تحقيقات وتقارير

شباب كسلا يشعلون شرارة الاحتجاجات ويؤكدون ميدان العامرية ليس للبيع !    

من ساحات اللعب إلى صفقات البيع… هل تتحول الميادين إلى سلعة في ولاية كسلا ؟

بيع الميادين تهديد للنسيج الاجتماعي وتفشي انتشار المخدرات وسط الشباب

كسلا : نادر حلفاوي 

تشهد ولاية كسلا هذه الأيام موجة غضب شعبي متزايدة على خلفية ما وصفه المواطنون بـ”الاعتداء المنظم” على الميادين والساحات العامة، وذلك بعد تأكيدات حول نية حكومة الولاية بيع الميدان الوحيد المتبقي في حي العامرية، المعروف باسم “كيمو”، مما أشعل احتجاجات واسعة قادها شباب الحي.

وفي مشهد يعكس حجم الاستياء الشعبي، خرج العشرات من شباب حي العامرية في وقفات احتجاجية مؤكدين رفضهم القاطع لسياسات حكومة كسلا التي وصفوها بأنها “تتاجر في المساحات العامة” على حساب حقوق المواطنين. 

وقال أحد ممثلي الشباب خلال مخاطبته المحتجين: “ميدان كيمو هو اخر ما تبقى من 19 ميداناً تم بيعها سابقاً، ولن نفرط فيه مهما كلف الأمر. واضاف بأن هذا الميدان يمثل روح الحي ومتنفسه الوحيد، وموقفنا واضح: ميدان العامرية ليس للبيع”.

واشار أحد الشباب أن بيع الميادين لا يعكس فقط غياب الرؤية التنموية، بل يكشف عن عجز إداري واضح في إدارة موارد الولاية، مشيرا إلى أن الاعتماد على بيع الشوارع والساحات لتسيير شؤون الحكومة هو “العجز بعينه”.

وتساءل عدد من المواطنين عن مصير الأموال التي يتم جمعها من هذه المبيعات، في ظل عجز حكومة الولاية عن دفع مرتبات المعلمين، الأمر الذي أدى إلى تأجيل انطلاقة العام الدراسي حتى نهاية الشهر الجاري، رغم أن ولايات أخرى، بعضها خرج لتوه من الحرب، بدأت عامها الدراسي منذ بداية الشهر.

ولم تقتصر موجة الغضب على كسلا وحدها، بل امتدت إلى مدينة حلفا الجديدة، حيث عبر المواطنون عن قلقهم من انتشار ظاهرة بيع الميادين والساحات العامة بشكل “مخيف”، وسط اتهامات مباشرة لمكاتب وزارة البنى التحتية بالتواطؤ مع سماسرة الأراضي.

الميادين تباع والشوارع تختطف!

وكشف مصدر مطلع للصحيفة أن مكاتب الوزارة في كسلا، ومكتب مساحة الأراضي بحلفا الجديدة، تشهد هذه الأيام نشاطاً مكثفاً من قبل سماسرة يسعون لبيع ما تبقى من الميادين والساحات، في ظل غياب الرقابة والمساءلة.

 مقاضاة الوزير

ويذكر المواطنة إيمان فخري كانت قد شرعت في اتخاذ إجراءات قضائية ضد وزير البنى التحتية والتنمية العمرانية المكلف، المهندس عبدالقادر محمد زين، على خلفية ما وصفته بـ”تعديات على الميادين والساحات العامة والشوارع” بمدينة حلفا الجديدة. وقد منح المستشار العام، الدكتور عبدالاله زين العابدين البشير، إذناً رسمياً بمقاضاة الوزير، في خطوة اعتبرها ناشطون بداية لتحرك قانوني وشعبي واسع لوقف هذه الممارسات.

 تهديد النسيج الاجتماعي وانتشار المخدرات وسط الشباب

ويرى مراقبون أن استمرار بيع الميادين والساحات العامة يهدد النسيج الاجتماعي ويقوض فرص التنمية المستدامة، وانتشار المخدرات وسط الشباب خاصة في ظل غياب البدائل الترفيهية والمساحات الخضراء التي يحتاجها المواطنون، لا سيما الأطفال والشباب.

ويطالب المحتجون حكومة كسلا بالتراجع الفوري عن هذه السياسات، والبدء في مراجعة شاملة لملف الأراضي العامة، مؤكدين أن الميادين ليست مجرد مساحات فارغة، بل هي جزء من ذاكرة المجتمع وحق أصيل لكل مواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى