* حد القول* *بقلم: حسن السر* *سنار.. أرض الحضارة تحتضن ملتقى الطب العلاجي وصمود الجيش الأبيض*

*حد القول*
*بقلم: حسن السر*
*سنار.. أرض الحضارة تحتضن ملتقى الطب العلاجي وصمود الجيش الأبيض*
تظل ولاية سنار رمزاً للتاريخ والحضارة، وها هي اليوم تواصل دورها الريادي باحتضان ملتقى الطب العلاجي الذي تنظمه وزارة الصحة الاتحادية في الفترة من 27 إلى 28 ديسمبر2025م، برعاية وزير الصحة الاتحادي بروفيسور هيثم محمد إبراهيم، وتشريف والي ولاية سنار اللواء ركن الزبير حسن السيد. هذا الملتقى يأتي ليؤكد أن سنار ليست فقط أرض الماضي العريق، بل أيضاً أرض المستقبل الواعد في مجال الصحة والتنمية.
يشكل الملتقى منصة لتبادل الخبرات بين الأطباء والكوادر الصحية من مختلف الولايات، ومناقشة أحدث التطورات في الطب العلاجي، وتقديم حلول للتحديات الراهنة، إضافة إلى تعزيز التعاون بين وزارة الصحة الاتحادية والولايات لتطوير الخدمات الطبية.
تعمل وزارة الصحة الاتحادية بجد لتطوير القطاع الصحي عبر:
– تحديث المؤسسات الصحية وتجهيزها بالمعدات الحديثة.
– تدريب وتأهيل الكوادر الطبية لضمان جودة الخدمات.
– توسيع برامج التخصصات الطبية بما يلبي احتياجات المجتمع.
– دعم التعليم الطبي المستمر والشراكات البحثية.
صمود الجيش الأبيض في حرب الكرامة
رغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد خلال حرب الكرامة، أثبت القطاع الصحي في ولاية سنار صلابته وقدرته على الاستمرار. فقد وقف الجيش الأبيض، الأطباء والممرضون والفنيون، في الصفوف الأمامية، يقدمون العلاج والرعاية بلا توقف، رافعين شعار:
“رغم الحاصل لازم نواصل”
هذا الشعار لم يكن مجرد كلمات، بل كان واقعاً تجسد في المستشفيات والمراكز الصحية التي واصلت عملها وسط التحديات، ليبقى المواطن السوداني محاطاً بالرعاية والاهتمام.
سنار والسلطنة الزرقاء.. تاريخ يضيء الحاضر
لا يمكن الحديث عن سنار دون التوقف عند تاريخها العريق، فهي كانت عاصمة السلطنة الزرقاء التي نشأت في القرن السادس عشر واستمرت حتى عام 1821، لتكون أول مملكة إسلامية في السودان. وقد لعبت السلطنة دوراً محورياً في نشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية، وأسست نموذجاً مبكراً للوحدة الوطنية، حيث ذابت الولاءات القبلية في إطار قومي جامع. هذا الإرث التاريخي يجعل من سنار ولاية، ذات دلالات حضارية وثقافية عميقة، تربط الماضي بالحاضر وتؤكد أن جذور النهضة السودانية تمتد إلى قرون بعيدة.
آخر القول
احتضان سنار لهذا الملتقى الصحي يعكس أن المدينة التي كانت يوماً عاصمة للحضارة، ما زالت اليوم عاصمة للصمود والإرادة. فهي تجمع بين التاريخ العريق والنهضة الحديثة، وتؤكد أن التنمية الصحية جزء أصيل من مسيرة السودان نحو مستقبل أفضل.
كسرة
سنار أنا والتاريخ بدأ من هنا
(سنار.. نور ونار)



