أوتاد وأبعاد .. صلاح صالح خليل : صكوك الغفران من سجمان إلى سجمان
أوتاد وأبعاد : صلاح صالح خليل

في حرب تدور رحاها معطلة دواوين الدولة مفككة للأسر وكل الروابط الإجتماعية جعلت المواطن بين شهيد وجريح ومبتور ومسلوب ، حرب عطلت عجلة التنمية ومسيرة التعليم والزراعة وعطلت العقول ومن قبلها عطلت القضاء راهنة على دستور جديد اسمه العلمانية ، حرب أعلن طرفاها منذ الطلقة الأولى أن المنتصر فيها خاصر لتبدل الأقوال في الدهاليز المغلقة كلٌ لصالح جهته وليس للمواطن فيها ناقة ولا جمل وهو أكثر من يدفع ثمن فاتورتها من ممتلكاته وقوته وروحه وأعضائه وصحته الجسدية والنفسية حتى صرخ عالياً (لا للحرب) فخون بصراخه لأنه إختار عكس ما يبتغون .
يعجب الإنسان من محاكم تحكم على البعض بإنتمائهم للمليشيا المتمرده حسب شهادات البعض ولو كان زوراً متناسين شهادة الزور من كبراء زمانهم في إغتيال الشهيد أحمد الخير ، فنسمع بأحكام قضت ب10 أو 20 سنه سجن لتعاونه مع المليشيا حسب شهادات الشهود (وقد يكون فيهم غير الخلص) أو بعض الصور من الهاتف ، بينما يعود من أسقط ولاية الجزيرة ووصل حتى حدود ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل مهددا شرق البلاد وشماله فتستقبله الحكومة إستقبال الفاتح العائد والبطل المقدام ، فيُرفع مكانة هذا رغم فعاله لأنهم أرادوا له رفعة ويُسقط هذا بل يُزج في غياهب السجون رغم براءته لأنهم أرادوا له ذلة ، والسؤال من يملك في هذه البلاد صكوك الغفران ؟
ما ٱلمني في كبدي ومعدتي وكل أحشائي ظهور المصباح وهو يرسم ويخطط سيناريو إستقبال البطل العائد “البقال” من طائرته في مطار بورتسودان ، وهو يتلمس له بعض البراءة ويفصل له الغفران رغم إعلانه نفسه والياً للخرطوم وإرتكابه فيها ما إرتكب !!! وإنى لأخشى أن يعود حميدتي من بعد ثم يجد من يصك له غفرانا ، ولا عزاء لبلد سوت بالأرض ولا عزاء لمواطن شريف ،
فلا بد أن يمتثل هذا المصباح أمام القضاء السوداني ويدلي بدلوه كفرد ومواطن سوداني ‘ليس إلا’ في شهادته لصالح هذا البقال ويقنع القضاة والعامة أن والي الخرطوم المتمرد والذي كان يرسل (لايفاته) ببزته العسكرية والمليشيا يتحمسون ويهتفون من حوله أنه لم يقتل ولم يحرض أحد على القتل والإغتصاب وعلى كل المدونين جمع فيديوهات هذا المعتوه دليلا على بطلان شهادة من يحمل له صك الغفران ، فهذه الدولة للقانون طالما فسدت فيها السياسة .
إنها المكانة التي نريدها للقضاء السوداني وقوات الشعب والقوات النظامية الأخرى والمواطن السوداني المكرم وعلى رأسهم قائد الجيش (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) .