كتاب واراء

صرير القلم : د. معاوية عبيد : الإحسان و عطاء الديوان قمة الإيمان

صرير القلم : د. معاوية عبيد

الاحسان هو الإتيان بالمطلوب شرعا على وجه حسن والإحسان بذل المعروف لعباد الله من قول أو فعل أو مال أو جاه ، وحقيقة الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأن تبذل ما تستطيعه من النفع والخير للبلاد والعباد ، و عطاء الديوان كان قمة الإحسان ، و قمة الإيمان من ثُلة نَذَرت نفسها لخدمة المجتمع و صون كرامة الإنسان، إن نَفْرة عطاء الإحسان ( ٤ ) و التي نظمها ديوان الزكاة ولاية القضارف تحت رعاية وزير الموارد البشرية و الرعاية الإجتماعية و التي سَماها أم النفرات لما تحمله من خير وفير ، و جاءت تحت إشراف والي الولاية الذي أثني علي ديوان الزكاة بالولاية الذي كان سنداً وعضداً لأهل الولاية و الوافدين إلي الولاية بسبب الحرب الذين أكرم وفادتهم و اعادتهم إلي ديارهم برحلات منتظمة و جاءت تحت إشراف الأمين العام لديوان الزكاة والذي وصف الولاية بأنها سلة غذاء السودان بخيراتها التي لم تبخل بها علي باقي الولايات ، و جاءت نفرة الاحسان احساناً لأصحاب الحاجات و هي تحمل في جعبتها الكثير من برامج التنمية ودعم الفقراء و المحتاجين هي فعلا عطاء الاحسان كيف لا وقد ذكر سبحانه و تعالي في سورة النساء الآية (٣٦) : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) ، كل هذه الشرائح التي ذكرها القرآن كانت حاضرة في نفرة عطاء الاحسان (٤) التي شملت أكثر من (١٥٥) ألف أسرة بتكلفة تجاوزت ال(٢٤) مليار جنيه ، مستهدفاً أكثر من (١٤٨) ألف أسرة من الفقراء دعماً عينياً و نقدياً و أكثر من (٢٠٠٠) أسرة من المساكين بالمشاريع الانتاجية التي ملأت ساحة الاحتفال ، و كان هنالك دعماً للغارمين بإستهداف عدد (٢١٥) غارم ودعم أسر شهداء معركة الكرامة (٨٢٨) أسرة، كل تلك المساعدات من ديوان الزكاة تشهد علي عظمة العطاء و عظمة دافعي الزكاة و تكون شهيداً عليهم يوم القيامة و شهيداً علي اؤلئك الذين عظموا هذه الشعيرة ( أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) فتلك غاية الإحسان ، و غاية الإحسان أن تكفل يتيماً و تمسح علي رأسه كما حث النبي صل الله عليه وسلم بذلك و قال : ( أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنة و أشار بإصبعيه السبابة و الإبهام ) ، وجاء عطاء الاحسان بكفالة أكثر من عشرة الف أسرة يتيم ، وكما جاء في معني الحديث ( الْإِحْسَانُ إِلَى الْيَتَامَى بِكَفَالَتِهِمْ وَبِرِّهِمْ وَجَبْرِ خَوَاطِرِهِمْ وَتَأْدِيبِهِمْ، وَرِعَايَةِ مَصَالِحِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ. وَالْإِحْسَانُ إِلَى الْمَسَاكِينِ بِسَدِّ خَلَّتِهِمْ، وَدَفْعِ فَاقَتِهِمْ، وَالْحَضِّ عَلَى ذَلِكَ ) . 

و قال الشاعر أبو الفتح البستي في الاحسان : 

زيادةُ المرءِ في دنياه نقصانُ

 وربحُه غيرَ محضِ الخير خسرانُ 

أَحْسِنْ إلى النَّاسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهم 

 فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ 

مَن جادَ بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطبةً إليه والمالُ للإنسانِ فتَّانُ

 أَحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرَةٌ 

 فلن يدومَ على الإنسان إِمكانُ 

حيَّاك مَن لم تكنْ ترجو تحيَّتَه 

لولا الدَّراهمُ ما حيَّاك إنسانُ

التحية لديوان الزكاة ولاية القضارف و هو أحد الأعمدة الأساسية بالولاية في معالجة قضايا الفقر و إحداث النهضة والتنمية الإجتماعية و بتلك النفرة التي ستعود بالنفع على المستهدفين، و التحية.

  للعاملين بديوان الزكاة و لدافعي الزكاة و للمستفيدين من تلك المشروعات بأن يصبحوا منتجين و دافعين للزكاة حتي يخرجوا أخوة لهم من المسغبة و الفقر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى