تحقيقات وتقارير

حلفا الجديدة… مدينة تنهض بالمبادرات الشعبية وسط غياب حكومي مريب

مبادرات شعبية تسد الفراغ الحكومي ..أين تذهب الإيرادات؟

هل ستستيقظ حكومة كسلا وتعيد الاعتبار لحلفا الجديدة؟

 

تقرير : نادر عبدالله 

في ظل غياب حكومة ولاية كسلا عن تنفيذ مشاريع تنموية ملموسة، تواصل مدينة حلفا الجديدة الاعتماد على جهود أبنائها في سد الفجوة الخدمية، حيث باتت المبادرات الشعبية هي المحرك الأساسي للتنمية في المدينة، رغم أن حلفا ترفد مالية الولاية بمليارات الجنيهات من عائدات بيع الميادين والمساحات العامة بجانب الرسوم المفروض على السعلة والعائدات الزراعية. 

مبادرات شعبية تسد الفراغ الحكومي

من أبرز المبادرات التي شهدتها المدينة مؤخراً، قيام شعبة أصحاب المحطات بحلفا ونهر عطبرة، بمشاركة جميع أصحاب الطلمبات، بصيانة وتأهيل عنبر الجراحة نساء بمستشفى حلفا الجديدة، بتكلفة تجاوزت 30 مليون جنيه.

 وتعد هذه المبادرة نموذجا حيا لتكاتف المجتمع المحلي في مواجهة الإهمال الرسمي.

كما يجري العمل على مبادرات أخرى لصيانة عنبر الأطفال والصرف الصحي وبنك الدم، في ظل غياب أي دعم حكومي مباشر، ما يعكس حجم المسؤولية التي يتحملها المواطنون للحفاظ على ما تبقى من الخدمات الصحية في المدينة.

أين تذهب الإيرادات؟

رغم العائدات الضخمة التي تحققها المحلية من بيع الميادين والساحات والشوارع، إلا أن سكان حلفا الجديدة لا يرون أثرا لهذه الأموال على أرض الواقع. ويطرح المواطنون تساؤلات مشروعة: أين تذهب إيرادات المحلية؟ .

ولماذا لا تُخصص هذه الأموال لتحسين البنية التحتية؟

ومن يراقب أداء الحكومة المحلية ويحاسب على غياب المشاريع؟

مستشفى المدينة… نموذج للغياب الرسمي

يعد مستشفى حلفا الجديدة النموذج الأوضح لغياب الحكومة، حيث يتم تأهيله وتشغيله بالكامل عبر المبادرات الأهلية. من شراء الأجهزة والمولد الكهربائي « الذي سنعود له بالتفاصيل » إلى صيانة المباني، يتكفل المواطنون بكل شيء، في ظل تجاهل حكومي مستمر.

سجل حكومي خالٍ من الإنجازات

منذ سنوات، تعاقب على ولاية كسلا عدد من الولاة، إلا أن أياً منهم لم يفتتح مشروعاً تنموياً واحداً في حلفا الجديدة. هذا الغياب المزمن دفع الأهالي إلى فقدان الثقة في الوعود الرسمية، والاعتماد على أنفسهم في كل ما يتعلق بالتنمية والخدمات.

هل ستستيقظ حكومة كسلا وتعيد الاعتبار لحلفا الجديدة؟

حلفا الجديدة اليوم ليست مدينة مهمشة فقط، بل نموذج صارخ لغياب الدولة عن واجباتها، مقابل حضور شعبي قوي يسعى جاهداً لتوفير ما يمكن من خدمات. وبينما تتكدس الإيرادات في خزائن المحلية، يبقى السؤال الأهم:

هل ستستيقظ حكومة كسلا وتعيد الاعتبار لحلفا الجديدة؟ أم أن المبادرات الشعبية ستظل وحدها تحمل عبء التنمية؟نواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى