
الكل في بلادنا ضد الكل ، ففينا من يؤيد الجيش الذي يرد كثير من المدن إلى حضن الوطن ، يدخلها عنوة وإقتدارا ثم يعتقل بعض المواطنين بحكم أنهم مرتزقة تعاونوا مع العدو ضد الوطن ، وكم من بريء فيهم ؟
ومنا من يؤيد الدعم السريع بل قد يشاركه القتال أو يفرح لتقدمه فيدخل بلادا كانت آمنه مطمئنة ليشرد الآلاف ويعتقل المئات وذلك بعد قتل العشرات وأسر مئات آخرين فيموت منهم من يموت تحت التعذيب والحرمان من أبسط حقوقهم حتى أنهم ليحرمونهم مواراة أجسادهم الطاهرة بالتراب تحت ذريعة التخابر لصالح الجيش وجلهم براء !
نحارب حميدتي لأنه يعتقد أنه تملك على دارفور ويسعى لضم الخرطوم وفي نفس الوقت يظهر حليف الجيش حاكم الإقليم الدارفوري ليعايد على شعب إقليمه ومن خلفه خارطة تضم جزءً من الولاية الشمالية !!! فمن العدو ومن فيهم الصديق !!؟
أخرجنا العدو بحمد الله وقوته ثم بإرادة جيشنا العظيم ومساندة المستنفرين من الشعب الأبي والقوات المشتركة التي من إحدى مكوناته حاكم إقليم دارفور الذي أغضب والي الولاية الشمالية وأغضبنا نحن بإعلان حرب مبطنة ومؤجله في نفس الوقت ليخرج علينا نائب رئيس مجلس السياده محذرا من سقوط الفاشر لأن (الأبنص) الثاني حسب تعبيره سيوصل الدعم السريع بورتسودان وأبوحمد (كأنه يوحي لهم أنهم قادرون على ذلك بقليل جهد) فمن العدو ومن الصديق ؟
بل إن البعض ليتحدث عن إمكانية جلوسهم في تفاوض مع الدعم الذي يحمل السلاح ويقاتل ولكن يؤكد إستحالة مفاوضة قحت لأن في إعتقادهم (حسبما أمليَ لهم) أن قحت هي الجناح السياسي للدعم السريع فمن منهم العدو ومن الصديق!؟
الحرب في بلادنا تحتاج إلى من يوجهنا إلى عدونا حتى نتفق ، كل ما أخشاه أن يكون السودان في معترك مستمر تقاتل كل مجموعة أختها حتى تراق آخر قطرة دماء ولا شك أنها دماء مدني .