من بكاء العراق إلى صدمة البحرين… لجين ترند الدموع ومحمد ترند التحليل!
الدوحة: نادر حلفاوي
في مشهد خطف القلوب قبل الكاميرات، تحوّلت دموع الطفلة السودانية لجين عمر محمد عثمان العطايا إلى حديث الشارع الرياضي، بعدما التقطتها عدسات الصحفيين وهي تبكي بحرقة عقب خسارة منتخب السودان أمام العراق على ملعب 974 في بطولة كأس العرب التي تستضيفها الدوحة
وقد لاقت صورتها انتشاراً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى رمز جماهيري يجسد شغف الأطفال السودانيين بكرة القدم، ويعكس عمق ارتباطهم بالمنتخب الوطني. هذا التفاعل الكبير مع صورتها يعبر عن الأثر العاطفي العميق للرياضة في نفوس الجماهير، خاصة الصغار منهم.
لكن الصحيفة لم تكتف بصورة الأسبوع الماضي، التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ، بل عادت لتصطاد “الترند” من جديد، وهذه المرة بعد خسارة منتخبنا أمام البحرين بثلاثية موجعة. وبينما كانت الجماهير تودع الأمل، كانت لجين وشقيقها محمد يرويان لنا القصة من زاوية مختلفة… زاوية الطفولة البريئة التي تحب الوطن بصدق وتعيش الكرة بكل جوارحها.
«أنا بكيت عشان ما قدرنا نغلب العراق، رغم إنو جمهورنا كان أكتر!» هكذا بدأت لجين حديثها، عن سبب بكاءها وهي طالبة في الصف الثاني الابتدائي، وأضافت: من الصباح متحمسة، قلت لماما تشتري لينا علم السودان، ورسمتو في وجهي، وكل السودانيين في الاستاد كانوا شايلين العلم وبيشجعوا من قلبهم.
رهان لجين مع صديقاتها في المدرسة كان أن السودان سيكرر إنجازه أمام لبنان ويهزم العراق، لكن النتيجة خذلتها، فبكت… وبكت معها قلوب السودانيين.
أما شقيقها محمد عمر سلمان ، الذي يكبرها بعامين، فكان أكثر واقعية، قائلاً: بعد الخسارة امام العراق قلت لي لجين لسه في فرصة قدام البحرين!. وبالفعل، لم تنكسر عزيمتهما، وذهبا لتشجيع المنتخب من جديد امام البحرين، لكن النتيجة كانت أقسى: «اتغلبنا تاني… بثلاثة!» تقول لجين وهي تلوّح بثلاثة أصابع يعني حتي الطيش ما قدرنا نغلبوا ونحن اصبحنا الطيش.
محمد لم يوفّر أحداً من النقد، قائلاً: لاعبينا ما كانوا جادين، ناس البحرين كانوا بشيلو منهم الكورة ساي!
وقال بحرقة مستغربا ياخي نتغلب من البحرين … البحرين نفسهم اتغلبوا من العراق والجزائر، وجونا غلبونا إحنا؟!”، وأضاف بحماس: مدربنا من المقعد ما بقوم، ولا بوجه اللاعبين! زي مدرب البحرين والعراق والسعودية ومدرب قطر ديل طوالي واقفين وبوجهوا اللاعبين.
لجين ومحمد…وجهان صغيران يعكسان حباً كبيراً للسودان، ومرآة صادقة لمشاعر جمهور لا يعرف اليأس، حتى وإن تكررت الخسائر. فهل يسمعهم من يهمه الأمر؟.






