كتاب واراء
أخر الأخبار

بقلم: حسن السر     الصحة أولًا

حد القول

بقلم: حسن السر

الصحة أولًا

أرض التاريخ وأرض الخير

في مدينتي سنجة ومدني، حيث تلتقي جذور التاريخ بخصوبة الأرض، انعقد ملتقى الطب العلاجي وملتقى البرامج القومية المتخصصة ليشكّلا حدثًا فارقًا في مسيرة النظام الصحي السوداني. لم يكن ذلك مجرد تجمع علمي أو إداري، بل إعلانًا صريحًا بأن الصحة أصبحت أولوية قصوى، وأن المؤسسات الصحية بدأت تستعيد عافيتها بعد سنوات من التحديات.

دلالات الملتقى

– الصمود والكبرياء: جسّد الملتقيان روح التحدي والإصرار على تجاوز العقبات، فالصحة ليست مجرد خدمة، بل عنوان للكرامة الإنسانية.

– عودة العافية للمؤسسات الصحية: الحضور الواسع من الكوادر الطبية والإدارية أكد وجود إرادة جماعية لإعادة بناء منظومة صحية قادرة على خدمة المواطن بكفاءة.

– التكامل بين الولايات: لم تكن سنجة ومدني مجرد مواقع جغرافية، بل رمزين للتكامل بين أرض التاريخ وأرض الخير، حيث تتلاقى الإرادة السياسية مع الطاقات البشرية.

استهداف المؤسسات الصحية والكوادر الطبية

لم يكن طريق التعافي الصحي في السودان مفروشًا بالورود، فقد واجهت المؤسسات الصحية والكوادر الطبية تحديات جسيمة نتيجة استهداف مليشيات الدعم السريع الجنجويد الإرهابية لهذه المرافق الحيوية. لم يكن ذلك مجرد اعتداء على مبانٍ أو معدات، بل هجومًا مباشرًا على حق الإنسان في الحياة والعلاج، ومحاولة لشلّ النظام الصحي وإضعاف قدرة الدولة على خدمة مواطنيها. ومع ذلك، ظلّت الكوادر الطبية صامدة تؤدي واجبها الإنساني في ظروف بالغة القسوة، لتؤكد أن رسالة الطب أقوى من محاولات الإرهاب، وأن العافية ستعود مهما كانت التضحيات.

دور القيادات الولائية

– في ولاية سنار، جعل اللواء الركن الزبير حسن السيد الصحة أولوية قصوى، فكان حضوره في الملتقى رسالة واضحة بأن القيادة العسكرية والإدارية تقف خلف القطاع الصحي.

– في ولاية الجزيرة، أكد الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير أن التنمية لا تكتمل إلا بصحة المواطن، وأن البرامج القومية المتخصصة هي الطريق نحو مؤسسات صحية حديثة وفاعلة.

دور القيادة الصحية الاتحادية

لا يمكن الحديث عن عافية النظام الصحي دون الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته القيادة الصحية الاتحادية:

– شكرًا للبروفيسور هيثم محمد إبراهيم وزير الصحة الاتحادي، الذي جسّد نموذج القائد المتواضع، فكان حضوره ودعمه دليلًا على أن الصحة أولوية وطنية.

– شكرًا للدكتور علي بابكر سيد أحمد محمد وكيل وزارة الصحة الاتحادية، الذي أظهر زهدًا وإخلاصًا في خدمة الوطن، واضعًا مصلحة المواطن فوق كل اعتبار.

– شكرًا للدكتور حيدر محمد عبدالنبي مدير الإدارة العامة للطب العلاجي، الذي جعل المستحيل ممكنًا بجهوده وإدارته الحكيمة.

هنيئًا للصحة في السودان بهذه القيادات التي منحتنا دروسًا في العطاء والتواضع، ومنهم تعلمنا أن القيادة ليست منصبًا بل رسالة، وأن خدمة المواطن هي أسمى الغايات.

ميثاق سنجة ومدني

الميثاق الذي خرج به الملتقى ليس مجرد وثيقة، بل دليل عافية للنظام الصحي، إذ يضع أسسًا للتنسيق بين الولايات، ويؤكد على:

– تعزيز الطب العلاجي وتطوير بنياته التحتية.

– دعم البرامج القومية المتخصصة وربطها باحتياجات المواطن.

– جعل الصحة محورًا للتنمية المستدامة.

آخر القول

إن ملتقى سنجة ومدني لم يكن حدثًا عابرًا، بل محطة تاريخية تؤكد أن السودان قادر على استعادة عافيته الصحية، وأن الصمود والكبرياء هما الطريق نحو مؤسسات صحية قوية وفاعلة. بين أرض التاريخ وأرض الخير يولد عهد جديد عنوانه: الصحة أولًا.

كسرة

رمانة الحياة هي الصحة،

شايلة إنسانها في الحدقات،

شامخة وطالعة فوق النيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى