الفنان التشكيلي الجزائري أسامة بن سعدي في حواره مع « أرتي ميديا» : قطر تحتضن الموهوبين وتمنحهم فضاءً للإبداع وبيئة مثالية لتطوير الإنسان والفنان
لوحاتي تمزج بين التراث العربي والفن المعاصر وتروي حكاية الهوية

حاوره بالدوحة : نادر حلفاوي
في عالم تتقاطع فيه الموهبة مع الشغف، يبرز الفنان التشكيلي الجزائري أسامة بن سعدي كأحد المبدعين الشباب المتميز في الفن التشيكلي الذي وجد في قطر بيئة خصبة للإبداع والنمو. من جدران الطفولة التي زينها بمكياج والدته، إلى معارض دولية احتضنت أعماله، يسرد لنا بن سعدي رحلته التي بدأت من الجزائر مرورًا بمراكز الثقافة ومدارس الفنون، وصولًا إلى فضاءات العرض في الدوحة.
في هذا الحوار، نتوقف معه عند محطات مهمة من مسيرته، ونتعرف على رؤيته للفن التشكيلي، وتأثير التراث العربي والإسلامي في أعماله، إضافة إلى تجربته في قطر التي وصفها بأنها بلد يحتضن الموهوبين ويدعمهم بلا حدود.
كما يوجه رسالة ملهمة لكل من يحمل بذرة الفن في داخله، داعيًا إلى التعلم والتطوير في زمن التكنولوجيا والانفتاح.
حوار حمل بين سطوره روح الفنان، وملامح من لوحاته التي تنبض بالهوية والتاريخ وهذه هي حصيله الحوار :
* الفنان التشكيلي الجزائري أسامة بن سعدي كيف بدأت رحلتك مع الفن التشكيلي؟
الفن بالنسبة لي موهبة إلهية، أعتبره مددًا من الله عز وجل، يرافق الإنسان منذ طفولته ، والدتي كانت تحكي لي أنني في سن الثالثة كنت أرسم على الجدران باستخدام مكياجها، ومن هناك بدأت علاقتي بالفن.
نشأت في عائلة مثقفة، فوالديّ وأشقائي أساتذة، وهذا وفر لي بيئة داعمة ، التحقت بمركز دار الثقافة في الجزائر، ثم درست خمس سنوات في مدرسة الفنون الجميلة، وتخصصت في الرسم الزيتي.
* كيف كانت تجربتك المهنية قبل الانتقال إلى قطر؟
بعد التخرج، عملت كأستاذ فن تشكيلي في الجزائر لمدة خمس سنوات ، ثم شاءت الأقدار أن أنتقل إلى قطر، حيث وجدت بيئة خصبة لمواصلة مشواري الفني.
* كيف ترى دعم قطر للفنانين والمواهب؟
قطر بلد يحتضن الموهوبين ويدعمهم بشكل كبير. هناك اهتمام واضح بالفن الإسلامي والتراث، وهذا يخلق بيئة مثالية لتطوير الإنسان والفنان. أنا عضو في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية منذ ثلاث سنوات، وأشارك في معارض وأنشطة فنية على مدار العام.
* حدثنا عن مشاركاتك في المعارض داخل قطر وخارجها؟
بدأت المشاركة في المعارض بالجزائر، وشاركت في العديد من الفعاليات الوطنية والدولية، وحصلت على جوائز ومراتب أولى.كما شاركت في معارض بتونس واشارك بصورة منتظمة بقطر، منها معرض “سهيل” الخاص بالصقور، ومعرض “فريج الفن” في أم صلال محمد. الحمد لله، أستطيع القول إنني حققت حلم طفولتي في الفن التشكيلي.
* ما نوع اللوحات التي تفتخر بها أكثر؟
كل لوحة لها مكانة خاصة، لكن أكثر ما أفتخر به هو الأعمال التي تمزج بين التقاليد العربية والإسلامية، مثل لوحات الخيل، الصحراء، جلسات البدو، والزخارف الإسلامية. كما رسمت شخصيات بارزة مثل الشيخ تميم بن حمد حفظه الله، وشخصيات عالمية مثل “مستر بن”.
* ما الذي يلهمك في أعمالك الفنية؟
الطبيعة والتراث هما مصدر إلهامي الأساسي. في قطر، هناك تنوع بيئي وثقافي يساعد الفنان على إنتاج أعمال ناجحة. أحب أيضًا رسم الرياضة والموسيقى، وأستلهم من التقاليد المحلية والعربية.
* هل تأثرت بفنانين معينين في مسيرتك؟
نعم، تأثرت بالرسام الفرنسي المستشرق “نصر الدين ديني” الذي عاش في الجزائر واعتنق الإسلام. كما استفدت من التعامل مع نخبة من الفنانين العرب من مصر، العراق، سوريا، السودان، وقطر، حيث نتبادل الخبرات والإلهام.
* كيف ترى تفاعل الجمهور القطري مع الفن التشكيلي؟
هناك إقبال كبير واهتمام متزايد بالفن التشيكلي ،الجمهور في قطر يحب اكتشاف حياة الفنان وأعماله، وهناك قبول واسع للفن التشكيلي، خاصة في المعارض.
* ما رسالتك الأخيرة للمواهب الصاعدة؟
أشجع كل من يملك موهبة، خاصة في الفن التشكيلي، أن يطور نفسه ويتعلم باستمرار. اليوم، مع وجود التكنولوجيا والسوشيال ميديا، الفرص متاحة للجميع وأنا أول المشجعين لأي موهبة فنية.



