حكاية من حلتنا* *يكتبها: آدم تبن* *روح بارا ومر بأم روابه*
*حكاية من حلتنا*
*يكتبها: آدم تبن*
*روح بارا ومر بأم روابه*
إرتفعت الروح المعنوية لأغلب أهل السودان بالنصر الذى سطرته قوات الشعب المسلحة ومعاونيها من القوات الأخرى بتحريرها مدينة بارا ظهر أمس الخميس ودخولها عنوة وإقتدرا مسطرة ملحمة بطولية أفرحت الشعب الذى إكتوى بنار حرب الخامس عشر من أبريل وياله من فرح عظيم خرج إليه الناس طواعية مبتهجين ومسرورين بعودة بارا أم لبخ كما يحلو لأهلها تسميتها وغنا المغنى ليمون بارا يا أخونا شيلوا الجلالة كما لم تغنى من قبل ، فهذه المدينة تعتبر سودان مصغر يسكنها الجميع وتحتضن من يأوى إليها فهى كالأم الرؤوم تحب كل أبنائها تفرح بعودة أحدهم وتحزن بغياب أحدهم ، فهاهم أهل السودان يفرحون بعودتها الى حضن الوطن كما حزنوا عليها عندما كانت تحت سيطرة المليشيا التى أفسدت فيها فسادا عظيما هجرت أهل المدينة وريفها وأعتدت عليهم قتلا ونهبا وترويعا وأحالت حياتهم الى نزوح وهجرات لم يتوقعوا أن يعيشوا فصولها ويحكون حكاياتها الحزينة ، فقد فقدوا الأرواح والأموال والممتلكات والطمأنينة التى كانت عنوان مدينتهم الخضراء .
نعم عادت مدينة بارا المحررة لتلحق برفيقاتها المحررات بداءا بالخرطوم الولاية ومدنها الخرطوم وبحرى وأم درمان والجزيرة الخضراء تتقدمها مدينة مدنى السنى ومدن ولاية سنار السلطنة و الزرقاء سنجة والدندر والسوكى جبل موية ومدن ولاية النيل الأبيض القطينة ونعيمة ومدن ولاية شمال كردفان أم روابه والرهد أبو دكنه وكازقيل والبقية تأتى بإذن الله تعالى مادام أبناءنا الذين يقاتلون المليشيا يحملون الوطن فى قلوبهم عزة ورفعة ومنعة بمعنويات ترتفع نصرا بعد نصر ينشدون مع الحاردلو طبل العز ضرب ياالسارة قومى خلاص ، وهاهى طبول الفتوحات والنصر تتوج بنصرا باهرا مهره الأرواح الطاهرة التى لبت نداء ربها مدافعة عن بقعة عزيزة من الوطن ، فكانت بارا واسطة العقد الذى سينضم حبة حبة الى أن يكتمل عقدا فريدا تنسجه أيادى أبناء السودان شرقا وغربا شمالا وجنوبا ولما لا فهو وطن الجدود نفديك بالأرواح نجود وطنى ، وغدا تشرق شمس مدينة بارا حين يلتف أبناؤها حولها لتعود مدينة خضراء مكتملة البهاء كأنها عروس فى ليلة زفافها .
ولما كان النصر الذى توجته القوات المقاتلة فى أرض كردفان الغرة أم خيرا جوه وبره تتقدمها الفرقة الخامسة هجانة أم ريش ساس الجيش ومتحرك الصياد الذى سيكون صائدا ماهرا لصيد ماتبقى من المدن التى لاتزال تعبث فيها المليشيا فسادا وظلما لم يكن أحدا من أهل السودان يتصوره ، يقول محدثى وهو من قرى ريفى جنوب بارا يقول : أن المليشيا رسمت لنفسها صورة قاتمة عند المواطنين فهى لم تتورع فى إرتكاب مختلف الجرائم التى لم تكن تعرفها القرى أو حتى تسمع بها ، فكيف لها أن تجد منا القبول والتعايش معها ، فعندها قرر المواطنون جميعهم النزوح وترك قراهم خاوية على عروشها تحدث القادمين عن ظلم وقع عليهم جعلهم يغادرون قراهم كرها ، فيالها من وصمة عار تظل عالقة بالمليشيا عند ذكرها، وبالتأكيد بعد تحرير مدينة بارا سيعود مواطنوها النازحون الى مدينتهم الخضراء ليستظلوا بظلال أشجارها الوارفة التى تقف شامخة شموخ أهل السودان ، فهى مدينة خضراء بأشجار النيم واللبخ وبساتينها الخضراء وحوض مياهها العذب وفوق ذلك إنسانها المضياف الذى وجد نفسه بين عشية وضحاها نازحا بعيدا عنها وهاهى أقدار الله تعيده تارة أخرى إليها مستبشرا بالنصر والتحرير الكبير ، وصوت المرحوم عبد الرحمن عبدالله الشهير بود بارا يعانق آذانهم *روح بارا ومر بأم روابه*