كتاب واراء

أوتاد وأبعاد .. صلاح صالح خليل: ولاية كسلا التعليم إلى الفشل (1)

أوتاد وأبعاد : صلاح صالح خليل

في ظل إضرابات المعلمين وإضطراب التعليم بالولاية يتلاشى المستقبل كقطعة ثلج في (عز الهجير) ، فلا المعلم صرف حقوقه لأكثر من عام والعملة تسابق عقارب الزمن في الإنهيار ، وحكومة الولاية تشارك إنهيار التعليم بفتح المدارس دون أن توفر أبسط المقومات .

الولاية بعد أن فشلت في إيفاء المعلم حقه حتى يعود إلى حقل التعليم وفشلت في توفير الإجلاس للطلاب والتلاميذ وفشلت في تحمل نفقات التعليم أو جزء منها لجأت إلى الدعم الشعبي وتحريك المجتمع لدفع المدارس إلى العمل من عرق أولياء الأمور والغلابه والخيرين كل حسب إستطاعته ، واليوم رأيت كثير من أولياء الأمور وبعض الطلاب وهم يشترون ملابس المدرسة (من سوق الشمس) وهذا مالم يكن مشهودا من قبل ، تخيل ولي أمر يشتري ملابس مستعمله لابنه أو بنته وطالب يخرج من وسط تلك الزحمه فرحا لأنه وجد ملابس تناسب حجمه وعدد (شرطاته أقل) ، أما عن عرق الآخرين والأمراض المنقولة (فالمكوه بتجيب أجلها) حسب ذكر أحدهم ، في هذا الوضع التعيس الولاية تريد أن تترك التعليم لهذا المواطن الغلبان ! ولا ندرى هل المسؤولين يقاسمون المواطن هذا الوضع أم لا ، وإن كانت الإجابة معلومة لدى الجميع .

الأدهى والأمر من هذا أن نتفاجأ للمرة الثانيه في المنهج الذي قالوا عنه منهج جديد لطلاب الصف الأول بالمدارس الثانوية ، وقد نقدناهم كثيرا في هذا المنهج ووقت تغييره في ظل عدم إمكانية الدولة لطباعة الكتاب ، وقد سدت وزارة التعليم بكسلا أذنيها بطينه وعجينه مصرة في السير على درب الخطأ ، وقالت أنها سوف ترسل المقرر في صورة (شيتس) تخيل يا رعاك الله !

فوصلت (الشيتس) أمس الأول نهاية الأسبوع أي بعد أسبوعين من بداية الدراسة لتسلمها إلى الإدارات وتسلمها الإدارات بدورها للمعلمين بداية الأسبوع الثالث ولا وقت للمعلم للإطلاع ولا التحضير (تستلم شيتك من المدير وعلى فصلك تطلع تدرس تلخص حاجة بتخصك) ، ثم نفاجأ بأنها صور من كتاب المنهج السعودي ، تخيل الدولة تعتمد مقرر دولة مجاورة كمنهج ! من ثم ليت كان التصوير جيدا ، لا أدري أين موقف الموجهين بالولاية من هذه المهزلة ؟ ولماذا يريدون للمعلم أن يجابه المجتمع أو المقرر الذي ليس مرتبطا بأساس الطالب ؟ أين دور المهتمين بالتعليم من كل هذا ؟

التعليم بالولاية يحتاج إلى دعم أكبر ووقفه كبرى تشمل الوزير الإتحادي ورئاسة الوزراء ، ولنرفع صوتنا حتى تسمع المركزية وتعي مشكلة التعليم بالولاية وتحتويها قبل أن ندخل في حسابات معالجة الجيل الفاقد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى