انعكاسات إغلاق مضيق هرمز على السودان وانهيار مشروع المليشيات الإرهابية

بقلم : مهند عوض
في تطور يُعدّ الأكثر خطورة في المنطقة منذ سنوات، أوصى البرلمان الإيراني رسميًا بإغلاق مضيق هرمز ردًا على التصعيد العسكري الجاري، ورفع التوصية إلى المجلس الأعلى للأمن القومي لاتخاذ القرار النهائي. هذا القرار لن يقتصر تأثيره على دول الخليج فحسب، بل سيمتد ليشكل تحولًا جيوسياسيًا يعيد رسم تحالفات القوى ويُحدث زلزالًا في الملفات الإقليمية، لا سيما في السودان، حيث تُخاض المعركة الحاسمة بين الدولة الشرعية وقواتها المسلحة من جهة، ومليشيا الدعم السريع الإرهابية المدعومة خارجيًا من جهة أخرى.
اختناق المليشيات.. نهاية اللعبة
مع تصاعد احتمالية إغلاق المضيق، تدخل القوى الإقليمية مرحلة مراجعة استراتيجية شاملة، حيث يصبح دعم المليشيات عبئًا لا تحتمله حسابات المصالح العليا. هذه التطورات تُضعف بشكل غير مسبوق مليشيا الدعم السريع، التي اعتمدت طوال سنوات على تمويل العامة متدفق عبر شبكات تمتد من ليبيا إلى البحر الأحمر، ما يُفسر الانهيار المتسارع في صفوفها خلال الأسابيع الأخيرة.
فقد حقق الجيش السوداني انتصارات حاسمة في العاصمة وولايات الوسط، وانتقل إلى حسم المعارك في دارفور وكردفان، حيث يُحكم الخناق على فلول المليشيا المتبقية. الخرائط العسكرية تكشف سيطرة شبه كاملة للقوات المسلحة، بينما يعاني قادة الدعم السريع من فرار جماعي واختناق لوجستي بعد انقطاع الإمدادات.
انهيار الحواضن السياسية للمليشيا
لم يقتصر الضرر على الجانب العسكري، بل طال أيضًا الحواضن السياسية والداعمين الإعلاميين للمليشيا، مثل “قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي” وتحالف “صمود”، الذين بدأوا يفقدون البوصلة مع انكفاء مموليهم نحو أولوياتهم الأمنية.
النيابة العامة السودانية أصدرت مذكرات توقيف بحق شخصيات بارزة منهم، مثل عبد الله حمدوك وياسر عرمان وخالد عمر يوسف، بتهمة “التآمر على النظام الدستوري” و”التخابر” و”دعم الإرهاب”. هذه الإجراءات القانونية، إلى جانب العزلة الإقليمية المتزايدة، تُشير إلى بدء النهاية السياسية لهذه الكيانات.
السودان.. من الانهيار إلى عتبة النصر
اليوم، يقترب السودان من طي صفحة أحد أكثر الفصول دموية في تاريخه الحديث. فبينما يُغلق مضيق هرمز أبواب الأزمات الإقليمية، يُغلق الجيش السوداني أبواب الحرب ليفتح نافذة الأمل بإعادة بناء الدولة واستعادة هيبتها. الانتصار العسكري القريب سيكون مجرد بداية لملحمة إعمار تحتاج إلى وحدة وطنية تعيد٦ ترتيب أولويات السودان بعيدًا عن تدخلات الخارج.
**الخلاصة:
– إغلاق مضيق هرمز يُسرّع انهيار الدعم السريع بعد شلّ مصادر تمويله.
– الجيش السوداني يسيطر على معظم المعاقل ويُحاصر فلول المليشيا في دارفور.
– الملاحقات القانونية للداعمين السياسيين تُنهي مشروعهم وتُعيد ترتيب المشهد الداخلي.
– المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز المصالحة الوطنية وتركيز الجهود على الإعمار.
هذه اللحظة التاريخية ليست انتصارًا عسكريًا فحسب، بل إعادة تعريف لمسار السودان نحو الوحدة والأمن، بعد أن كادت المليشيات المدعومة إقليميًا أن تُحوله إلى دولة فاشلة.