كتاب واراء

أوتاد وأبعاد .. صلاح صالح خليل : ومازال معلم كسلا ينازع الولاية في حقه

أوتاد وأبعاد : صلاح صالح خليل

تساءل البعض هل جماعة (ألزم بيتك كانوا على حق) ؟ نعم جماعة ألزم بيتك كانوا يعلمون أن الولاية سوف تسوف مرتباتهم وليس ذاك بعلم للغيب ، بل لأن سياسة الدولة تجاه المعلمين أصبحت واضحة لا يختلف فيها إثنان ، لا سيما حكومة كسلا وتغول مسؤوليها على رويتب المعلم ، حتى صارت تخالطنا الظنون في سياساتهم فنرجع لنستعيذ من الشيطان ولكن نجد الشيطان الحق هو من يأكل أموال الأيتام والأرامل والفقراء والمساكين .

 فبعد أن أقعدت كسلا معلميها وتركتهم خلف ظهرها دون إيفائها حقوقهم وجعلوه تحت خط الفقر يعيش كالأيتام والأرامل في وضعه تحت حر الوطيس ، يجوع ولا يجد ما يسد رمقه يمرض ولا يجد علاجا يحتاج ولا يجد من يدعمه ، وساسة الولاية وسواسها يتمرغون على النعم من وثير مضجع إلى وثير مضجع ومن سرعة مركب إلى سرعة مركب ومن طيب مسكن إلى طيب مسكن ، يصرفون المليارات ويريدون غيرهم أن يصبر على ويلات الحرب وظروف البلد وهم في رغد من الحياة ورفاهها كأنما يعيشون في سويسرا أو اليابان ، ولكن الحياة مهما طالت فعند العارف بالله هي ساعات ولحظات فليستمتعوا من ثم تتبعهم اللعنات فالحياة بالخواتيم والعبرة بالخواتيم ثم الدار الآخرة هي دار الحيوان لو كانوا يعلمون ، ولربما وجدتهم أكثر الناس صلاة وسيماهم في وجوههم ولكن أذكرهم أن عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كان من القراء ومن أفقه فقهاء زمانه ولكن أعمى الله بصيرته فكانت العبرة لغيره بخاتمته وسولت له نفسه قتل عليا وهو ما فتيأ يرى نفسه على صواب .

 (مرتب يوليو وأغسطس جاهز للصرف) كلام يسمعه المعلم منذ أكثر من أسبوعين وكذا سيمر ديسمبر دون أن يصفر عداده (المجغوم) عكس ما وعد الوالي ووزير ماليته وثالثهم كبيرنا الذي وصف (ناس ألزم بيتك وكل من لم ينفذ سياسته من أجل حفاظه على كرسيه بالنشاذ) في خطابه المهتريء كأنه يخاطب خوارج يحملون السلاح في وجه الدوله .. وكان الله في عون كل مغلوب على أمره من أمثال هؤلاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى