكمي ضد الإستعمار والتدخل الأجنبي مع جيل البطولات الأهلية والوطنية والسياسية والدستورية وصولا إلى جيل بطولات وتضحيات الصياد من اجل تحرير وبناء وطن يسع الجميع بالحق والحقيقة تتضاعف وبلاشك المسئوليات التاريخية والظرفية على الكردافة خصوصا والشعب السوداني على وجه العموم

فمن واقع مسرد تاريخ الشرف الباذخ وجسارة حاضر نضالات كردفان الكبرى وهي صرة السودان وسر اسرار امنه وإستقراره ونهضته وكفاحه التراكمي الموثق…

فمن حقنا أن نقولها وبالصوت العالي لتحالف الجنجويد الحلو بان الكفاح من أجل الحقوق الدستورية وحقوق المواطنة المشروعة والحرية والعزة والكرامة لم يبدأ ابدا من تاريخ تاسيس الحركة الشعبية في ١٩٨٣ ولا من تمرد الجنجويد ١٥ ابريل ٢٠٢٣..

فتاريخ النضال أطول وأشرف ونزيه لم يتأذي منه الوطن والمواطن والدولة والقيم والمكتسبات..
لم يكن يوما نضالا ديوثيا يمكن للاجنبي من دخول البيت السوداني والعبث بعرضه وشرفه وأرضه وأخلاقه..

فالقضية الوطنية التي اتخذت وظلت تتخذ للاسف الشديد على مدى عقود من الزمن ذريعة للمتاجرة السياسية وبابا واسعا على مصراعيه للتدخل الاجنبي السافر قضية بنيوية وليست بينية.. قضية مشفرة على نحو سياسي إستراتيجي لا تحل أبدا بالبندقية ولا بالتدخل الاجنبي ولا بالإستقواء به ولا بدغمسة وإلتفاف المركز عليها عبر متمردي حملة المصالح داخل هياكل الدولة والتمنع بعدم دفع استحقاقاتها الدستورية على دائرة المليمة. ودونكم الجنوب وغير الجنوب من باب المقاربة والمقارنة الذي حارب لنصف قرن من الزمان بلا نتيجية وعند النزول للحقيقة المجردة حلت القضية في اقل من عام..
نعم تلك هي النصيحة الحارة والحقيقة الأحر منها…

حل القضية يتم عبر إستدعاء الحكمة والحقيقة والمصالحة ونبذ التدخل الأجنبي والإستقواء به والعمالة لأجله ومن خلال مخاطبة جذور القضية عبر منهج التعايش السلمي الدستوري الذي يضع كل الأشياء فوق التربيزة بشفافية كاملة وعلى كفتي ميزان الحقوق مقابل الواجبات الوطنية قاعدته الذهبية المواطنة الدستورية المتساوية..

إذن قضية من هذا النوع حلها عبر البندقية والإقتتال الطويل الَمتكرر منذ عقود نتيجته الحتمية الخراب والدمار وتذيل الدول والشعوب وحصد الارواح البرئية ومآسي حقوق الإنساني وتشميت كبار الأعداء وصغار المستشمتين بشهادة الأحداث والإحداثيات الجوسياسية للمرجعيات الآمرة والمتأمرة ببيئة الحرب الوجودية الماثلة على البلاد…

نعم تمر اليوم كردفان بمرحلة تاريخية مفصلية لا تقل تاريخية عن حقب التضحيات التي خاضها الأجداد والآباء في حقب الإستعمار.

ولكن مع الاسف الشديد هذه
المرة تخاض باسم النضال من اجل الحقوق والحرية والديمقراطية ( بالكضب ) وبالوكالة لصالح المشروع الاجنبي العريض البغيض..

والا كيف يفهم على سبيل المثال فشل وتفشيل المبادرة الأنسانية المشتركة بين نائب القائد العام عضو المجلس السيادي الفريق اول ركن شمس الدين كباشي ابرهيم وعبد العزيز أدم الحلو بجوبا قبل عام تقريبا..

التي هدفت بتجرد ووضوح تام لانقاذ اهلنا بجنوب كردفان – جبال النوبة بعدما بلغت اوضاعهم الانسانية ولعامين متتاليين اسوأ مراحلها..

إنقاذهم من المجاعة والموت بالجوع وهموم المصير المجهول ومن الامراض نتيجة لقفل الطرق وفرض الحصار اللاإنساني واللا أخلاقي المشترك بين تحالف الحلو جنجوبد وهو حصار غير معلن وقتها ومعلن اليوم على رؤوس الأشهاد على المواطنين العزل..

