كتاب واراء

أوتاد وأبعاد ..صلاح صالح خليل يكتب: خذلنا السيد مدير التعليم ولم نفاجأ

أوتاد وأبعاد : صلاح صالح خليل

كم كنا ناصحين للمهتمين بأمر التعليم بولاية كسلا خاصة والولايات الأخرى عامه وعلى رأسهم مدير عام التعليم حفاظا على أرواح الطلاب والمعلمين وحقوقهم وإستقرار العام الدراسي ونجاح العملية التعليمية ، لكنه أصم أذنيه عن النصائح وإتبع الساسة بالولاية .

كم حذرنا مسؤولي التعليم والولاة وحكوماتها أن العمل في موسم الأمطار معناه إعدام بالجملة ، فليست ولاية كسلا هي المدينة فقط فهناك أرياف في كسلا أرقى بيوتها (من الجالوص) وكذلك مدارسها وكثيرا ما تفشل مثل هذه المباني في مقاومة تلك التضاريس وبداخلها الطلاب ناهيك عن الأفاعي والحيات والحشرات السامه ، كم حذرنا من تلك المدارس التي كانت تصان كل عام أنها ما رأت صيانة أكثر من ثلاث سنوات لما تمر بها البلاد من ضائقة .

كم حذرنا أن المواطن ما عاد قادرا على تحمل نفقات الدراسة من جيبه الخاوي من (حق الفطور) ، كم حذرنا أن الطالب ما عاد مهيأ نفسيا بسبب ضغوطات الحياة التي صار يشاركها مع والده رغم نعومة أظفاره .

كم حذرنا من إستقرار العام والمعلم لم ينال راتبه لأكثر من ثمانية أشهر وقد تم هضم منح الأعياد والمرتبات رغم إستلامها من المركزية حسب تصريحات جبريل مع تقليص بدل الوجبة إلى أقل ما يمكن وإلغاء بدل السكن من سيادة رئيس الوزراء وعدم تدخل رئيس المجلس السيادي وتغافل تام من قبل المواطن والشارع السوداني حتى جعلوا المعلم كجيفة تنهال عليها الأكلة من كل مفرقة من أعلى مسؤول إلى أقل مواطن ، تركوا المعلم وحده في ساحة الحرب دون سند ، ما يدل على تفكك مجتمعي لا ينكره إلا مكابر ، علما بأن هذا المعلم هو أول من ساند الجيش في قضية الوطن كما كان أول منادٍ لحماية الأوطان ، فلبى الجميع النداء وصاروا شركاء الجيش فأين شركاء المعلم ؟

هذه الحرب الذي يخوضها المواطن مع الجيش هي لإنقاذ البلاد ومؤسساتها من الدمار ، وحرب المواطن والمعلم من أجل حقوقه هي لإنقاذ مستقبل البلاد .

خذلنا مدير عام التعليم بولاية كسلا بقراره فتح المدارس ولم نفاجأ به وذك لأن كل مسؤول يأتي إلى هذه الولاية يأتمر بأمر ساستها متناسيا من أين أتى ، ولو فرح البعض بمثل هذه القرارات فماذاك إلا لأنهم لا يعلمون أنه عندما تأتي الطامة تعم الجميع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى