مجرد ملاحظة .. نادر عبدالله حلفاوي: عودة بقال… استفزاز للذاكرة الوطنية!

بالله عليكم، من الذي يدير المشهد السياسي في السودان؟ ومن يملك الجرأة على إعادة إنتاج مشاهد أقل ما توصف بأنها درامية في بلد لم تجف فيه دماء الشهداء بعد، ولم تسكت فيه أصوات البنادق؟ .
في وقت لا تزال فيه الخرطوم وأم درمان تنزف من دماء الشهداء ، يخرج علينا قرار لم نعلم مصدره بعودة إبراهيم بقال إلى “حضن الوطن”، وكأن الوطن بات بلا ذاكرة أو كرامة.
هل كان أحد يتخيل أن حكومة بورتسودان ستسمح لبقال بأن يطأ أرض المدينة اثيراً ،وليس “تائبًا” كما جاء في التبرير الرسمي؟ .
ان نسينا نحن ، هل نسي الجنرال ياسر العطا، الرجل الثالث في المجلس السيادي، كيف كان بقال يتحدث من أمام منزله؟ هل نسي الجميع مشهد التهكم والاستفزاز الذي بثه بقال من قلب الخرطوم، بينما كانت المصفاة تحرر والجنود يقتلون في المدرعات؟
إن عودة بقال ليست مجرد حدث سياسي، بل هي صفعة على وجه كل من فقد عزيزًا في معركة الكرامة.
عودة بقال ، هي رسالة مشوهة تقول إن من تجرأ على الوطن يمكنه أن يعود إليه دون مساءلة، دون اعتراف، ودون حتى اعتذار.
فهل نستعد الآن لاستقبال ربيع وطبيق وغيرهم؟ و هل أصبح “حضن الوطن” ملاذاً لمن خانوه.
الوطن ليس حضناً لامثال بقال . الوطن ذاكرة، وكرامة، ودماء سالت من أجل أن يبقى، ومن أراد العودة، فعليه أن يمر عبر بوابة العدالة، لا عبر ممرات التواطؤ السياسي.
تقبل الله شهداءنا في المدرعات، وفي تحرير المصفاة، وفي شوارع الخرطوم وأم درمان.
حضن الوطن قال !! ..
الوطن لا يحتضن من طعنه.