حتي بلغت بهم الاوضاع الانسانية مرحلة أكل ( الكلو ) كما تأكل السوائم الكلأ.. والكلو صفق الأشجار وجذورها وجذور نباتات غابية أخرى منقذة للحياة كالشنقل وام بجي والكردالة والتلنج ومخلوقات زاحفة وطائرة أخرى مثل أم درناحة ودودماني ومشويات حمام الشقوق وغيرها من المأكولات والمنتجات والوجبات الإضطرارية الغابية الطارئة بمناطق السافنا الغنية الَمعروفة محليا كمخزون أزلي إستراتيجي…

مع العلم ان تلك المبادرة والكل يعلم ذلك بانها قد تم تفشيلها بواسطة أدوات المشروع الاجنبي عن طزيق غسيل السياسات اللاإنسانية القذرة وتسيس القضية الإنسانية وربطها بالاجندة الاجنبية والتدخل الاجنبي والأستقواء به لصالح اجندته واجندة المستقوي..

والتي ظهر اثر جريمتها البشعة بنيروبي من خلال اللقاء التأمري الشهير والمتزامن مع المراحل الحاسمة لأعمال المبادرة الذي جمع بين الرئيس الكيني وليم روتو وحمدوك وعبد العزيز وآخرين..

والذي تسبب بشكل مباشر على إجهاض مبادرة كباشي الحلو برعاية دولة جنوب السودان..
وهي للمعلومية سياسة قذرة معروفة بسياسة فتح اللعب..
تكررت كسياسة في اكثر من مناسبة في ظل الحرب الوجودية لضرب الوطن والمواطن والدولة..
منها المحاولة السياسية التكتيكية الفاشلة لسحب منبر جدة ومقرراته تجاه جنيفا تحت غطاء المبادرة الامربكية بقيادة مبعوثها الفاشل المتآمر توم تريللو في خواتيم عهد الرئيس الامريكي السابق جو بايدن….

واليوم كما هو معاش يتعرض السودان وكردفان لعدوان ثلاثي مجرد من أخلاقيات السياسة والحروب بشواهد ومشاهدات كثيرة على الأرض.
. الأمر الذي يتطلب وبالفعل الجاد إستدعاء حقائق التاريخ وتضافر الجهود الوطنية الراهنة لردع ورد العدوان الثلاثي حيث أتى..

فالحرب الوجودية بعدما تكشفت حقيقتها وسقطت عنها كافة اوراق توت التضليل لم تعد حربا بين ابناء وبنات الوطن الواحد من اجل حقوق تاريخية وظرفية مشروعة وانما الحرب على أشدها مع المشروع الاجنبي ومرتزقته..
وبتالي من الضرورة والأهمية بمكان التحرك الفوري وبلا بطء وتباطؤ وبلا حواجس وهواجز ومرارات وظلامات تاريخية وظرفية التحرك لتكوين درع كردفان الكبرى تكوينه على قاعدة متحرك الصياد بعيدا عن جدلية وقصور وعدم قصور التقاطعات الكردفانية الكثيرة والمتكاثرة لدعم المجهود الحربي للقوات المسلحة والمنظومة العسكرية والأمنية المساندة.. وكذلك لدعم اي ومضة أمل لدعم جهود السلام المقتدر لمن يرى ذلك خير وأبقى ولمن يجنح كذلك للسلم بالحق والحقيقة وهو بذلك مؤمنا على مستوي التفكير والضمير والقول المصدق بالفعل….

على مجتمع كردفان الكبرى أن يدرك جيدا بان أي منطقة ضربت وسقطت وخربت وذل اهلها وزلزلوا وعمتها الفوضي العارمة سببها المباشر واحد من أربع وهنا المثل الشعبي حاضرا ( دم الرأس ما بخطأ الأكتاف )

١- تهاون أجهزة الدولة المختصة خصوصا القادة وسوء تقديرهم للموقف حتى وقوع الفأس على الرأس

٢- تراخى وغفلة وتفكك وانقسامات الجبهة الداخلية للمنطقة المعينة إنقسام على اساس عنصري وعرقي وجهوي وساسي واطماع وحزازات واحقاد وثأرات قاتلة وبلع لطمع الأجندة العدوانية عن طريق نقاط ضعف وغفلة مكونات الجبهة الداخلية للمنطقة المستهدفة…

٣- تواجد بعض أبناء المنطقة المحددة ضمن صف العدو في شكل خلايا نائمة ومخبرين ومصححين وطابور خامس خبيث وشديد الخبث.

٤- عدم الإلتزام والتقيد الصارم بخطط الدفاع والهجوم والتأمين الصادرة من القوات المسلحة والقوات الداعمة…

فمن واقع التحارب المقارنة والمقاربة مسالة إحتلال المدن والقرى والفرقان والحلال من قبل العدو لن تخرج في مجملها عن الحقائق الأربع أنفة الذكر والتي كما اشرنا ولا نمل الإشارة تتطابق ورأي المثل الشعبي..

( دم الرأس ما بخطأ الأكتاف ) .
ولسع الكلام راقد ومرقد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى