كتاب واراء

عبدالقادر أبوالبشر يكتب : نصرالدين عبدالفتاح.. قسوة المدافع على الأعداء و دمعة الحنان لأبناء الوطن

بقلم : عبدالقادر أبوالبشر 

في قلب المعركة، تتداخل أصوات المدافع مع صرخات التحدي، يقف رجل أشبه بالحصن المنيع، لا تزعزعه العواصف ولا تنال منه المحن… اللواء ركن نصرالدين عبدالفتاح محمد، قائد سلاح المدرعات، الذي أصبح اسمه مرادفاً للصمود والانتصار .

فمنذ اللحظة الأولى لتمرد المليشيا في الخرطوم، ظل نصرالدين ممسكاً بالزناد، مرابطاً في الخطوط الأمامية بمنطقة الشجرة، يواجه الخطر وجهًا لوجه.

أكثر من خمسين هجوماً مسلحاً اندفع نحو المدرعات في محاولات يائسة لاقتحامها والسيطرة على العاصمة، فكان لهم بالمرصاد، يذيق المتمردين أشد أنواع العذاب ويقلب حساباتهم رأساً على عقب، حتى أفشل أكبر مخطط مدعوم إقليمياً ودولياً لإسقاط الخرطوم وابتلاع السودان.

لم يسبق لي أن التقيته وجهاً لوجه، وكنت أظنه قاسياً جاف المشاعر، كقسوة جنزير دباباته التي لا تعرف الرحمة.

لكني رأيته هذه المرة وسط جنوده ومصابي الحرب، فوجدت وجهاً آخر… وجهاً إنسانياً حانياً. وعندما ارتفعت أنشودة الوطن بين الحضور، سالت دموعه الساخنة، وحاول أن يخفيها وهو يهلل ويكبر، محاطاً برجال فقدوا أطرافهم أو أقعدهم الشلل، فراح يحتضنهم واحداً تلو الآخر، يربت علي أكتافهم ويزرع في قلوبهم الأمل كما زرع في الميدان النصر.

كنت أحمل الكاميرا حينها، وعدستي توثق وإلتقطت هذه الصورة ، تلك اللحظة النادرة… لحظة تذوب فيها صورة القائد الصارم لتكشف عن قلبٍ نابض بحب الوطن وأبنائه. حينها أدركت أن قسوة نصرالدين ليست إلا سيفاً مسلطاً على رقاب الخونة الذين انتهكوا العروض ونهبوا البيوت وباعوا الوطن، أما لأبنائه، فهو الحصن والملاذ الآمن والدمعة التي تبلسم الجراح.

هنيئا لك أخي صاحب الإسم (نصرالدين) الأخ العزيز وحفظك الله من كل شر وسوء .ودمت ذخرا للدين والوطن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى