تحقيقات وتقارير

دموع الفرح تودّع قطار العودة للوطن رقم « 16 » عبر منظومة الصناعات الدفاعية

رئيس لجنة العودة الطوعية بمنظومة الصناعات الدفاعية في إفادات مهمة

رصد ومتابعة : نادر حلفاوي … في مشهد إنساني مؤثر، غلبت فيه دموع الفرح مشاعر الترقب، لوح مئات السودانيين بأيديهم مودعين ذويهم في محطة القطار بالقاهرة، بينما اصطف الأطفال والنساء والرجال من مختلف أنحاء السودان، متطلعين إلى لحظة معانقة تراب الوطن من جديد بعد طول غياب.

وغادر امس الاثنين قطار العودة الطوعية رقم (16) متجها إلى محطة السد العالي بأسوان كمحطة انتقالية، حاملاً على متنه أكثر من 1200 مواطن سوداني ، ضمن المرحلة الثانية من مشروع العودة الطوعية الذي تنظمه منظومة الصناعات الدفاعية، ليرتفع بذلك العدد الكلي للعائدين عبر القطارات إلى نحو 18,450 شخصًا.

ومنذ انطلاق المشروع في أبريل الماضي، نجحت المنظومة في تفويج أكثر من 83,455 سودانيًا إلى ولاياتهم المختلفة، عبر ترتيبات دقيقة وبرمجة محكمة بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا ، ما يعكس نجاح التجربة واستمرارها بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الإنسانية والوطنية.

وشهد القطار الأخير تنوعا لافتا في شرائح العائدين، حيث ضم موظفين من الطيران المدني، والمعلمين، والإعلاميين، والسلك القضائي ، إلى جانب أسر من مناطق الجموعية، والعقليين، وولايات الجزيرة، ونهر النيل، وسنار ، ومختلف أنحاء السودان، في تأكيد واضح على أن المشروع يتعامل مع جميع المواطنين على قدم المساواة، دون أي تمييز أو تفرقة.

 رئيس لجنة العودة الطوعية بمنظومة الصناعات الدفاعية السودانية في إفادات مهمة

من جانبها كشفت الاستاذة أميمة عبد الله، رئيس لجنة العودة الطوعية بمنظومة الصناعات الدفاعية السودانية، عن تفاصيل جديدة تتعلق بمبادرة العودة الطوعية للسودانيين بجمهورية مصر، مؤكدة استمرار الجهود لإعادة المواطنين إلى أرض الوطن بأمان وكرامة.

وأوضحت المهندسة أميمة أن المبادرة، التي تنفذها وتديرها منظومة الصناعات الدفاعية، ان القطار الخامس عشر، والذي حمل على متنه نحو 940 مواطنا سودانيا في طريقهم إلى البلاد، سالمين غانمين، بعون الله تعالى.

وأضافت أن عدد العائدين في كل رحلة يتراوح عادة بين 1200 إلى 1300 شخص ، ويتم في بعض الأحيان إضافة عربات جديدة للقطار، من 10 الي 11 عربة، وذلك لتلبية الزيادة في عدد المسجلين للعودة.

وفيما يتعلق بترتيبات النقل، أشارت إلى أن هناك 30 بص سياحي تنتظر العائدين لحظة وصولهم إلى منطقة السد العالي، لنقلهم إلى المعبر الحدودي، حيث تنتظرهم باصات سياحية أخرى لتوصيلهم إلى وجهاتهم داخل السودان، في تنسيق محكم يهدف إلى ضمان سلامة الرحلة وسلاسة الانتقال.

وكشفت المهندسة أميمة أن الرحلة رقم 15 حملت فئة مهمة من العائدين، وهم منتسبو الطيران المدني ، الذين يعودون إلى مواقعهم استعدادا لتشغيل مطار الخرطوم الدولي ، والذي من المتوقع أن يستأنف نشاطه في شهر أكتوبر المقبل، لاستقبال الطائرات بإذن الله.

كما ضمت الرحلة عددا من الأسر السودانية القادمة من مناطق جغرافية متنوعة، منها ولاية الجزيرة، وسوبا شرق، والجريف غرب ، حيث تم تجهيز وسائل النقل في معبر حلفا بالولاية الشمالية لنقلهم إلى مناطقهم المختلفة فور وصولهم.

وأكدت المهندسة أميمة أن المبادرة مستمرة، ويتم التنسيق عبر ثلاثة أرقام هاتفية معلنة لاستقبال طلبات العودة، مشددة على ضرورة الحذر من الجهات غير الرسمية التي تتلاعب بالأسر، مما يؤدي إلى مشكلات كبيرة، حيث يصل المواطنون ولا يجدوا قطارا، أو يحضروا في غير يوم الرحلة المحدد .

وفي ختام حديثها، وجهت رئيس لجنة العودة الطوعية بمنظومة الصناعات الدفاعية اميمة عبدالله، نداء للأسر الراغبة في العودة عبر هذه المبادرة، بضرورة الالتزام بالضوابط المحددة، مشيرة إلى أن الرحلات مجانية بالكامل ولا تفرض عليها أي رسوم. 

وشددت على أن الضوابط تشمل حقيبتين فقط لكل أسرة ، مع منع الأجهزة الكهربائية والحقائب الكبيرة ، وذلك حفاظًا على سلامة الجميع وتيسير إجراءات النقل.

واشارت في ختام افاداتها الي هذه المبادرة تأتي في إطار جهود وطنية حثيثة تبذلها منظومة الصناعات الدفاعية، لتخفيف معاناة السودانيين بالخارج، وتوفير وسيلة آمنة ومجانية للعودة إلى الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى