كتاب واراء
أخر الأخبار

.*حكاية من حلتنا* *يكتبها: آدم تبن*     *العصارة التقليدية زيت بطعم مختلف*  

.*حكاية من حلتنا*

*يكتبها: آدم تبن*

 *العصارة التقليدية زيت بطعم مختلف*

فى طريقى الى المنزل يرن فى أذنى ذلك الصوت الذى التقليدى الذى يخرج من العصارة التقليدية التى يجرها (الجمل) ذلك الحيوان الأليف الذى يقوده حتى الأطفال الصغار فهو يقوم بجر العصارة بعبون معصوبة حتى لايرى شيئا حوله وحركته دائرية يبدأ بالدوران حول العصارة لعصر بذرة السمسم ليخرج منه زيت السمسم أو كما يحلو للناس تسميته ب(زيت العصارة) وهو زيت برائحة وطعم مختلف عن الزيوت التى تطحن فى مصانع الزيوت فهناك فرق يعرفه الناس مابين زيت العصارة وزيت الوابورات الصناعية ، فعندما يبدأ موسم الحصاد أو (الدرت) تتدفق مختلف المحاصيل للأسواق فى الريف والمدينة ، ويبرز محصول السمسم كمحصول نقدى يجلب الأموال للمزارعين الذين ينتظرون حصاده بصبر وعزيمة، فهو الذى يملأ جيوبهم الفارغة بالنقود التى تعز على المزارعين فى وقت الزراعة لأن جلها يذهب للعمليات الزراعية التى تحتاج الى متابعة متواصلة لا تتحمل التأخير ، فالعمال لايعملون مع من يماطلهم فى سداد إستحقاقاتهم اليومية ، لذا لابد أن يكون المزارع متأهبا لسداد أجورهم قبل أن يجف عرقهم.

والعصارة التقليدية لمن لايعرفها فهى تصنع من أشجار النيم والهجليج يقوم بصناعتها عمال مهرة محليين بأيديهم المبدعة التى حباها الله بفن تقطيع الأشجار الى (عيدان) بمسميات مختلفة ، توضع على نهايتها متقلات من جولات الرملة لحفظ التوزان والضغط ، سرعان ما تخرج زيتا نقيا يستسيغه الناس ويسعون الى شرائه مهما غلاء سعره ، فهو إضافة إلى أنه يستخدم فى الأكل فهو كذلك يستخدم لعلاج لكثير من الأمراض التى تصيب الإنسان مثل الإلتهابات الصدرية وأوجاع المفاصل وقشور شعر الرأس وغيرها من الأمراض التى تحتاج الى شرح تفصيلى من أصحاب الخبرات والتجارب ، ويقوم على إنتاج زيت سمسم العصارة عمال يسوقون العصارة يسمونهم ب(العصرنجية) مفردها عصرنجى مضافا لكلمة العصارة ، يعمل على تجهيز السمسم لعصره بعد نظافته من الأتربة والأوساخ ، وبعدها يتم وزن السمسم بمقدار خمسة أمداد أو خمسة وعشرين رطل توضع داخل العصارة وتبدأ عملية الطحن وتسمى ب(الطرحة) ويكون العصرنجى داخل العصارة يدور معها ويده داخلها لمتابعة حركة السمسم حتى لا يخرج خارجها بفعل حركة الدوران والطحن المتواصل .

والعصرنجى يتابع العصارة بصورة بارعة وزكية حتى وإن خرج لخارجها إلا أن عينيه عليها حتى يصبح طحين السمسم عجينة مثل الطحنية ، عندها تبدأ المرحلة الأولى لإنتاج زيت سمسم العصارة ، بالطبع هى عملية شاقة على (العصرنجى والجمل) تستمر لأكثر من ساعة لكنهما يتحملانها ب(الصبر والأناة) دون أن يصابا بالدوار من كثرة حركة الدوران الى أن يتدفق الزيت حارا ذو طعم ورائحة زكية لا تجدها فى مكان غير العصارة التقليدية ، وأجمل منتج هو ذلك الزيت الذى يسمى ب(زيت الولد) ولمن لايعرف الولد هو عبارة عن عود يتم إصلاحه بأدوات بدائية حتى يصبح مثل القلم يوضع داخل العصارة وهو الذى يقوم بعملية الطحن حتى خروج الزيت فى المرحلة الأولى تبدأ مرحلة إخراج زيت الولد الذى يستخرج بعملية فنية لصعوبة إخراجه من تحت الولد ، وذلك بإستعمال قطعة قماش مخصصة تمتص الزيت من الداخل ولهذا الزيت زبائن معروفين يفضلونه على جميع أنواع الزيوت ، وعندما تكتمل الطرحة ويستخرج الزيت تكون أمام العصرنجى مهمة أخرى وهى إخراج الأمباز الذى يصبح علف للحيوانات وهو ذو فائدة غذائية كبيرة تفيد أهل المواشي فى عمليات التسمين وإدرار الألبان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى