Uncategorized
أخر الأخبار

حكاية من حلتنا* *يكتبها: آدم تبن*    *يا حكومة الأمل فيك الأمل*

.*حكاية من حلتنا*

*يكتبها: آدم تبن*

 

*يا حكومة الأمل فيك الأمل*

 

فى ريفنا الحبيب لايكاد بيت من البيوت يخلو من وسيلة نقل محلية من الدواب وهى الخيل والجمال والحمير فالحاجة إليها ملحة وضرورية فهى وسيلة مواصلات تقليدية بكارو أو بدونه قادر على طى المسافات بين القرية والقرى الأخرى والبلدات الزراعية و(البلدات ) هى مسمى متعارف عليه عند المزارعين يطلق على المزارع الصغيرة التى تزرع فيها

المحاصيل خلال موسم الأمطار وتستخدم وكذلك يستخدمها الرعاة فى رعى مواشيهم خاصة الأبل والأغنام (الماعز والضأن) لبطء حركتها وكثرة عدديتها وإنتشارها فى مساحات واسعة علاوة على إستخدامها فى جلب الماء من الآبار والحفائر ، إضافة الى حمل الحطب والمحاصيل الزراعية المنتجة من البلدات الصغيرة ، وتعتبر حيوانات صديقة لأهل الريف فهى مطيعة يقودها الأطفال وقليلة الأذى وغذائها متوفر من مخلفات المنتجات الزراعة مثل الذرة والفول والكركدى والبطيخ فلا حاجة لشراء غذاء لها من الأسواق وتكلفة شراؤها مقدور عليها ، حتى وقت قريب كانت هذه الدواب تهدى للبعض أو تأمن الى أحدهم ليستخدمها فى مساعدته فى قضاء حاجياته المنزلية ، إلا أنها فى خلال فترة الحرب إرتفعت أسعارها بصورة كبيرة لتوقف سيارات النقل العام أو الخاص التى تستولى عليها المليشيا وترغم أصحابها بالتخلى عنها دون مراعاة لحاجة صاحبها.

 

وحكاية من حلتنا تنقل مشاهدات لقارئها اللماح الذى يقرأ بين سطورها مانود أن ننقله بالقلم ، ومعروف أن وسائل النقل التقليدية فى الريف السودانى تأثرت بالعولمة منذ سنوات خلون ، فقد ظهرت البكاسى واللاندروفر والرينجل تجوب الأسواق والقرى إلا أنها سرعان ما أختفت وتبدلت بسيارات الدفع الأمامى فكانت سيارة الأتوس الكورية تشق الرمال والوديان كأنها صنعت خصيصا لها ، تحمل فى داخلها المسافرين وأمتعتهم رغما عن حجمها الصغير ، إلا أنهم يصلون دون عناء فى رحلة الوصول الى أهلهم ، إلا إن دخل التوكتوك كوسيلة سريعة تتحرك بأقل عدد من الركاب وفى زمن قياسى يقطع المسافات ، وهكذا تبدلت وسائل الحركة ولم يعد المسافر ينتظر فى المحطات لفترات طويلة ليظفر بوسيلة مواصلات تنقله الى وجهته المحددة وبالطبع كانت فترة الحرب من أسوأ الفترات التى عاشها المواطن خلال تواجد المليشيا بمنطقته ، فلم تعد الطرق آمنة كما كانت من قبل واللوارى والبصات التى تنقل المسافرين تضاعف أسعار تذاكرها لأكثر من ضعفين لتتمكن من توفير المبالغ التى تأخذ كرسوم عبور تدفع فى الارتكازات جيئة وذهابا فيالها من معاناة تحملها المواطن البسيط دون ذنب جناه.

 

وهاهى الحياة الطبيعية تعود إلى كثير من الولايات التى تحررت من قبضة المليشيا وظهرت مختلف وسائل النقل العامة والخاصة على الطرق القومية عابرة للولايات لا تتوقف إلا عند نقاط التفتيش أو إنزال أحد الركاب أو عطل فنى أصابها أثناء حركتها ، وهذه نعمة على المواطن أن يشكر الله عليها ، وتقلص الزمن الذى كان يستغرقه المسافر فى طريقه وإستتب الأمن فى الطرق فلم يعد للشفاشفاه وقطاع الطرق وجود بفضل الرقابة الأمنية المفروضة على الطرق ، إلا أن تلك الجهود التى أحسها المسافر والسائق على الطريق لم يتبعها تطور فى صيانة وإعمار الطرق خاصة القومية العابرة للولايات فلاتزال حوادث السير تهدد حياة المسافرين وتؤدى الى إنقلاب السيارات وتعطيلها مما يتسبب فى زيادة تكاليف الصيانة ، فهل نشهد ثورة فى قطاع الطرق القومية من حكومة الأمل بقيادة دكتور كامل إدريس وحلمنا أن تصبح طرقنا مثل طرق جمهورية مصر العربية أو المملكة العربية السعودية بمسارات متعددة ومراقبة بالأجهزة الإلكترونية وتقدم لمستخدميها أفضل الخدمات فى إستراحاتها أو كما نسميها نحن فى بلادنا السودان (القهاوي والكافتريات) ونقول *ياحكومة الأمل فيك الأمل*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى