صديق رمضان يكتب : سلسلة شخصيات شبابية كسلاوية.. أحمد جعفر.. الإنسان إبن بيئته

تلعب عدد من العوامل دوراً بارزا في تشكيل شخصية الإنسان،وأهمها بطبيعة الحال الأسرة والبيئة المحيطة بالإضافة الي التجارب الحياتية، ومن يتتبع مشوار الشاب المهذّب “أحمد جعفر الطيب حسن”، تتملكه قناعة راسخة مفادها أن الإنسان بالفعل إبن بيئته، فهو نشأ وترعرع في بيئة صالحة انعكست إيجاباً علي أخلاقه، تعامله، طموحه ونجاحه الذي حققه حتي الآن رغم أنه مايزال في ريعان شبابه.
ولأن النشأة السليمة تسهم في تقديم إنسان متوازن يستند علي رصيد قيمي، فإن الشاب أحمد وفي سن باكرة من عمره طرق الأبواب الصحيحة او هكذا خططت له أسرته، فقبل بدء مسيرته الأكاديمية فإن المولود في العام 1987 نهل وهو طفل غط الاهاب من معين خلوة الشيخ الصافي بالحلنقة وسط، خلوة مسجد الطواحين وخلوة مسجد الحلنقة مربع 5، ومن يبدأ حياته بحفظ القرآن بالتأكيد ستمضي خطوانه الأخرى وفقا لمنهجه، بعد ذلك درس بمدرسة أنس إبن مالك بحي الحلنقة، ثم الاعتصام النموذجية الثانوية، وفي الجامعة لم يذهب بعيداً فالارتباط بالأرض والإنسان دفعه للدراسة بجامعة كسلا حيث تخرج من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال.
وقبل الإنتقال الي الحياة العملية فقد وضحت ايجابيته بوصفه شابا نشطا في العمل العام الذي برع فيه منذ ان كان عضوا في الروابط والجمعيات الأدبية والطلابية، ونائب رئيس لرابطة طلاب الحلنقة بالجامعات والمعاهد العليا، وبعد ذلك لم يتوقف عن المسير في طريق العمل اجتماعيا، رياضيا وثقافيا، باذلا وقته وجهده وماله من أجل الاسهام في ترقية الحياة، فهونائب رئيس النادي الأهلي، رئيس مجلس شباب الحلنقة بكسلا، مشرف عام معسكرات التدريب والاستنفار،عضو بمجلس شوري الحلنقة، عضو الكثير من المبادرات منها مبادرة أبناء الشرق بالخدمة المدنية.
مهنيا.. فإن محطاته متعددة وقد اكسبه ذلك خبرة تفوق سني عمره، فقد عمل بوزارة المالية والاقتصاد بولاية البحر الاحمر في الفترة من اغسطس 2012 وحتي 2 فبراير 2014م، ثم عمل بكسلا في محليات حلفا الجديدة، كسلا، وهمشكوريب وعمل كذلك في أمانة حكومة الولاية مدير تنفيذي لمكاتب عدد من الدستوريين، وايصا عمل بوزارة الصحة مدير إداري لمستشفي كسلا التعليمي، وأخيراً بوزارة المالية في الادارة العامة للبترول ثم مديرا لمكتب مخلية حلفا الجديده ونهر عطبرة.
بالعودة الي ما اشرنا إليه آنفا بأن مقولة الإنسان إبن بيئته تتجسّد في مشوار الشاب أحمد، فإن هذا يتضح جليا من خلال المدارس الحياتية التي كان لها تأثير في تشكيل وعيه وشخصيته، وابرزها مدرسة والده الذي تعلم علي يديه العمل العام منذ سن باكرة من عمره، كما أن والده عمل علي اعداده ليكُن قائدا في المستقبل من خلال تشجيعه علي العلم والتعلم والثقافة عبر مكتبه بالمنزل، وكان يحضر له المجلات والصحف يومياً ليسهم في تفتيح مداركه وغرس الثقة في نفسه.
كما اتاح له والده فرصة ومجال كبير لمعرفة أساليب وطرق تطوير الفرد حيث، كان والده من كبار موظفي المجلس التشريعي ويتمتع بخبرات كبيرة في عمل المجلس ولجانه إضافة لعلاقاته الطيبة بالمجتمع الكسلاوي خاصة أن والده رياضي مطبوع ومن الفلتات الكروية ولعب في معظم أندية كسلا الكبيرة والمملكة العربية السعودية ومن القابه المشهورة جعفر قاقارين و قاقا واخرين ينادونه بالبطل.
ايضا استفاد الشاب احمد جعفر من مدارس حياتية أخرى تتمثل في المعلمين الذين كان لهم أثر في تفوقه وكان معجب بشخصية الأستاذ عبدالدائم علي منصور والأستاذ المرحوم حامد إدريس اشبو ومحمد نور واستاذ يعقوب والأستاذ عبدالقيوم عبدالكريم، وهؤلاء من اساطين التربية بكسلا الذين اسهموا في تخريج أجيال مشبّعه بالعلم والوعي.
كما ان أسرة الشاب أحمد كانت لها دور كبير في صياغة نشأته خاصة عمه حسن الطيب حسن واخواله موسي محمد علي والدكتور علي موسي والدكتور عبدالقادر فكي واجداده اشبو عمر مدير الحج والعمرة والشيخ احمد أحمد حامد رئيس لجنة الاختيار للخدمة العامة وخاله الاستاذ محي الدين لبوت.
وكذلك كان لارتباطه بزعامات وقيادات قبيلة الحلنقة العريقة أثر إيجابي في إضافة بُعد آخر علي شخصيته ومنهم المرحوم إبراهيم آدم محجوب وسليمان مالك ومحمد جلاد بابكر ووكيل الناظر بابكر مالك، واكتسب خبرة كبيرة من خلال اجتماعات القبيلة واستفاد من تجاربهم وخبراتهم الثرة في العمل الاجتماعي والخدمي خاصة سيد القوم الشيخ الجليل الناظر مراد شكيلاي، وكذلك جده خال والده المرحوم مالك حسب الله من القيادات التاريخية لقبيلة الحلنقة.
وقياسا علي كل ذلك فإن الشاب أحمد جعفر من الكوادر المؤهلة التي نتوقع ان تلعب أدوار مؤثرة تصُب في مصلحة ولاية كسلا لما يتصف به من أخلاق وتأهيل وخبرة عملية وحياتية.