تحقيقات وتقارير

عميد كلية الزراعة بجامعة كسلا د.انتصار تكشف أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في حوارها مع «أرتي ميديا»

 من المعامل إلى الحقول… كيف تصنع كلية الزراعة بجامعة كسلا جيلاً جديداً من الخبراء؟ 
 لماذا يعزف الطلاب عن التخصصات الزراعية؟ وما الحل لجذبهم مجددًا؟  
 أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في حلفا الجديدة؟

حوار : نادر عبدالله حلفاوي

في ظل التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه السودان، يظل التعليم الزراعي ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. ومن هذا المنطلق، أجرينا حواراً مع الدكتورة انتصار محمد الضي، عميد كلية الزراعة والموارد الطبيعية بحلفا الجديدة – جامعة كسلا، لنفتح نافذة على واقع التعليم الزراعي، ونستكشف رؤيتها لمستقبل هذا القطاع الحيوي، ودور الكلية في خدمة المجتمع المحلي والوطني…  

 * كيف تصفين واقع كلية الزراعة بحلفا الجديدة من حيث البنية الأكاديمية والبحثية؟

كلية الزراعة بجامعة كسلا من أوائل الكليات، وتمتلك بنية تحتية متكاملة تشمل قاعات دراسية ومعامل متنوعة (الألبان، اللحوم، الكيمياء، وقاية النباتات، الحاسوب، الإرشاد الزراعي، الهندسة الزراعية، البساتين). كما تضم ورشة للهندسة الزراعية ومزارع تجريبية إيضاحية، إضافة إلى كادر تدريسي مؤهل من حملة الدكتوراه والماجستير والفنيين. ومع ذلك، هناك حاجة لتطوير المعدات وأنظمة الري والتخزين، وتعزيز الشراكات البحثية.  

 * ما رؤيتكم لمستقبل الكليات الزراعية في السودان في ظل التحديات الاقتصادية والبيئية؟  

المستقبل واعد رغم التحديات، ويمكن تلخيص الرؤية في:  

– الحاجة المتزايدة للزراعيين مع توسع مشروعات الأمن الغذائي وارتفاع على الإنتاج المحلي.  

– مواجهة التغير المناخي وشح المياه عبر حلول عملية مثل الأصناف المقاومة للجفاف وتحسين تقنيات الري وإدارة الأراضي وغيرها.  

– تعزيز البحث والابتكار رغم محدودية التمويل.  

– التحول نحو التعليم التطبيقي وربط الطلاب بالمزارعين والشركات.  

– جذب الاستثمار وتحسين الإنتاج الغذائي كأولوية وطنية.  

 * ما أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في منطقة حلفا الجديدة؟ 

أبرز التحديات هي مشاكل المياه وتدهور الشبكات، إضافة إلى ضعف التمويل وتأخر وصول مدخلات الإنتاج، بجانب التقلبات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام الأمطار.  

 * كيف ترون تأثير التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي في المنطقة؟

التغيرات المناخية في حلفا الجديدة تؤثر عبر ارتفاع الحرارة، نقص الأمطار، زيادة التبخر، وانتشار الآفات، مما يقلل إنتاجية المحاصيل ويضعف خصوبة التربة ويزيد الضغط على موارد المياه.  

 * هل هناك تعاون بين الكلية والمزارعين بحلفا لحل المشكلات الزراعية الميدانية؟  

نعم، هناك تعاون مع هيئة حلفا الجديدة الزراعية ومحطات البحوث، إضافة إلى المشاركة في أيام الحقل والندوات، وتقديم خدمات للمدارس والمجتمع المحلي في مجالات الحاسوب والمشاتل والكيمياء.  

 * ما الدور الذي تلعبه الكلية في دعم التنمية الزراعية بحلفا الجديدة؟

الكلية تقدم تدريباً عملياً للمزارعين، تنفذ بحوثًا تطبيقية، توفر كوادر مؤهلة، وتبني شراكات مع المشروعات الزراعية لدعم التنمية وخدمة المجتمع.  

  * هل لديكم برامج تدريبية أو إرشادية موجهة للمزارعين خارج الإطار الأكاديمي؟  

 نعم، قسم الإرشاد الزراعي يقدم برامج توعوية بالتعاون مع المنظمات، مثل منظمة الأمم المتحدة للمرأة. كما تقدم الأقسام الأخرى تدريبات عملية في مجالات تصنيع الألبان والزيوت والأعلاف وغيرها من الأمثلة التي لا تحصي.  

 * ما أسباب عزوف الطلاب عن التخصصات الزراعية برأيك؟

 الأسباب متعددة،ضعف النظرة المجتمعية للتخصص واعتباره أقل مكانة مقارنة بالتخصصات الطبية والهندسية، وضعف الدعم الحكومي للقطاع الزراعي مما يجعل الخريج يشعر بعدم الاستقرار المهني، وتفضيل الطلاب لتخصصات نظرية أو مكتبية ظناً بأنها أسهل أو أرقى اجتماعيا ، وغياب مسارات مهنية مغرية بعد التخرج ، ضعف الدعم الحكومي، البيئة الدراسية الشاقة، قلة الوعي بأهمية الزراعة الحديثة، والتأثر بالتحديات الاقتصادية والمناخية.  

 * كيف يمكن جذب الشباب مجددًا نحو التعليم الزراعي وتحفيزهم للانخراط في هذا القطاع الحيوي؟ 

ربط الدراسة بسوق العمل الحقيقي وإظهار فرص العمل المتاحة في المشاريع الزراعية والشركات والمنظمات والمزارع الحديثة ، تطوير المناهج لتصبح أكثر تطبيقًا، توفير حوافز ومنح، تحسين بيئة الكليات، تعزيز الوعي بقيمة الزراعة، بناء شراكات مع المؤسسات، ودعم ريادة الأعمال الزراعية، وكلما شعر الطالب أن التعليم الزراعي مربح وعملي وله مستقبل واضح، زاد انجذابه له واستعداده للانخراط فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى